الثالوث الحلولى وشعب الله المختار فى العقيدة اليهودية بقلم: ناصر اسماعيل جربوع
تاريخ النشر : 2007-11-28
الثالوث الحلولى وشعب الله المختار فى العقيدة اليهودية بقلم: ناصر اسماعيل جربوع


لا يزل إيمان اليهود بأنهم شعب الله المختار شئ أساسي في النسق القيمي والديني اليهودي، وهذا ينطلق من فكرة الثالوث الحلولي المكون من ( الإله- الأرض- الشعب) وتتمحور هذه الفكرة أن الإله يحل في الأرض لتصبح أرضاً مقدسة ومركزاً للكون، ويحل في الشعب ليصبح شعباً مختاراً ومقدساً وأزلياً، من هنا جاءت تسمية الشعب المقدس- الأزلي -الأبدي-.

وهذه الفكرة وردت في سفر اللاويين(أن الرب إلهكم الذي ميزكم من الشعوب).

وكلما زادت النزعة الحلولية زادت القداسة في الشعب وبالتالي زادت عزلته واختياره لأن الاختيار علامة من علامات التفوق لليهود عن غيرهم من الشعوب فقد ورد في تلمودهم أن كل اليهود مقدسون وأمراء ولم تخلق الدنيا إلا لهم ولا يحب الله أحداً غيرهم.

وأن فكرة الأختيار قامت على أساس التفوق العرقي والأخلاقي لديهم وزعمهم أنهم الشعب المختار هو تكليف ديني، وأمر رباني وسر من أسراره وليس حق على أحد أن يسأل عن السبب لهذا الأختيار، ولا يسقط عنهم لقب شعب الله المختار حتى لو ارتكبوا جميع المعاصي.

ومن هنا يطلق اليهود على أنفسهم أمة الروح ويعتقدوا أن أرواحهم من الله أما باقي أرواح البشر من الشيطان أو شبيهة بأرواح الحيوانات، وقد جاء في التلمود أنه يحظر على اليهود أن يحيوا غيرهم (الكفار ) بالسلام مالم يخشوا ضررهم وأجاز الحاخام إيشاي النفاق لهم وأن يكونوا مأدبين مع الكفار ويدعوا محبتهم كذباً في حالة خوفهم.

ويعتقدوا أن كل يوم سبت تتجدد لكل يهودي روح جديدة على روحه الأصلية وتعطيه الشهية للأكل لأن أرواحهم عزيزة عند الله أكثر من غيرهم.

ويقول حاخامهم أباربانيل ( الشعب المختار فقط يستحق الحياة الأبدية أما باقي الشعوب فمثلهم كمثل الحمير وإن الله خلق غير اليهود على هيئة الإنسان حتى يكون لائقاً لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا لأجلهم لأنه من غير اللائق لليهودي أن يخدمه شئ على هيئة حيوان وإذا مات هذا الخادم لا يلزم أن يقدم له التعازي).

وأخيراً يرى اليهود أن المرأة إذا خرجت من الحمام ورأت ( كلب أو جمل أو إنسان غير يهودي أو خنزير) يجب عليها الإغتسال لتعود مقدسة وطاهرة