سفر برلك...بقلم:ماهين شيخاني
تاريخ النشر : 2008-02-29
سفر برلك...


لست متشائما بقدر ما أنا متفائل ولكن سأروي لكم هذه الحكاية الطريفة التي أخذتها من فم صديق فهلوي , أعزه وأكن له الاحترام والتقدير , علها تكون ذا فائدة لنا وعبرة .

في أيام السفر برلك 1914- 1918 أي الحرب العالمية الأولى كانت القوات العثمانية تفتش القرى وترسل الشباب والرجال وحتى الشيوخ إلى آتون ذلك الحرب , و كانت وسيلة التنقل في ذلك الحين , المشي للجنود (( النفر )) ولصف الضباط والضابط المسؤول الخيول (( الخيالة )) , كانوا يطوقون القرية من جميع منافذها ويمسكون الأفراد جميعا باستثناء رجل الدين ( ملا الجامع ) لاعتبارات سياسية دينية .

ذات مرة وصلوا ليلاً إلى إحدى القرى وبدأوا بعملية التطويق والاستعداد للتفتيش ,الا انهم بقوا في أماكنهم في حالة تأهب تام حتى تلوح عليهم تباشير الصبح, أحس أهالي القرية بذلك , فلم تقر لهم جفن ولم تهدأ لهم بال , كانت ليلة عصيبة , فالذهاب إلى سفربرلك يعني عودة بلا رجعة .



سمع الجنود صوت المنادي للصلاة , نظروا لساعاتهم , كانت تشير إلى أن الوقت منصف الليل , أسرع أحدهم بقوله : يبدوا أن الملا مستعجل على الصلاة , فالوقت مازال مبكرا , هل ساعة الملا متقدمة ؟ . او ربما تكون عاطلة ؟؟؟



بعد قليل سمعوا آذاناً آخر للصلاة نظروا إلى ساعاتهم ثانية قال أحد الجنود باستغراب : ماذا حصل لهذه القرية لم يحن وقت الصلاة , لما هم مستعجلون ؟. هل في هذه القرية اكثر من جامع ؟. , ثم كرر مرة أخرى الوقت لم يحن بعد , أن صلاة هؤلاء لاتقبل , فصلاة الصبح يجب أن نبين الخيط الأسود من الأبيض , ماذا جرى لهؤلاء الغفلة ؟.

لاحت تباشير الصبح , سمعوا التكبير في وقته . استغربوا لأمر هذه القرية .هل من المعقول أن يكون فيها اكثر من جامع واكثر من ملا ؟ وهي قرية صغيرة بالنسبة للقرى الأخرى المجاورة , وهل أهالي هذه القرية جميعهم ملالي ؟ . أسئلة كثيرة تبادر إلى ذهن الضابط المسؤول المكلف بجمع وملاحقة الفارين من الخدمة العسكرية , فكر ملياً بأمر هذه القرية ولم يفعلون ذلك , استدل على نتيجة , حيث أمر جنوده بالقبض على الشخصان اللذان أذانا قبل وقتها وإرسالهما مع البقية إلى الخدمة الإجبارية .

بقلم : ماهين شيخاني