عراق في صفحات التاريخ.....بحث وترجمة.. ديار الهرمزي بقلم:محمود بن الحسين الكاشغري
تاريخ النشر : 2008-01-11
الهدف من موضوع التاريخ هو توضيح حول حياة الانسان
وتغييرات الاجتماعية في الماضي ، هكذا يجعلنا ان نفهم الماضي
والحاضر بصورة افضل . وهنا السؤال الذي يفرض نفسه ..
هـــــل الكتاب الذين يكتبون عن التاريخ الاثنيات في العراق
يعتمدون على المصارد العلمية ؟؟؟ ام يكتبون كما يشاؤون ؟؟؟
اي معلومات التاريخية لا تستند عن المصادر العلمية الموثوقة
تعتبر صفر ولا قيمة لها .
لكم نبذة عن تا ريخ السومريون في العراق بأثباتات العلمية نقلا من منتدى التوركمان ....
مقدمة :
لم تكن الحضارة في يومٍ من الأيام نتاج عملٍ لشعب واحدٍ بعينه بل ساهمت بها كثيرٌ من الشعوب والأقوام لكننا نستطيع القول، أن بعد التراكم الثقافي لدى عدة شعوب أتى من يفجرها بشكلٍ مكمّل فاستطاع بذلك أن يكسب لقب صانعه وقد شهد التاريخ البشري أربع معجزات ثقافية علمية ومعرفية كان أولها المعجزة السومرية ، تليها المعجزة اليونانية ومن ثم الإسلامية في عصور ازدهار الخلافة الإسلامية حيث ساهم في هذه المعجزة كلٌ من العرب والترك والفرس أما المعجزة الأخيرة فهي معجزة الحضارة الغربية التي بدأت مع عصر النهضة والثورة الصناعية الأوربية وما زالت ذروتها تتصاعد في أوربا وأمريكا إلى يومنا هذا.

الحضارة السومرية
بعد أن بارك الله نوحاً وأمر ذريته بالتكاثر كان من أحد أبناء يافث بن نوح ولداً اسمه تُرك (ديوان لغات الترك، المجلد 1 ، ص. 293) اتجه تُرك ليسكن الشرق فكان هذا الشرق هو وسط آسيا التي ستعرف فيما بعد باسم التركستان أي بلاد الترك أو أرضهم ويذكر في ديوان لغات الترك الذي كتبه الشيخ والعلامة اللغوي محمود الكاشغري عام 466 هـ حديثاً قدسياً يقول فيه المولى جلّ وعلى أن (لي جنداً أسكنتهم الشرق سميتُهم التُرك إذا غضبت على قومٍ سلّطّهم عليه)، ويقع هذا المكان (أي التركستان) بالتحديد في سهل تاريم (الزراعة) وهذا السهل محصورٌ بين جبلين هما ﺗﻨﮕﺮﻱ داغ في الشمال و آلتون داغ في الجنوب واسم هذه المنطقة اليوم هو تركستان الشرقية (أو كما يقول البعض تركستان الصينية وهذا هراء) وقد بدل الاحتلال الصيني اسمها إلى سينيانغ (أي المستعمرة الجديدة) ولفظ كلمة تركستان كان ممنوعاً تماماً في فترة الاستعمار السوفييتي على التركستان الغربية إلا أنه سمح بتداوله بعد استقلال الجمهوريات التركية وما زال ممنوعاً في التركستان الشرقية لما يمثله هذا الاسم من وحدة تربط هذه الجمهوريات التركية ببعضها البعض .

