المقاومة اللبنانية الوطنية والشعب اللبناني صنعوا مالم يصنعه العرب في عدة عقود، في مقاومتهم للكيان الصهيوني ، حتى أضحى الصهاينة يحسبون الف حساب لذلك البلد الصغير في حجمه الكبير في بطولاته..
مشكلة حزب الله :
المشكلة وببساطة هي أن حزب الله يرتبط فكريا ومرجعيا بمرشد الجمهورية الإيرانية ، ويأتمر بأمره ، ولاندري لماذا لا يرتبط مثلا بمراجع من الجنسية اللبنانية!! فهو أسير وتابع للسياسة الإيرانية في المنطقة ، ويتلقى دعما إيرانيا باللاموال والسلاح والتدريب العسكري ! ولكن مثل هذا الكرم الإيراني لم ينفق عبثا أو لوجه الله فوراءه ماوراءه : فاللايرانيون يريدون نفوذا لهم في لبنان يستطيعون من خلاله كسب ورقة تفاوضية على حساب لبنان في صراعهم السياسي وتحقيق أطماعهم في المنطقة!! أو بث وتصدير ثورتهم وايدولوجياتهم الطائفية !!وقد ظهرت السيطرة الإيرانية على حزب الله واضحة من خلال تنفيذه لبعض الأجندات الإيرانية ومن خلال بعض المغامرات الغير مدروسة التي قام بها الحزب ،والتي كشفت تحركه لصالح المشروع النووي الإيراني كما حصل في حرب 2006م .
حزب الله واحتلاله بيروت :
الصراع الدائر الآن في لبنان ، هدفه الحقيقي ربما خلط الأوراق على الإدارة الأمريكية بعد ظهور بعض التقارير التي تلمح لقرب هجوم عسكري على إيران!! فبأوامر إيرانية بادر حزب الله بنشر مقاتليه في بيروت والسيطرة على المطار ، وتضييق الخناق على الحكومة اللبنانية !! لتكون بيروت ورقة جيدة في يد ايران..!وهذا هو جوهر الصراع الحقيقي في لبنان صراعا بين الحكومة وبين عملاء طهران والضحية المواطن اللبناني ووحدة أراضيه !! وأما احتجاج الحزب بقطع شبكة اتصالاته وإقالة بعض الشخصيات المقربة منه من المار من قبل الحكومة ، فغير مقنعه فبإمكان حزب الله أن يستخدم بدائل أخرى لاتصالاته ، وتغيير شخص ما من منصبه لا تعني نهاية الدنيا أو هزيمة المقاومة !!!
عواقب احتلال حزب الله لبيروت :
يبدو أن حزب الله لم يستفد من الماضي وأضحى يتصرف بغير إرادة منه ، ولم يستوعب دروس الحرب الأهلية اللبنانية ، والحرب الطائفية في العراق ، ولم يستقرأ الساحة جيدا ومايوجد فيها من احتقان طائفي كانت ولازالت تحيته جماعات طائفية شيعية وسنية في العراق . إن يعلن عنه الآن وما يكرسه الإعلام هو صراع بين حزب الله الشيعي وبين سنّة لبنان.. وهذا ينذر بكوارث طائفية شبيهة بما يحصل في العراق بعد أن اطلقت أمريكا وإيران العنان لقوات منظمة بدر وتنظيم القاعدة لتصفية الكثير من أبناء الطائفة السنية والشيعية أو من يعارض الوجود الأمريكي !!!
ازدواجية حزب الله :
لحزب الله مواقف غامضة وغير واضحة لكثير من القضايا العربية والإسلامية ، ولعل تبعيته للنظام الإيراني تحتم عليه الصمت أحيانا والازدواجية أحيانا والتقية أحيانا ، ومن هذه المواقف :
1) موقفه من احتلال إيران للجزر الإماراتية .
2) موقفه من الحكومة العميلة في العراق .
3) موقفه من المقاومة العراقية .
