فقيد مكة بقلم:د.ابراهيم عباس نتو
تاريخ النشر : 2004-11-01
فقيد مكة بقلم:د.ابراهيم عباس نتو


فقيدُ مكة،..فقيهُ الأمة: المُحَدِّثُ/ السيد د. محمد علوي مالكي

بقلم د. إبراهيم عباس نـَـتــُّــو

"محمد علوي مالكي"؛ كان رجلاً و لا ككل الرجال! عالماً محدثاً مؤلفاً، شجاعاًً. قال بالحق كما رآه و لم يبال بمناوئيه ممن حالوا النيل منه، ولم يفلحوا.

كان محمد صديق العمر، زميل الطفولة والدراسة في مدرسة الفلاح في مكة المكرمة؛ كنا --في تلك الأيام-- زملاء أيضاً في المسجد الحرام،.. سواء في حلقات والده المرحوم السيد"علوي عباس مالكي"..قرب باب علي و باب السلام من الحرم الشريف،..أم فقط فيما بيننا. كنا، محمد و أنا، نتدارس و "نذاكر" دروسنا، و أيضاً نتبادل آراءنا.. بينا نتنافس في "تظبيط" العمامة..و تعديلها على رؤوسنا!

محمد؛ كان يتمتع بروح المرح؛ و كانت ابتسامته المشرقة و ضحكته المتميزة لا تزال ترن و تتردد في أذني إلى الآن ..منذ حوالي الأربعين عاماً. ليس لدي شك في أن روح الدعابة عنده ساعدته على تخطي الكثير من الصعاب،..و على تحمل العُضال من إيذاء الكثير من المتزمتين الذين حاولوا كل ما في وسعهم أن يسيئوا إليه و إلى سمعته الزكية. لقد ورث تلك السمة مع مجموع السمات الحسنة التي ورثها عن والده العظيم الشيخ المُحَدث "علوي عباس مالكي".

حصل السيد محمد علوي مالكي على شهادة الدكتوراه بدرجة الامتياز؛ و أصدر العديد من المؤلفات المفيدة لأفواج و أفواج من طلبة علوم الدين، سواء في رحاب الجامعة في مكة المكرمة التي كان فيها عالماً و معلماً، ..أو في حلقات دروسه العامرة في رحاب المسجد الحرام؛ بل حتى بعد أن( قوعد) ..فقد واصل إلقاء دروسه ..و تأهيل المئات من طلاب العلم..في مجلسه في داره العامر في حارة الرِّصيفة في مكة المكرمة، حيث هيأ ملتقىً و مأوى للدارسين العاكفين على تلقي دروسه ..من داخل البلاد ومن خارجها..يما فيها رواده من جنوب شرق آسيا.

كما كان يقوم برحلات موسمية إلى خارج البلاد لنشر الدعوة المتسامحة السوية؛ و كان يشارك في احتفالات دينية سنوية مباركة في دول الخليج، و بخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة (مذهبها الرسمي: مذهب مالك).

موفور الرحمة و السلوان لفقيد مكة..فقيد الحجاز.. فقيد المملكة العربية السعودية و الأمة الإسلامية.

و خالص التعازي لأهل بيته من أل المالكي، و أخص شقيق الفقيد، السيد عباس علوي مالكي،..و عموم ذويه.

سأفتقدُك، يا محمد،.. ما حييتُ!