استوطن السومريون في الألف الثالثة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام في منطقة أرض الرافدين، ومنذ ذلك التاريخ باتت تعرف هذه الأرض باسم أرض سومر، أما موطنهم الأصلي فلا يزال مجهولاً نسبياً، ولعل الكثير من الباحثين والمؤرخين يزدادون اقتناعاً بأن ما ورثته البشرية من تشريعات حضارية تعود إلى أصولٍ سومرية، والتي بدورها تعد من أقدم بذور الحضارة الإنسانية، وبناء على الاعتقادات السائدة فإن المتون الأولى للإنسان في حقول الدين و الشرائع و الملاحم والآداب و الفنون والأساطير والرياضيات والطب والفلك والكيمياء متونٌ سومرية، ولا خلاف على ذلك اليوم بين مؤرخي الحضارات القديمة؛ كما تعتبر سومر المهد الذي تشكلت فيه ملامح الثقافة البشرية وعقائد الموت واللاهوت.
وننبه إلى أن هناك اعتقاد سائد بأن مكان منشأ وظهور أولى الحضارات الإنسانية بكافة مظاهرها كانت بالدرجة الأساس في الجزيرة الفراتية (ميزوبوتاميا) وسوريا ولبنان وفلسطين وأجزاء من جنوب آسيا الصغرى (الأناضول) وغرب إيران وتركمانستان.
إن من ينظر إلى خارطة سومر والمدن السومرية الأولى التي تمتد من جنوب غرب بغداد حيث (سبار) إلى أقصى جنوب الناصرية (أريدو)، وإلى الحدود المائية التي تشبه الشكل المعين الضيق التي تحصر بينها سهلاً رسوبياً خصيباً يحتاج إلى تنظيم إروائي لكي يعطي كل ثماره من هذا الشق المعين الذي يبدو وكأنه فرج الأرض أو رحمها، يُرى أن أولى حضارات البشرية ظهرت على جوانب هذا المكان وداخله المدن السومرية المتلاحقة، كما خلَّفت وراءها كنوزاً معرفية هائلة مكتوبة على ألواح الطين.


يقسم التاريخ السومري إلى خمس مراحل على أساس التطور الحضاري ثم السياسي للشعب السومري وحضارته وهذه المراحل هي : 1
– مرحلة الأصول وتبدأ من زمن غير معروف على وجه الدقة ولكنها تنتهي إلى 3500 ق.م .
2 – مرحلة الظهور (3500 - 3000) ق.م حيث بناء نواميس الحضارة السومرية وبدء الإشعاع الحضاري لسومر.
3 – مراحل دول المدن السومرية (فجر السلالات السومرية) (3000 – 2400) ق.م حيث ظهور النظام السياسي ممثلاً بدول المدن السومرية وكثافة انتشار المنجزات الحضارية السومرية إلى الأصقاع القريبة والبعيدة وتنتهي هذه المرحلة بمحاولة ﻟﻮﮔﺎل زاﮔﻴﺰﻱ تكوين دولة سومرية واحدة.
4 – مرحلة الدولة السومرية (مرحلة ﻟﻮﮔﺎل زاﮔﻴﺰﻱ) (2400 – 2371 ق.م) التي استمرت في حدود ربع قرن أو أكثر بقليل (29 سنة) ثم قضى عليها سرجون الأكادي وأتى بعده الغُزات ﺍﻟﮕﻮتيون لوادي الرافدين.
5 – مرحلة الإمبراطورية السومرية (سلالة أور الثالثة) (2112 – 2004ق.م) التي استمرت أكثر من قرن بقليل ثم سقطت على يد العيلاميين والآموريين.

نظريات أصول السومريين ( ؟ - 3500 ق.م) بسبب الأهمية الحضارية للسومريين وحصول انعطاف التاريخ على يدهم من مراحل ما قبل التاريخ إلى العصور التاريخية، ولأسباب أخرى معروفة وضعت نظريات عديدة نرى أنه من الضروري المرور على أغلبها، للتعرف على وجهات نظر العلماء بهذا المجال.
هناك ما يقرب من العشر نظريات أو افتراضات تبحث في أصل السومريين وهي على الشكل التالي :