4) موقفه من عملاء العراق : الحكيم ، المالكي ، الجعفري ، والائتلاف الشيعي ..الخ
5) موقفه من النفوذ الإيراني في العراق .
6) موقفه من سرقة إيران للنفط العراقي .
7) موقفه من الاحتلال الأثيوبي للصومال والمقاومة الصومالية .
8) موقفه من الاحتلال الروسي للشيشان والمقاومة الشيشانية .
9) موقفه من احتلال أمريكا لأفغانستان والمقاومة الأفغانية .
هل سيصبح حزب الله اللبناني كمنظمة بدر في العراق :
هناك بعض التشابه بين منظمة بدر التي يتزعمها العميل الصفوي الطائفي الحكيم ، وبين حزب الله اللبناني ، فكلاهما قد تلقى الدعم اللوجستي والتدريب في إيران ، وقد رسم النظام الإيراني لكل منهما دورا فدور ( منظمة بدر) في العراق إحياء النزعات الطائفية ومد النفوذ الفارسي الصفوي في جنوب العراق ، ودور حزب الله الحالي هو نقل الحالة العراقية إلى لبنان ومحاربة النفوذ العربي في لبنان .. على حساب الضحايا .
حزب الله بين خيارين لاثالث لهما :
على حزب الله الاختيار إما التخلي عن عروبته والتبعية لإيران وإما التمسك بعروبته والتخلي عن التبعية المذلة لايران ؟ فمن كر فهو الحر، إلا إذا أراد الحلب والصر !!!
في عام 447 هـ سقطت مدينة طليطلة التي كان يحكمها ملوك الطوائف وهم من أسرة ذي النون على يد الملك الصليبي ألفونسو السادس ملك قشتالة ، بعد ذلك أخذ هذا الملك الصليبي الحاقد يجوس خلال الديار ويغتصب بلاد الأندلس الواحدة تلو الأخرى ، ويفرض الإتاوة على ملوكها .
فنظر المعتمد بن عباد ملك قرطبة – أحد ملوك الطوائف - في أمره فرأى أن الفونسو قد داخله طمع في بلاده ، فأرسل إلى يوسف بن تاشفين أمير دولة المرابطين يطلب منه النصرة والمساعدة ورغم كل التحذيرات التي وجهت إلى المعتمد بن عباد، وتخويفه من طمع المرابطين في بلاد الأندلس، إلا أن النخوة الإسلامية قد استيقظت في نفسه ، فأصر على الاستنجاد بالمرابطين ، وقال قولته التي سارت مثلاً في التاريخ: ( لأن أكون راعي جمال في صحراء أفريقية خير من أن أكون راعي خنازير في بيداء قشتالة ) ( و في رواية أخرى ( لأن أرعى إبل يوسف إبن تاشفين خير لي من أن أرعى خنازير الفونسوا). والمفترض أن يصبر حزب الله على جوع وهو عزيز، خير له من أن يحصل على فستقا وزعفرانا وكافيارا إيرانيا وهو ذليل!!
ما المطلوب من حزب الله الآن:
لا مخرج للحزب حتى يحفظ ماء وجهه سوى سحب جنوده قبل أن يولغوا في الدماء كثيرا ، فمن ولغ في دماء الأبرياء يمسي مسعورا ... و ( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) المائدة 32،والجلوس على طاولة المفاوضات مع الحكومة من أجل حفظ دماء الأبرياء الذين سقطوا منهم الآن العشرات بسبب شبكة اتصالاته المشؤومة ،الحكومة اللبنانية عميلة كما يدعي، ولكن هل تناسى أن الحكومة العراقية عميلة أكثر منها بيد أن أسياده في إيران هو أول من وقف معها واعترف فيها!!
فهل العمالة حلال في العراق حرام في لبنان..!
أم يريد حزب الله أن يصبح كمنظمة بدر في العراق ..!
زايد السماوي
هل سيصبح(حزب الله)الايراني القلب والهوى كمنظمة بدر في العراق..!؟بقلم:
زايد السماوي
تاريخ النشر : 2008-05-12