أيران تدفع الخصوم العراقيين للمواجهة المسلحة بقلم : علي الياسري
تاريخ النشر : 2008-06-20
بقلم : علي الياسلري


في حديث ودي مع عراقيين عادوا من إيران مؤخرا بعد فراق دام أكثر من 33 عاما أي مع حملة التسفير عام 1975 . تجاذبنا أطراف الحديث للوصول إلى أعماق السياسة الإيرانية المتذبذبة في الشأن العراقي .
ومع اعتقاد الكثيرين من العراقيين والعرب والمحللين السياسيين الكبار فان لإيران ارتباط روحي عقائدي صميمي
مع العراق والعراقيين . لكن محدثي نبهني بل أدار محور تفكيري حين سألته عن سبب التدخل الإيراني الشائن في القضية العراقية . علما ان هدف العراقيين كان يتزامن أو يسير بخط متوازي مع السياسة الإيرانية وطموحها بسقوط النظام الدكتاتوري في العراق . علما ان كثير من الدول العربية والخليجية بالخصوص كانت تحمل نفس الأفكار والطموحات في هذا الموضوع الذي شغل المنطقة لعقود احترق فيها الاخضر واليابس بسبب السياسة الهوجاء لحكومة البعث في العراق .
قال محدثي : ان الشعب الايراني بل أغلبية اهالي مدينة طهران يتمنون اليوم الذي ياتي ولايرى فيه رجال الدين الاصوليين وهم يتربعون على عرش ايران . والسبب في تحديد اهالي طهران دون غيرهم من المدن
والقرى البسيطة النائية . ذلك ان اهالي العاصمة ذو تفتح واطلاع وارتباط وثيق بالثقافة العالمية والتطور الحضاري في بلدان العالم . بل عاشوا افضل مراحل حياتهم في عهد الشاه المقبور والفرق شاسع البون بين طريقة الحكمين . لذا فان الايرانيين كانو يطمحون بان يكونوا المرحلى التالية بعد اقصاء حكم البعث في ايران . وان الحكومة الايرانية على علم ودراية بذلك .
اذن كان لزاما على طهران ان تغيير هذه الافكار باساليب لاتعرف للعقيدة والارتباط الروحي اية قوانين والتزامات اخلاقية من اجل تعطيل حركة التطور في العراق واعاده اعماره في بناه التحتية ورفع مستوى معيشة ابناءه . هذا التعطيل لن ياتي بالتاكيد عن طريق نشر ثقافة معاداة اميركا . بل عمدت الى تجنيد من تستطيع له سبيلا من اجل خلق صراع داخلي تطول مدته فتتشعب اشكالياته بين الرافضين والموافقين على السياسة الاميركية في العراق . فتارة تشتعل الحرب الاهلية الطائفية وتارة حرب على القوات العراقية وقوات التحالف
واخرى بالاغتيالات والتهجير القسري بل وتعطيل حركة النمو الاقتصادي والقاء التهم على الحكومة العراقية وقوات التحالف التي تساندها .
قد يستفز الكثيرون حين مطالعة ماكتبته يدي . ومن اجل الحقيقة فان تصرفات النظام الايراني جاءت متوازية مع تصرفات اخرى لدول الجوار والتي ارادت بذلك الموازنة بعد ان نصب الجميع انفسهم مدافعين عن العراقيين بالطريقة التي يفهم منها ان كل بلد له ارتباط في العراق وعليه حماية من يرتبطون به . وهذا مناف للحقيقة التاريخية بان العراقيون هم ابناء البلد الذين يعيشون فيه ولم يطلبوا من احد الدفاع عنهم ...
والحقيقة اقرب الى الخيال حين تقول ان الايادي الايرانية وصلت الى كثير من مرافق العمليات العسكرية ضد الحكومة العراقية وقوات التحالف واستهداف المواطنين العراقيين دون تمييز .
التشعب الايراني حسب التقارير الامنية الحكومية يتضمن الدعم المادي والعسكري للجماعات المسلحة المتباينة . وهذا ليس ببعيد او من صنع الخيال . فقد تم الاستيلاء على احد المخابيء الكبيرة الكثيرة للاسلحة الايرانية الصنع في مدينة اليصرة ... هذا في الجنوب اما ماذكرته المجلة الاخيارية الاسبوعية الكردية حولاتي : ان حرس الحدود الاكراد استوقفوا في نفس الاسبوع الذي تزامن مع احداث البصرة شحنة كبيرة من الاسلحة والاعتدة الايرانية تتالف من 17 حمولة اثناء تهريبها الى العراق . وقالت : ان قوة حرس الحدود اصطدمت مع قافلة من البغال وبعد اشتباك دام اكثر من نصف ساعة فر المهربون مخلفين جميع الاعتدة والاسلحة المصدرة الى شمال العراق
والوثائق المرفقة معها تشير الى تصديرها الى مناطق السعدية وجلولاء وخانقين . كل هذا يحدث بينما الحكومة الايرانية تعرض مودتها وصداقتها على حكومة بغداد . ومازالت قوات الصدر تزيل التشحيم عن البنادق الحديثة المرسلة من ايران وبالمقابل يملا خصومهم الذين اطلق عليهم اسم ( الجماعات الخاصة ) جيوبهم من اصدقاءهم في الحرس الثوري . هناك مسالة نحاول ان نشير اليها . هو ان عددا غير قليل من الساخطين في جيش المهدي على قياداتهم قد تم ايواءهم في ايران واحتضانهم في معسكرات .. من هنا نشير الى قول رئيس الوزراء نوري المالكي حين وصف تلك الجماعات الخاصة بانها ( أسوأ ) من القاعدة ..
يقول احمد صلاح الدين وهو شاب ثلاثيني كان يعمل ضمن تنظيمات القاعدة في العراق . ان الخداع الايراني لنا
لم يكن ليس بيزنطيا بما فيه الكفاية او عثمانيا في اخذه بنظرية فرق تسد . فهاهي تنظيمات انصار الاسلام الجناح الثاني في تنظيم القاعدة يستمد تدريباته واسلحته وامواله من ايران في شمال العراق في بيارة وطويلة وخورمال
ومن المؤسف حقا ان ان عمليات البصرة ومدينة الصدر التي راح ضحيتها اكثر من 300 شاب مستغل من قبل التنظيمات الاجرامية والجماعات الخاصة .
احداث مدينة الصدر . قد ابرزت لنا عدة اشكالات حين اندلع القتال فيها فبين تجمع اطنان القمامة وتوقف الحياة واكتضاض المستشفيات بالجرحى واغلاق الاسواق والمحال التجارية قد اغلق بوابات الحياة على اهالي المدينة .
ولااستغرب قول الظابط بالجيش العراقي سعد طاهر حين حمل ايران مايجري على الساحة العراقية من تخريب ودمار في لقاءه مع انباء الخليج ايام اندلاع القتال في مدينة الصدر ...
فهل ياترى سيتفهم الشعب الايراني هذه المآسي وانها جاءت لاجل ان يفهموا ان لا محيص من تقبل حالهم
او سيكونون كما العراقيون اليوم ... ولكن ماذنب العراقيين ...دروس من طهران والضحايا من العراق