1 – الأصل العراقي (الرافديني المحلي): وتستند هذه النظرية على أولاً :
* عدم وجود أماكن أو بلدان كانت أكثر تطوراً من بلاد الرافدين في الأرض كلها قبل ظهور السومريين جنوب وادي الرافدين حتى يجلبوا معهم الحضارة والكتابة .
* تدعي هذه النظرية أن نشوء السومريين كان عبارة عن اندماج بين شعوب سامية قديمة كانت تسكن الرافدين (بين الألف السادس والخامس ق.م) ويطلق عليها اسم الدجلوييون الأوائل والفراتيون الأوائل .
النقد :
o بما أننا نعلم كما يعلم الجميع بأن الحضارة والثقافة ليست نتاج شعب أو أمة معينة بل هي تراكم الإنتاج الثقافي للجنس البشري بشكل عام لذا فلا نملك القدرة على أن نتجاهل أبداً مساهمات أقوام كثيرون (على الرغم من جهلنا أسماءهم) قبل سومر لإنضاج هذا الإرث الحضاري، كما أن اكتشاف الكتابة أدى في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد إلى حدوث انفجار نوعي في سومر فانفتحت معه آفاق عظيمة كانت أساساً لكل الحضارات بعد سومر، فاسومر كانت نقطة البداية في التاريخ البشري والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا يا ترى يوجد قبل نقطة البداية ؟
o تعد اللغة السومرية من اللغات المقطعية (الالتصاقية) وهذا ما اتفق عليه جميع علماء اللغات، وفي هذا إشارة إلى منطقة وسط آسيا (تركستان). وبناءاً على ذلك، كيف يمكن لشعوب سامية تتكلم لغة اشتقاقية أن تنتج شعباً أقرب ما يكون إلى الشعوب الطورانية ويتكلم لغة تركية فمثلاً أيعقل أن تكون ولادة طفل أبيض ناصع البياض هي نتيجة منطقية لزواج امرأة زنجية من ورجل زنجي؟


2 - الأصل المتوسطي :اعتمدت هذه النظرية على شكل الجماجم التي عثر عليها في المقابر السومرية حيث امتلكت هذه الجماجم مؤخرة مستقيمة و الفك فيها غليظ والأسنان الكبيرة، أي أنها امتلكت صفات أقرب ما تكون بجمجمة سكان حوض البحر المتوسط .
النقد:
لكن هذه النظرية لا تثبت أمام حقائق بايولوجية أو آثارية أخرى، أهمها تزايد اكتشاف جماجم سومرية كثيرة مكوَّرة المؤخرة وغيرها.


3 – الأصل الشامي (سوريا وفلسطين) . يتخذ مناصرو هذه النظرية من فخار الوركاء السومري دليلاً على أن له ما يشبهه في شكله وألوانه الحمراء والرمادية والتي عثر عليها في شمال سوريا وفلسطين، فرسموا طريقاً منحدراً من تلك المناطق اختطه أجداد السومريين ثم استوطنوا منطقة سومر.
النقد :
تضعف قيمة هذه النظرية إذ أن مجرد تشابه في أنواع الفخار لا يعني أن السومريون قد قدموا من المنطقة التي تشابه معها فخارهم وقد تكون قد انتقلت عن طريق التجارة وما إلى ذلك من النشاطات البشرية المتنوعة.


4 – الأصل الجزيري (عاد) : تعتبر نظرية الأصل الجزيري الذي جاء بها الدكتور بهاء الدين الوردي (الوردي 1983) من أكثر النظريات إثارةً للدهشة، ففي كتابه (حول رموز القرآن الكريم) يذهب الوردي إلى أن قوم عاد هم السومريون، وقد سعى باجتهاد واضح لإثبات ذلك ولكيفية نزوحهم من الجزيرة العربية معتمداً على تحليل اللغة والكتابة السومرية، وقد اعتبر الوردي أن عاد هم موجه سامية كاملة خرجت من الجزيرة العربية قبل الألف الرابعة قبل الميلاد وتفرقت في الشمال العربي كله .
النقد :
لا تعتمد هذه النظرية على أدلة أثرية البتة بل تحاول من خلال احتمالات وتأويلات ربط السومريين بالعرب لذا يبقى التحفظ عليها قائماً وأساسياً (الماجدي 1992 : 52) و (الماجدي 1992 ب)


