فعالية أسبوع الثقافة الفلسطيني بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الثقافة الفلسطينية بقلم:احمد محمود القاسم
تاريخ النشر : 2008-04-30
فعالية أسبوع الثقافة الفلسطينيnبالتعاون بين وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الثقافة الفلسطينيةn الكاتب والباحث احمد محمود القاسمnبدعوة من وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم العالي، الفلسطينية حضرنا حفلا ختاميا لفعالية أسبوع الثقافة والتراث الفلسطيني على مسرح قصر الثقافة في مدينة رام الله، وحضرت الحفل وزيرة التربية والتعليم العالي الفلسطينية لميس العلمي، حيث أحييت فرق فنية فلسطينية تابعة لمديريات التربية والتعليم في مدن رام الله ونابلس وقلقيلية، حفلا ختاميا لأسبوع التراث الفلسطيني. رغم بساطة الحفل والعدد المتواضع من الحضور الفلسطيني، إلا أن الحفل، كان جميلا ورائعا وممتعا، وأثلج صدور الحاضرين نساءا وأطفالا وشبابا ورجالا.nفقد قدم الطاقم التعليمي الموسيقي لوزارة التربية والتعليم العالي قطعا موسيقية وأغاني منوعة، منها أغنية: (شدو الهمة) لمرسال خليقة، وقطعتين موسيقيتين من التراث، كما قدم فنان فلسطيني آخر أغاني شعبية فلسطينية، نالت إعجاب الحاضرين، ثم قدمت فرقة شعبية من مديرية تربية رام الله رقصتين شعبيتين من الدبكة الفلسطينية، أمتعت الحضور بحركاتها اللطيفة والجميلة المعهودة. كما قدمت فرقة للفن الشعبي الفلسطيني من مديرية التربية والتعليم من نابلس، رقصة شعبية فلسطينية رائعة، على إيقاع أغنية الزيتونة، وقد بدا الإعجاب والانشراح والسرور على جموع الحاضرين وتفاعلهم مع الفعاليات المقدمة، والشيء الجميل، أن معظم راقصات وراقصي الدبكة، كانوا من الشباب والشابات التي لا تتجاوز أعمارهم الخمسة عشر عاما، وقد قدموا الدبكة الفلسطينية بعفوية بالغة ودون تكلف، وبحركات متناسقة ممتعة. وكان عدد الراقصين والراقصات لا يتجاوز العشرة في كل رقصة، ولكنهم قدموا عروضا شيقة يشكروا عليها كثيرا. كما قدم اثنان من المغنين (الحداي) في نهاية الحفل، زجلا فلسطينيا جميلا، اطرب الحضور أيضا. كما قدمت طفلة فلسطينية من قلقيلية قصيدة شعرية للشاعر الفلسطيني محمود درويش بعنوان (يا أيها العابرون بين الكلمات انصرفوا) أذهلت الحضور بإلقائها وتشديدها على الكلمات المختلفة في القصيدة.nيبقى أن أقول بعض الملاحظات النقدية لهذا الحفل البسيط والرائع، والذي لم يعد له إعدادا جيدا وكافيا، وعلى الرغم من ذلك، فقد كان مؤثرا ومعبرا، ونقل الحضور من الألم والمعاناة والإحباط الذي يعيشه المواطن الفلسطيني يوميا من مروره عبر الحواجز الإسرائيلية، وغيرها من العمليات الإجرامية الصهيونية، الى جو من البهجة والفرحة والسرور والتباهي والعزة.nوكان هناك شعورا واضحا بالإعجاب والتقدير، لهؤلاء الفتية والفتيات، الذين قدموا رقصات الدبكة الفلسطينية بحركاتها وأصواتها المعبرة. وحقيقة، لقد أثبت الفن الفلسطيني تأثيره واضحا ومعبرا جدا في كل الساحات العربية من المحيط الى الخليج، خاصة عندما كان يتبنى هذا الفن، التراثي الشعبي الفلسطيني، فرقا مركزية فلسطينية معتبرة ومتعوب عليها، تضم مجموعة من الشابات والشباب الفلسطيني، الذي يجيد فن الدبكة الفلسطينية بحذافيرها منذ الطفولة، ويشرف على تدريبهم وإعدادهم أساتذة مخضرمين بهذا الفن.n من خلال زياراتي للعديد من الدول العربية مثل اليمن والكويت والا مارت وجمهورية مصر العربية وسوريا والعراق ولبنان والأردن وغيرها من