المخرج الفلسطيني أكرم الأشقر يشارك بفيلمه (الصورة الأولى) في مهرجان كوبنهاجن الدولي بقلم: تيسير مشارقة
تاريخ النشر : 2007-11-30
المخرج الفلسطيني أكرم الأشقر يشارك بفيلمه (الصورة الأولى) في مهرجان كوبنهاجن الدولي، بقلم تيسير مشارقة

عاد إلى أرض فلسطين المخرج أكرم الأشقر بعد أن شارك هو وفيلمه الصورة الأولى (فيرست بكتشار)27 دقيقة/2006 في مهرجان عالمي في كوبنهاجن(مهرجان كوبنهاجن الدولي للأفلام الوثائقية)في 15 نوفمبر 2007 وقد كانت المشاركة السينمائية الوحيدة من فلسطين خلال المهرجان الذي استمر من13-18/11/2007 ويقول الأشقر (حملت اسم فلسطين بكل فخر). والفيلم يتناول قصة طفل ولد في السجن الاسرائيلي لأم فلسطينية مناضلة هي (منال غانم) تعيش في السجن وقد جرى اعتقالها وهي ناقل.

الطفل (نور) الذي فصل عن أمه بعد سنتين وثمانية شهور وشاهد أباه، كان يخشاه لأنه تعود على رؤية النساء فقط والأقفال.

فشاهدنا طفلاً فلسطينياً مرتبط ارتباطاً غريباً بالأقفال والابواب والنوافذ.

أحداث الفيلم تجري في مخيم طولكرم حيث تابع أكرم الأشقر بكاميرته 170 ابن الثالثة (نور) ابن المناضلة الحبيسة في سجون الاحتلال الاسرائيلي، بعد أن أطلق سراح الطفل، في المخيم يعيش نور الآن يلعب الكرة وينبه للأقفال والنوافذ والأبواب المفتوحة ويحاول إغلاقها بطريقته.

الفيلم من انتاج معهد الفيلم العربي في عمان، ويقول اكرم (انا كوّنت صداقة ملحمية مع الطفل، ويناديني "عمو" ، بالرغم من أنني لا قرابة لي به، فهو قريب مني بعد استشهاد عمه واعتقال عمه الأخر).

ويقول المخرج أكرم الأشقر : قمت بالبحث حول هذا الطفل يمكن جمعه بين دفتي كتاب.

ويلاحظ في الفيلم التقطيع البصري الذكي والاستخدام المحترف للزوايا واللقطات اللاحمة للمشاهد. وكذلك فإن هناك توظيف للصوت (فويس أوفر) بشكل موفق، إن كان ذلك من الاذاعة أو اخذ صوت بدون صورة.

يذكرنا الفيلم بقصة (حيان بن يقظان) الذي يتحدث عن طفل ولد في الغابة.ولكن هذه المرة بصيغة فلسطينية.

فالطفل نور الذي ولد مع أمه في السجن لا يعرف الرجال ويخافهم لأنعم سجانون، ويلعب بالأقفال والأبواب باعتبارها شغله الشاغل.

**** ـ

الفيلم جاء سلساً سهلاً ، وتواصلياً، ونظراً لدراية المخرج أكرم الأشقر بالمونتاج، فقد أبدع بالتقطيع والمونتاج والصوت والصورة(التنويع البصري) واللقطات اللاحمة(كات أويز) للمشاهد.

كان فيلماً مؤثراً وقوياً، وعمر الفيلم الآن ستة شهور وقد أنجز عندما كان عمر الطفل 3 سنوات وهو الآن يحمل 3 سنوات ونصف.

وقد بكى الطفل لمّا شاهد وأمه الفيلم التي أطلق سراحها منذ شهور قليلة . جلست الأم الطليقة إلى جانب المخرج وبدأت تذرف الدموع وتتذكّر قالت له" لقد ذكرتني بكل شيء "

الفيلم بمجمله (اللقطات /الزوايا و/ حركة الكاميرا المتوازنة) بوحي بفنيّات ذكية ومهنية. وهناك هارمونيا عالية وانسجام ووئام داخلي وصدق في المشاعر. فالفيلم يأسر كل من يشاهده بدف وحميمة العواطف المتفقة فيه. أما الطفل نور فكان لمّحا وذكياً وشقياً وهادئاً ومشتعلاً بانفعالات فلسطينية غريبة.

____ ـ

هاتف المخرج في طولكرم :

0599837193

الموقع الالكتروني للمخرج:

www.artsmedia.ps


تيسير مشارقة

[email protected]