5 – الأصل الخليجي (دلمون) :كان (جيوفري بيبي) من أوائل من تحمسوا لهذه النظرية على أساس أن ما عثر عليه في دلمون (البحرين) من آثار سومرية ومن آلاف القبور تشير بوضوح إلى أن دلمون كانت الموطن الذي نزح منه السومريين عبر الخليج العربي إلى جنوب وادي الرافدين، ويعتمد في ذلك أيضاً على أن السومريون كانوا يذكرون دلمون في أساطيرهم على أنها الجنة الخالدة وعلى أن الخالدين من البشر يسكنون فيها.
النقد :
بما أن الحضارة والدولة السومرية امتدّت إلى مناطق واسعة، فمن الطبيعي والمعقول أيضاً أن يهاجر بعض السومريين ليستوطنوا دلمون (البحرين) أو غيرها لا العكس أبداً ووجود مقابر في منطقة لا يعني أبداً أن الأرض هذه هي المكان الذي نشأ فيه هذا الشعب فالإنسان يدفن حيث يموت لا حيث يولد، إذ أننا نستطيع أن نرى آلاف المقابر الرومانية في سوريا مثلاً أهل هذا يعني أن أصل الرومان من سوريا ثم هاجروا ليستوطنوا في أوربا...؟ هذا من ناحية أما من أخرى فذكر كلمة دلمون وارتباطها بالأساطير السومرية لا يعني أن السومريون بالأصل من دلمون إذ أن دلمون كانت مكان مقدس لهم دينياً كحال الكعبة لدى المسلمين فهل نستنتج يا ترى من تقديس واحترام المسلم التركي في تركستان الشرقية للكعبة أن أصوله من شبه الجزيرة العربية ...؟


6 – الأصل السندي : تعتمد هذه النظرية التقارب الموجود بين الآثار السومرية والهندية وما اكتشف لدى الطرفان من أختام ولقى أثرية متشابهة من حيث الأسلوب .
النقد :
لقد ازدهرت في العصر السومري التجارة بين بلاد سومر وبلاد الهند وعند ازدهار التجارة بين بلدين فمن الطبيعي أن يوجِد ذلك تقارب ثقافي وعمراني مما يضعف هذه النظرية من ناحية الأصول.

7 – الأصل الإيراني وجبال زاغروس: لاحظ الباحثون أن السومريين اعتمدوا رمزاً واحداً للدلالة على الجبل والوطن وبنظرة إلى اللغة الفارسية سنجد أن كلمتا الجبل والوطن يُعبَّر عنها بكلمة (كور) ذلك أن نشأة الشعب الفارسي كانت في الجبال فأطلقوا هذه التسمية على الجبل الذي أصبح يعني الوطن أيضاً فيما بعد.
النقد :
لقد حملت الجبال طابع قدسي في المثيولوجيات السومرية لذا كان استخدام رمز الجبل للدلالة على الوطن المقدس لدى السومريين ثم أن تطابق وحيد يتجاهل لغة تمتلك آلاف المفردات والقواعد الالتصاقية التي تجعلها تكون أقرب إلى مجموعة اللغات الطورانية يضعف هذه النظرية ويقلل من أهميتها.



8 – الأصول الوسط آسيوية (الطورانية) : أ - يرى معظم الباحثين أن السومريين قدموا من مرتفعات أواسط آسيا (تركستان) وأنهم سلكوا طريقاً باتجاه إيران جنوباً حتى استقروا جنوب العراق والدليل على أنهم قد سلكوا الطريق الإيراني هو التشابه بين الفخار الذي كان يصنعه السومريين والفخار الإيراني .

