فلسطينيو عام 1967في لبنان معاناة كبيرة ومصير مجهول بقلم: عصام الحلبي
تاريخ النشر : 2004-11-14
فلسطينيو عام 1967في لبنان معاناة كبيرة ومصير مجهول

عصام الحلبي


شُرد وهُجر شعبنا الفلسطيني بفعل الاحتلال الإسرائيلي لأرضه وقراه ومدنه، واستقر اللجوء بأبناء شعبنا الفلسطيني في دول الطوق المحيطة بفلسطين, عاش ومازال يعاني هؤلاء اللاجئون من حياة البؤس والشقاء الكبير، واللافت للنظر تلك الحياة القاسية التي يعاني منها إخوتنا وأهلنا في مخيمات لبنان نتيجة للقوانين التي لا نجد اسماً لها أقل من عنصرية، فماذا يسمى حرمانهم من العمل بأكثر من 75 مهنة، وحرمانهم من حقهم في امتلاك بيت للسكن وتسجيله باسمهم أو توريثه لأبنائهم، وكذلك حرمانهم من حقوقهم المدنية والاجتماعية، وفي هذه التجمعات والمخيمات الفلسطينية يعيش لاجئون حياة بؤس وشقاء مع باقي إخوانهم اللاجئين، ولكن يعانون من مشاكل اجتماعية واقتصادية وقانونية بالإضافة إلى معاناتهم المشتركة مع باقي اللاجئين.

من هم هؤلاء اللاجئون؟

بعد نكسة حزيران عام 1967 نزحت العديد من العائلات الفلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الدول العربية المجاورة لفلسطين، وبعضها تنقل في أكثر من بلد عربي إلى أن استقر بها الحال في لبنان، وكما أبعد العديد من الأشخاص بشكل جماعي أو فردي من فلسطين المحتلة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى دول الطوق العربي ومنها لبنان، واستمر هذا الإبعاد إلى فترة زمنية قريبة، وفي الأعوام من 1968 إلى 1975 أتت العديد من العائلات الفللسطينية من الأردن وفلسطين إلى لبنان مع المقاومة والثورة الفلسطينية ودخلوها بطريقة شرعية وبموافقة من الدولة اللبنانية، حيث أبرمت في العام 1969 اتفاقية القاهرة بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية والتي نصّت على تنظيم الوجود الفلسطيني بشكل عام، والفلسطيني المسلح في لبنان، وبموجبها سمح للفدائي الفلسطيني بمقاومة الاحتلال انطلاقاً من الأراضي اللبنانية, وبموجب اتفاقية القاهرة دخل المئات من الفدائيين إلى لبنان وأقاموا فيه.


ما هو تعداد لاجئو 1967 في لبنان؟ وما هي ظروفهم المعيشية؟


هناك إحصائيات متضاربة حول عدد مثل هذه الحالات بعضها يشير إلى 25000 نسمة، وإحصاءات أخرى تقول بأن عددهم عشرون ألف نسمة (20000)، ينتمي كبار السن منهم إلى فصائل الثورة الفلسطينية، أما الصغار منهم عاطلون عن العمل أو يعملون في نطاق فصائل الثورة الفلسطينية أيضاً.

ظروفهم الحياتية والاجتماعية:

يعيش هؤلاء اللاجئون ظروفاً اجتماعية واقتصادية وتعليمية صعبة جداً، أكثر من إخوتهم اللاجئين الذين يحملون بطاقة هوية أو وثائق سفر لبنانية خاصة باللاجئين الفلسطينيين، فالشابة (رانية محمد يوسف دعمس) والدها محمد دعمس، فلسطيني قدم عام 1969 إلى لبنان مع المقاومة الفلسطينية، والدتها نوال الباشا فلسطينية مقيمة مع ذويها في عين الحلوة، تحمل وثيقة سفر فلسطينية صادرة عن وزارة الداخلية اللبنانية، تفرق والدها عام 1982 على أثر الاجتياح الإسرائيلي، توفت والدتها عام 1996 والدها مجهول الإقامة، لم تكمل الشابة رانية دراستها بسبب عدم وجود الأوراق الثبوتية، وتقدم الكثير من الشبان لخطبتها ولكن لم تكتمل مراسيم الخطبة ولا مرة بسبب عدم وجود الأوراق الثبوتية معها، فلا عقد قران بدون أوراق ثبوتية، بلغت من العمر 23 عاماً وهي في حالة ضياع، توجهت إلى الهيئات الدولية، من الصليب الأحمر الدولي إلى مكتب الأمم المتحدة في بيروت لكن بدون فائدة، هذا هو حال الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين قدموا إلى لبنان منذ العام 1968 إلى عام 1976، ولا بارقة أمل في حل مشاكلهم وتخفيف معاناتهم وإعادة الاعتبار لهم ولو جزئياً، ليعودوا إلى الإنسانية من الناحية الثبوتية والقانونية، فهذا العصر من لا أوراق تثبت شخصيته لا يحصى ولا يعد من البشرية بل يبقى نكرة، هؤلاء اللاجئون تشردهم وسبب معاناتهم وشقائهم، الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم، فإذا كان الاحتلال سبب المعاناة والشقاء لهم، من يعينهم على تخطي هذا الشقاء وهذه المعاناة الصعبة، على من نضع مسؤولية حل مشاكلهم القانونية والحصول على الأوراق الثبوتية ، هل هي منظمة التحرير الفلسطينية، أم الدولة اللبنانية، أم الجهتين معاً، أم أن هناك لغزاً سحرياً لا بد من حله.

*إعلامي فلسطيني مقيم في لبنان