السفراء المبجلين تجار أم مهنيين بقلم الكاتب :محمد حمدان
تاريخ النشر : 2008-03-26
السفراء المبجلين تجار أم مهنين

بقلم الكاتب محمد حمدان
منذ نعومة أظفاري وأنا أعلم تمام العلم بأن كل دولة محترمة ترسل من هو أهلاً لتمثيل وطنه تمثيلاً يراعي فيه مصلحة دولته أولاً ثم مصلحة الدولة المضيفة له وكذلك مصلحة الجالية الموجودة في تلك الدولة التي أرسل إليها لتمثيل وطنه هذا المتبع في السلك الدبلوماسي الذي يحترم نفسه ويحترم وطنه ويحترم المكان المرسل إليه وربما يكون هذا عنوان خير لبلده وشعبه وجاليته الموجودة في البلد الذي هو فيه ، وبالتالي هو يأخذ احترام وحصانة دبلوماسية غير عادية في البلد المضيف ويكون أمنه ورعايته مكلفة بها الدولة المضيفة ، وكذلك أنني رأيت العديد من سفراء الدول العربية والأجنبية يضعون نظاماً للسفراء والقناصل بحيث لا يمكث السفير أو القنصل أكثر من أربع سنوات مهما كانت الأمور والأوضاع، والسفير وكما أعرف وربما يكون علمي بسيط بهذا الشأن ، ولكن هذا ما هو متعارف عليه ، وكذلك السفير المحترم الذي ينتمي لوطنه انتماء حقيقي يوصل الليل بالنهار من أجل وطنه وأبناء وطنه وجاليته في البلد المضيف له وهذا الحديث يعني أن السفير والقنصل في البلد المعين والمرسل له لا دوام رسمي له بل يجب على السفير والقنصل أن يبقى على جهوزية كاملة وفي أي لحظة يجب أن يسهر من أجل وطنه وجاليته , هذه هي الحقيقة والواقع المعهود في الدول المحترمة إرسال سفير ذو أهلية تامة ومهني يعمل بمهنية من أجل وطنه ومن أجل شعبه وجاليته 0
ولكن ما نشاهده اليوم لا يمت للسلك الدبلوماسي بأي صلة ولا منطق ولا مهنية وكأنه كتب على هذا الشعب الفلسطيني صاحب القضية المقدسة والقضية المركزية لدى الأمم والشعوب العربية والإسلامية وكأن الأمر في هذا المجال بالذات مقصود لتخريب العلاقات بين الدول المدافعة عن القضية الفلسطينية وكأن هؤلاء السفراء المرسلين للدول العربية والإسلامية بالذات الدول التي تستضيف أكبر عدد من الفلسطينيين الهدف من إرسالهم هو إحباط هؤلاء المقيمين في الشتات من كل الأمور التي تحيي في قلوبهم الأمل بالعودة إلى الوطن الأم فلسطين ، بل والأدهى والأمر هو ما يفعله هؤلاء السفراء في الانشغال في ترتيب الأمور الخاصة به وبعائلته وكأنه استلم في تلك البلد مفتاح الجنة ويبحث به عن أقرب المقربين له للعمل في هذا السلك المحترم لأنه هو الآمر الناهي ويرفض في كثير من الأحيان قبول أي شخص يعلم أنه من إطار آخر لم يتماشى مع سلوكه ونفسيته ولو كان لدية كتاب تعيين موقع من أعلى الهرم يرفضه بالتذرع بالحجج الكثيرة والجاهزة في أغلب الأحيان ويهدد في الأحيان الأخرى بترك البلد الذي يعمل فيها إذا عين في ذلك البلد فلان أو فلان وبالتالي يرضخ أعلى الهرم لسفير مبجل في تلك البلد هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا هم للسفير في أغلب الدول المعينين فيها سفراء فلسطين يبدءون بالبحث عن المشاركات التجارية والعمل من أجل كسب سريع للأموال والمشاريع وبعض السفراء ما هم إلا مقاولين في البلدان التي يعينون فيها وبعضهم يستغل مباني السفارات والقنصليات تحت أمرتهم ولأعماله الخاصة ، ومن ناحية أخرى تجد العديد من السفراء يبني علاقات مع الدولة التي