ب – وقد أكد الباحثان (بالي و لَت) من خلال بحثهما الدقيق في الكتابتين المسماريتين الصينية والسومرية في كتابهما (الصينيون والسومريون) إلى وجود تشابه صارخ بين المراحل الصورية الأولى من الكتابات الصورية المسمارية التي اخترعها السومريون والمرحلة الأولى من الكتابات الصينية القديمة (الكو . وَن) والمكتشفات الأثرية تؤكد أن أسلاف السومريين والصينيين جاؤوا من أصول جبلية في وسط آسيا (تركستان) منحدرين باتجاهين أحدهما ذهب إلى الصين والآخر عبر إيران إلى جنوب العراق .

ج – واعتماداً على نوع اللغة السومرية الإلتصاقية والمتكونة من مقاطع غير قابلة للتصريف مثل اللغة الآرية أو السامية، والتي تمتلك جذوراً لا تتغير ووحدتها القواعدية الأساسية هي المركب اللفظي وليس الكلمة المفردة، فقد قام الباحثين بمقارنتها بالكثير من اللغات الإلتصاقية الأخرى مثل الهنكارية (الهونكارية) وبعض اللهجات التركية القفقاسية (القره ﭼﺎئية – البلقارية) وخصوصاً اللغة التركية القديمة حيث قام العالم (لورنس) في وقتٍ مبكر بإثارة مثل هذا الرأي ثم تبعه (أوبرت) وكان أمر اكتشاف اللغة السومرية ما زال في بدايته وقد تحدث الباحث (صموئيل نوح كريمر) عن انتماء اللغة السومرية لمجموعة اللغات الطورانية، ونستطيع التأكد من هذا التقارب الصارخ بمقارنة بسيطة بين التركية والسومرية التي نظمت على التالي:

لقد سكن السومريون منطقة جنوب الرافدين ،والتي تكثر فيها الأهوار والمستنقعات المائية ولعل كلمة سومر بنفسها تعني مكان وجود الماء ذلك أن (سو) بالسومرية تعني الماء وإذا نظرنا على سبيل المقارنة مع اللغة التركية فنجد أن (سو-su ) بالتركية تعني الماء أيضاً و(بار-bar ) تعني يوجد باللغة التركية القديمة وجميع اللهجات

