قبل الوداع ... لا تكن أنت والزمن على الفلسطينيين يا واسطي!!بقلم:سماك برهان الدين العبوشي
تاريخ النشر : 2008-06-20
قبل الوداع ... لا تكن أنت والزمن على الفلسطينيين يا واسطي!!بقلم:سماك برهان الدين العبوشي


قد يكون للسيد حميد الواسطي الحق كل الحق في انتقاد بعض الانظمة العربية جراء تقصيرها في مساعدة العراقيين ومد يد العون لهم بعد غزو أمريكا للعراق وامتناعهم عن تقديم أوجه المساعدة للملايين منهم واستقبالهم على أراضيهم من خلال تسهيل دخولهم لأرضيها من خلال منحهم لتأشيرة الدخول إلا فيما عدا سوريا والأردن اللتين كانتا قد تحملتا أكثر اعداد العراقيين على أراضيهما والذي تجاوز عددهم حسب تقديرات المنظمات الإنسانية المليونين والنصف ، ولكنه لم يكن موفقاً بالمرة حين حاول عنوة إقحام الفلسطينيين المتواجدين على أرض العروبة العراق فيما يحدث في العراق وبشكل غريب وبإيحاءات مشوهة يقصد منها التحريض والفتنة!!.

فكرت ملياً بما طرحه السيد الواسطي في مقالته الأخيرة المعنونة ((ماذا يُريد أيتام صدام حسين.. بَعد؟ مِنَ العِرَاق المَهدوم وحقّ شعبه المَهدور؟؟))، فلم أجد له مسوغاً أوعذراً في انتقاده لإجحاف وتقصير الدول العربية تجاه الشقيق العراق وإقحامه دونما مبرر تلك القصص والشواهد التي ذكرها في مقاله آنف الذكر عن كيفية منح الفلسطينيين مخصصات إضافية خلال سبعينات وثمانينات القرن المنصرم ( المدرس الفلسطيني إبراهيم )، كما ولم أجد له مبرراً آخر له ليربط بين ما كابده العراقيون النشامى بعد الغزو الأمريكي للعراق وتقصير الأنظمة العربية تجاههم وتجاهلهم وتلك الصورة التي حاول أن يرسمها في مقاله عن بطش وممارسات بعض ضباط فلسطينيين كانوا يعملون في أجهزة الأمن العراقية إبان النظام السابق، فما حاول أن يطرحه السيد الواسطي في مقالته تلك بخصوص الفلسطينيين لا تـُفسر عند ذي لب أو عقل أو منطق إلا أنها جاءت تأليباً جديداً ضد الأشقاء الفلسطينيين المتواجدين في العراق!!.

لم يكتف السيد الواسطي بمحاولته العقيمة تلك إقحام الفلسطينيين في مشهد تقصير الأنظمة العربية تجاه العراقيين المهجرين بعد الغزو الأمريكي، بل تعدى الأمر فأوقع نفسه من دون أن يدري بتناقض صارخ ماحق ... فحين نقرأ ما بين سطور مقالته الأخيرة فإننا نستشف منها انتقاداً لاذعاً من الكاتب ذاته لسياسة النظام العراقي السابق بسبب رعايته المميزة للعرب عموماً وبما يوحي وبشكل واضح للعيان امتعاض الكاتب لهذه الرعاية وازدراءه وضيقه منها ، في حين أننا لو راجعنا أرشيف مقالاته المنشورة عبر دنيا الوطن الغراء لوجدنا التناقض الصارخ لهذا الرجل فيما يؤمن به ويدعو له، فهناك عدد من المقالات التي كتبها والتي أشار بها إلى أنه و( باعتزاز عال كما ورد فيها ) قد تلقى رسائل من الرئيس العراقي الراحل أثناء فترة اعتقاله، فعلى سبيل المثال لا الحصر مقالته التي تحمل عنوان (( رسالة ثانية من الرئيس صدام حسين إلى حميد جبر الواسطي )) والتي نشرت بتاريخ 15/12/2006 حيث نراه وقد أنهى مقالته تلك بالأسطر المقتبسة التالية نصاً (( سَيِّدي الرئيس.. العِرَاق ينتظر بمشيئَةِ الله وقدرته على كُلِّ شيء عَودَتكم وعَودَة رفاقكم بفارغ الصبر، فعَودَتكم هِيَ بإِذن الله عَودَة الأمان والسلام وبناء العِرَاق وأَمَل الشعب الحُرّ)).... انتهى الاقتباس ... فوا عجباً ... أتذكره خيراً في مقال سابق لك ثم تعود ثانية لتنتقد سياسة ورعايته للأخوة العرب عامة والفلسطينيين خاصة في مقالتك الأخيرة !؟، فأي فكر تحمل بالله عليك!؟، وما هي قناعاتك تجاه قضايا العروبة وفلسطين لنعرف!؟، وماذا نصدق إذن ... ما جاء بمقالك الأخير هذا أم بما جاء بمقالتك السابقة تلك!!.

ومن تناقضات السيد الواسطي ما رأينا في مقالته المعنونة (( إذا كانت فلسطين يَهوديَّة؟ فالكويت عِرَاقيَّة.. ورَدّ عَلَى البروفيسور مردخاي كيدار )) والمنشورة في دنيا الوطن بتاريخ 16/5/2008 فبدا للقراء حين ذاك أنه قومي النزعة عربي الأسس والجذور والأفكار لما ردده من عبارات تذب وتنافح عن قضية العرب الرئيسية والمتمثلة بفلسطين ورده على هرطقات الصهاينة التي تتلخص بعائدية أرض فلسطين لهم والتي لاقى لإثرها استحسان جميع القراء وكنت أحد من رد عليه إيجاباً ، في حين رأيناه اليوم في مقاله الأخير متحاملاً مهاجماً لهم مؤلباً محرضاً عليهم في أمر لم يكونوا من تسبب فيه ولم يكن بوسعهم تقديم يد العون لأشقائهم العراقيين في محنتهم تلك لاسيما أن أهل فلسطين هم أهل محنة وبلاء منذ ستين عاماً كما يعرف جيداً!!.

ولما ذكرته آنفاً ... ولما سببه السيد الواسطي بكتاباته وتخاطبه مع مردخاي كيدار قبل أيام من زوبعة تسببت في موجة استنكار لعدد كبير من كتابنا وقرائنا ... ولما قد يسببه مستقبلاً من زوابع وأعاصير بما سيكتبه والتي لا تتوافق وأفكاري ومبادئي التي جُـبلت عليها ... فإنني وعبر منبر دنيا الوطن الغراء التي أحمل لها ولإدارتها الموقرة شغفاً وحباً كبيرين أعلن وعلى مضض بأن مقالي هذا سيكون آخر ما أكتبه عبر موقعها مع ألم شديد يعتصر حشاشة قلبي، غير أنني ـ لو تفضلت إدارة دنيا الوطن الموقرة مشكورة ـ سأحتفظ فقط بحق ردي على ما يرد لي من ردود على مقالي هذا ... متمنياً للجميع التوفيق ... ولدنيا الوطن الغراء الرفعة والسمو والتحليق عالياً في خدمة قضايا الأمة ( تحديداً وحصراً )!!.
سماك برهان الدين العبوشي
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
[email protected]