نزف الدم القاتل بقلم:د.هدى برهان طحلاوي
تاريخ النشر : 2008-06-12
نزف الدم القاتل بقلم:د.هدى برهان طحلاوي


نزف الدم القاتل

لماذا يموت من ينزف الدم ؟ وما أهميته وكميته ؟ وكيف نسعف وننقذ الحياة ؟
الدم هذا السائل الأحمر اللزج الذي يسيل عندما يجرح الجسم بآلة حادة يتكون من مجموعة كريات تسبح في سائل يدعى البلازما .
أما الكريات فهي نوعان حمراء تحتوي على صباغ أحمر يدعى الهيموغلوبين قادر على تثبيت أوكسجين الهواء وبالتالي فهو يقوم بنقل أوكسجين الهواء من الرئة إلى كافة خلايا الجسم والنوع الآخر من الكريات فهو بيضاء وظيفتها الدفاع عن الجسم إذ تستطيع الانسلال من الأوعية لتحيط بالجسيمات الغريبة الصغيرة وهي إما أن تبتلعها أو تفرز عليها مادة سامة لتقتلها .
وأما بلازما الدم فهي تحمل الكثير من المواد وتنقلها إلى كافة خلايا الجسم مثل البروتين والسكر والدسم والهرمونات والفيتامينات والمعادن كما تقوم بحمل الفضلات من كافة خلايا الجسم لتنقلها إلى أماكن إطراحها في الكلية عبر البول أو في الجلد عبر التعرق أو في الرئة عبر هواء الزفير .
وتسبح في البلازما أيضاً الصفيحات الدموية ولها دور هام في عملية تخثر الدم .
فللدم أهمية من ناحيتين ناحية نوعية وهي وظائفه التي نوهنا عنها فيما سبق وناحية كمية وهي التي تهمنا في حالات النزف لنعرف ماذا يمكن أن يتحمل الإنسان وما نسبة الدم في جسمه :
يشكل الدم 5% من وزن الجسم بشكل عام وإذا نقص الدم في الجسم عن حد معين يؤدي للموت المحتوم والكثيرون سمعوا عن الذين ماتوا بسبب النزف إما أثناء الحروب أو أثناء عمل جراحي أو ولادة أو أي حادث يسبب نزف الدم بالكمية القاتلة .
وقد يتساءل البعض عن كمية الدم النازفة التي تؤدي للموت إنها في الواقع تختلف حسب سرعة النزف وحسب عمر الشخص ووزنه فإذا كانت سرعة النزف كبيرة مات الشخص من نزف كمية أقل منها فيما إذا كان النزف بطيئاً والذي يتحمله الجسم أكثر , وكذلك الحال يموت الطفل إذا نزف كمية من الدم أقل من الكمية التي تميت الإنسان البالغ , ويموت الإنسان البالغ النحيل بكمية دم نازفة أقل من التي تميت الإنسان البالغ الأكثر وزناً منه .
وبشكل عام يمكن القول أن الإنسان البالغ يموت إذا نزف أكثر من لتر ونصف اللتر دون أن يعوض بالسرعة اللازمة .
المريض المصاب بنزف حاد ومستمر يشكو من أعراض ناجمة عن قلة الأوكسجين وأعراض ناجمة عن نقص حجم الدم وهي : وهن وتعب وخفة في الرأس وخبل وسبات ( تغيم الوعي أو غيابه ) ويكون المريض شاحباً ومتعرقاً وسريع الاستثارة كما يتسرع نبضه وينخفض ضغطه وأخيراً يحدث الموت .
وأفضل وسيلة اسعافية عند وجود جرح نازف أن نضغط على الجرح بقطعة قماش نظيفة ونبقى ضاغطين عليه حتى الوصول لأقرب مركز إسعاف وخياطة الجرح حسب الحالة من قبل الطبيب المختص بذلك .
وكذلك رعاف الأنف نضغط بإصبع السبابة على جلد الوجه الجانبي للأنف حتى تطبق حافة الأنف على وسطه وتسد الفتحة النازفة ويكون المريض فيها بوضعية الجلوس أفضل لمدة عشر دقائق ضغط ويتنفس المريض من الفتحة الأخرى أو من فمه ثم نوقف الضغط وغالباً ما يتوقف النزف فإذا لم يتوقف نضغط مرة أخرى ريثما يصل المريض للطبيب المختص ويدك له أنفه أو يخثر الوعاء النازف حسب الحالة .
وحالات النزف الأخرى يجب الإسراع بها قدر الإمكان إلى أقرب مشفى فقد تحتاج نقل دم واستعداداً لمثل هذه الحالات ولسرعة النتائج يجب أن يعرف كل شخص زمرته الدموية وتسجل على هويته الشخصية أو دفتر العائلة حتى لا تنسى مع مر الأيام .
وهذه الإسعافات البسيطة قد تنقذ حياة المريض ولكنها تحتاج لرباطة جأش وسرعة تصرف بدل الصراخ والعويل والإغماء من قبل الأمهات خاصة من خوفهم على أولادهم إذا أصيبوا وعدم معرفتهم بنتائج هذه الإسعافات وأساليبها فقد يتسببوا بأذية أكبر منها من دون قصد أو يخسروا أولادهم أو أقرب الناس إليهم ويندمون حيث لا ينفع الندم .

د . هدى برهان طحلاوي