الأساسية ما عدا الأناضولية والأذرية التي تلفظها (var) فيكون المعنى مكان وجود المياه ، لذا سمى السومريون إله العاصفة المطرية (ﻨﻨﮕﺮ سو) يقابلها بالتركية القديمة (ﺗﻧﮕﺭي- Tengri) التي تعني الإله أو الرب و(سو) كما أوضحنا تعني الماء باللغتين، كذلك استخدم السومريون كلمة (دﻨﮕﺭ) للدلالة على الإله أيضاً، كما يُسمى الشعب السومري بشعب أحراش القصب ويلفظ بالسومرية (كينجي) وإذا نظرنا إلى التركية فتقابلها كلمة (كامشينجي-kamışıncı ) بمعنى أصحاب القصب ، و (كي- ki ) بالسومرية تعني الأرض كذلك تعني المكان وفي التركية كلمة (يير- yer ) تدل أيضاً على الأرض والمكان ، وكلمة (تي- ti ) السومرية تعني الحي أو الحياة وتقابلها بالتركية كلمة (تيري- tiri ) في معظم اللهجات التركية فيما يلفظها آخرون بالدال لقرب مخرج الحرفين ( ديري- diri ) ، وكلمة (ليل) السومرية تعني الجو أو الفضاء ونرى في التركية أن كلمة ( ييل- yel) تفيد الهواء أو الرياح فسمى السومريون إله الهواء لديهم باسم (انليل) وزوجته (نينليل) ، وفي إطار الكوزمولوجيا السومرية (علم الكون) نرى بأن السومريين قد أطلقوا اسم الـ (أبسو) على مياه الأعماق و (أﭖ- ap) في التركية تستخدم للمبالغة فمثلاً يقال عن اللون الأبيض بالتركية (آك-ak) وعند المبالغة في الابيضاض يقال (آﭖ آك – ap ak) و (سو) كما ذكرنا سابقاً تعني المياه بالسومرية كذلك تفيد نفس المعنى بالتركية. كذلك سمى السومريون العالم الأسفل (كور) حيث يقع هذا العالم تحت الأرض والأبسو، وتعيش فيه آلهة العالم السفلي وهو مكان مظلم حسب المعتقد السومري ونرى أن هذه الكلمة تطلق في التركية على الأعمى فيقال عنه (كور-ko'r ) لأنه يعيش في عالم مظلم ليس بقدرته أن يرى أي شيء ، كذلك أطلقوا على العالم الأعلى (أنونا) ونرى أن كلمة (أن يوجه-en yüce) التركية تفيد معنى الأعلى، و(بل) بالسومرية تعني السيد تقابلها بالتركية كلمة (بَي-bey ) ، كذلك يقول السومريون عن الشاب (ﮔوروس) تقابلها (ﮔﻨﭻ-genç) بالتركية ، كما أطلق السومريون على العرَّافين الذين يقرؤون الفأل اسم (بارو) وكان لهؤلاء مكانة رفيعة لدى السومريين ونرى أن التركية تطلق على العالِم كلمة ( ﺒﻟﮕﻴﻥ- bilgin) وهو من الجذر (بلمك-bilmek) التي تعني المعرفة ، وتسمى السيدة بالسومرية (نين) تقابلها (نينه-nine) بالتركية والتي تعني الجدَّة لذا يقول السومريون عن السيدة الإلهة (نين دﻨﮕﺭ-nin dingir) وهي من أرفع المراتب الكهنوتية التي كانت لدى السومريين ، ويقول السومريون عن البيت (أي) وجميع اللهجات التركية تقول عن البيت (أُي-üy ) أو (أوي-o'y) عدا الأناضولية والأذرية التي تلفظها (أو-ev) ، وسأورد في الجدول التالي بعض الكلمات السومرية وما يقابلها بالتركية :

المعنى بالعربية بالســـومرية بالتركية ملاحظات
اللفظ وفق الأحرف العربية باللاتينية التركية
أنا من min Ben – men
أنت سن Sin Sen
ماذا نه Ne ne
هذا بو Bu Bu
عدد سان San Sayı بالتركية القديمة (سان) أيضاً
اثنان إكي İki İki
ثلاثة 3 أوﭺ üç üç
ستة 6 آلتي Altı altı
عشرة 10 أو o On
ستون 60 ﮔﺵ Giş altmış
خمسون 50 نينو nino elli
ثلاثون 30 اوشو üşo otuz
يوم كون Kün Gün
فجر تانك Tenk (teng) بالتركية الحديثة Tan
نوع من الأحذية جاريق Carık çarık
اسم نجم ﭽﻭﻟﭙﺎن çolpan çoban ﭼﻮبان ييلديزى
أرض-مكان جر Cer Yer
نار أود od od آتَش كلمة فارسية
حرارة إيس ıs ıs
اسخُن كيز Kiz Kız
اكتب جاز Caz Yaz
قُل دي Dey de
قليل آز Az Az
احصد أور or or منه يقال للمنجل orak
دم قان Kan Kan
اهرب قاﭺ Kaç Kaç
احترس ساك Sek Sakın
الدهن جاو Cav Yağ انقلاب الـ غ إلى واو طبيعي بالتركية
العدو جاو Cav Yağı كلمة düşman فارسية
اغسل جوو cu yu
ولِدَ طودو Todu Doğdu
ابق قال Kal Kal
المس تيك tiyk değ بالتركية القديمة دَﮒ (deg)


أهم المصادر والمراجع :

* متون سومر (التاريخ – الميثيولوجيا – اللاهوت – الطقوس) اسم الكاتب : خزعل الماجدي
* ديوان لغات الترك (توركلريك ديلى ديوانى) اسم الكاتب : محمود بن الحسين الكاشغري




..