الدول، كنت ألاحظ بأم عيني، كم كان الفن التراثي الفلسطيني مؤثرا في نفوس الأخوة العرب ومحببا إليهم، وكانوا من خلاله يتعاطفون مع شعبنا الفلسطيني تعاطفا كبيرا جدا، إضافة الى ما يضيفه الى نفوسهم من انشراح وسرور وبهجة. احد أصدقائي الجزائريين، طلب مني بعض كليبات الفيديو للدبكة الفلسطينية، وأرسلتها إليه حسب إمكانياتي المتواضعة، فأعجب بها كثيرا، وكان يقول لي أنني سأغير جنسيتي الى الجنسية الفلسطينية لشدة إعجابه بالدبكة الفلسطينية، فانا أصبحت مدمنا لمشاهدة وسماع الدبكة الفلسطينية يوميا، ولا أستطيع التخلي عنها، حتى انه كان يتداولها بين أصدقائه وأقربائه يوميا، ويتمتعوا بمشاهدتها والاستماع إليها. nفي دولة الكويت الشقيقة، كان هناك فرقة شعبية فلسطينية تعرف باسم (فرقة ترشيحا للفنون الفلسطينية) لاقت نجاحا باهرا بين أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في الكويت، وحتى بين إخواننا من الكويتيين المحبين للفنون. رغم تواضع الفرقة وضعف إمكانياتها المادية، وأيضا كون معظم أعضائها كانوا من الموظفين والشباب، إلا أن الفرقة لاقت نجاحا عظيما، وكان يترأس الفرقة أحد المغنين الفلسطينيين والمدعو بأبي نسرين.nما دعاني الى كتابة مقالي هذا، هو إحياء هذا الحفل الذي حضرته، لما في نفسي من ذكريات عن التراث الفلسطيني في السنين الماضية، واستذكاري لما كانت تؤثر فيه الدبكة والأغاني الفلسطينية بالجاليات الفلسطينية المقيمة في الخارج، وأيضا لما كانت تؤثره بالمواطنين العرب في الكثير من الدول العربية، الذين كانوا يحضروا الى حفلاتنا الخاصة وأعراسنا والتي لم تكن لتخلوا من الدبكة الفلسطينية.nحقيقة، إن التراث الفلسطيني بما يتضمنه من أغاني فلسطينية والدبكة بالذات، ذو أثر كبير جدا في كسب تأييد الجماهير العربية، لعدالة قضيتنا وحبهم وتعاطفهم معنا. واعتقد جازما انه أفضل من عشرات المحاضرات والندوات السياسية التي تعقد هنا وهناك، ويصرف عليها مئات الآلاف من الدولارات دون جدوى. لقد ناضلنا بالسلاح كثيرا، ولعشرات السنين، وقتلنا عدونا وتأثرنا بسلاحنا أيضا سلبا في أحيان كثيرة، ولم نجرب النضال السلمي بشكل جاد ومكثف، ولم نرق باستعمال التراث الفلسطيني لدعم قضيتنا الفلسطينية عربيا ودوليا بشكل جاد وواسع، إنني على قناعة تامة، إن استخدام الأغاني والدبكة الفلسطينية بالذات، كسلاح لنشر عدالة قضيتنا الفلسطينية، سيكون لها أثرا كبيرا على شعبنا العربي من المحيط الى الخليج، كما انه، سيؤثر في الجاليات الفلسطينية والعربية المقيمة في الدول الصديقة والأجنبية، وكذلك سيؤثر في شعوب الدول الإسلامية ويكسب تعاطفها الى جانبنا، ويمكن أن يوفر للقضية الفلسطينية الدعم المالي والمعنوي الكثير.nالمطلوب عمله فعلا، هو تشكيل فرقة للدبكة الفلسطينية بشكل مركزي، تضم مجموعة خلاقة من الشابات والشباب الفلسطيني المثقف والمؤمن بالقضية الفلسطينية وعلى مستوى راقي جدا، وتعتمد لها الميزانيات الجادة والفعلية للصرف عليها، وإعدادها إعدادا فنيا مركزا ودقيقا تحت إشراف فنيين فلسطينيين حقيقيين، مارسوا التراث وعاشوا أشجانه وأفراحه وبيئته التي ترعرع فيها، وتوفير كافة الملابس والأحذية الضرورية لها.nفهل تستطيع وزارة الثقافة، تبني هذه المسؤولية، وحملها على عاتقها والتنقل بها الى كافة الدول الشقيقة والصديقة في العالم العربي والإسلامي وغيرها من الدول العالمية الأخرى؟؟؟؟؟ nالكاتب والباحث احمد محمود القاسمnمدينة بيت المقدس-فلسطينnAHMAD_A:[email protected]