يعمل فيها كسفير لدرجة أنه ينسى الهدف الذي وضع من أجله وهو توثيق العلاقات لدولته ولكن سرعان ما يتحول هذا إلى النقيض ويبدأ بتعين أبناءه في هذا السلك بعد مرور وقت في المكان الذي يعمل فيه سفيراً وتصبح السفارة أو القنصلية هي ملك خاص له ولعائلته المبجلة وناهيك عن المنح العلمية والتي تعطيها البلدان للشعب الفلسطيني من أجل مساعد تهم وسرعان ما تجير هذه المنح الدراسية إلى منح خاصة لأبناء العائلة المبجلين ويسحق المتفوقين من أبناء الشعب الفلسطيني وقد يصل الأمر لبيع هذه المنح مثلما حصل مع الأخوة السفراء في بعض الدول الشقيقة ، ويحق للسفير تعين القنصل وإعفاءه من منصبه وتعين قنصل آخر بحيث يبقى تحت سطوته لا يستطيع الخروج مكن تحت عباءته بحيث تكون زمام الأمور كلها تحت يديه ومسكين هذا القنصل لو فكر في العمل خارج السرب إذا كان لديه غيرة على وطنه وشعبه وجاليته هذا حال أغلب السفراء في الدول العربية والإسلامية والعمل في السفارات ما هو إلا عملية ( مخاتير ) في فلسطين وهؤلاء السفراء نسوا أو تناسوا لماذا عينوا وقدموا إلى البلدان التي استقبلتهم وبالتالي عندما تطلب كوطني وغيور على شعبك ووطنك ينعتونك بالمشكلجي والمعطل لعملهم نسوا مشاكل الجاليات في تلك الدول نسوا عملهم الحقيقي ألا وهو إنهم خدم لأبناء فلسطين خدم لقضيتهم المقدسة لم يرسلوا ليمثلوا الرئيس فقط بل حضروا ليمثلوا فلسطين كما استمعنا لبعض السفراء أنا متأكد تماماً بأن سعادة الرئيس لم ولن يقبل بأن يتلفظ أي سفير في أي دولة بأنه قدم سفير لمحمود عباس فقط وإنه ليس بمحافظ في فلسطين كي يرفع المعاناة عن جاليته فلولا وجود الجالية في البلد الذي قدم إليه لم يرسل إلى هذه البلد السفير والقنصل من واجبه لاأن يبحث عن رفع المعاناة عن أبناء الجالية لأن السفير هو ممثل لجميع أبناء فلسطين ولا يستطيع المواطن الفلسطيني العادي الذهاب لأصحاب القرار لطرح مشكلة معينة ولكن السفير هذا صميم عمله وهذا هو أولوية قصوى أما عداه فهو استثناء إلى متى سنبقى بهذه الطريقة ؟؟؟ إلى متي سيصبح الفلسطيني يشعر بكرامته في الدول المضيفة ؟؟ إلى متى سيفيق سفراءنا المبجلين من غفوتهم ؟؟ ومتى ستكون المصلحة العامة ومصلحة الوطن هي الأولى لديهم؟ أنني أذكر السفراء وبلا استثناء فلسطين أكبر من الجميع وفلسطين يجب أن تكون أولاً وأخيراً بهذا فقط نكون محترمين في بلدان الاستضافة ابحثوا عن مصالح جالياتكم غنيها وفقيرها وليس التعامل مع فئة على حساب أخرى اغرسوا الثقة والأمل قي نفوس أبناء جالياتكم ، فأنتم أصحاب قضية مقدسة والجميع بإمكانه العمل إذا كان إيمانه بقضيته راسخ لا نريد أن نحيا خارج الوطن في مركزية بالعمل وفساد وظلام نريد أن نكون مثل أبسط الدول التي تحترم نفسها وتحترم جاليتها فنحن والله أعلم من أسوأ البعثات الدبلوماسية لما نشاهده ونسمع عنه من سفراءنا ولما نلتمسه من إهمال للجاليات .
نتوجه للمسئول عن أمر السفراء تطبيق القوانين المتبعة في تعين السفراء نريد أن يكون السفراء والقناصل مهنيين من أجل رفع المعاناة عن أبناء الجالية ومن أجل أن نحترم كدولة محترمة ، لا نريد سفراءنا تجار ومستثمرين نريدهم مخلصين ومهنيين لا نريد ها سفراء لأخر العمر لا نريدها وراثة .................................