خصائص النمو في المرحلين المتوسطة والثانوية بقلم الخبير التربوي : د . مسعد محمد زياد
تاريخ النشر : 2007-10-27
خصائص النمو في المرحلين المتوسطة والثانوية

من سن ثلاث عشرة إلى تسع عشرة سنة

بقلم الخبير التربوي : د . مسعد محمد زياد

مما ينبغي التذكير به لكي يكون المعلم مرشدا ومعلما قي آن واحد يجب عليه أن يكون ملما إلى حد ما بخصائص المراهقة وأسس الإرشاد النفسي للمراهقين ، لا سيما في مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي حتى يكون قادرا على التعامل الصحيح مع هاتين المرحلتين العمريتين للطلاب .

ومما لا شك فيه فإننا نحتاج الى المعلم المرشد وليس المعلم المتخصص فى مادته الدراسية فقط ، فنحن كمعلمين للمرحلتين المتوسطة والثانوية تواجهنا مشكلات كثيرة ترجع الى طبيعة فترة المراهقة .

فإذا عرفنا طبيعة وخصائص ومتطلبات هاتين المرحلتين وأسس الإرشاد النفسي للمراهقين بالتأكيد سيساعدنا ذلك على حل العديد من المشكلات التي تواجهنا مع الطلاب ، ومشكلات الطلاب الخاصة التي قد يستشيرونا فيها .

ويعد النمو من الموضوعات ذات الأهمية في حياة الإنسان بعامة وفي حياة المراهقين والشاب بوجه خاص ، لما له من أثر واضح في نضج الإنسان وتطور مداركه وتحديد سلوكياته .

وتعد مرحلة المراهقة من المراحل الدقيقة في حياة الإنسان حيث يتأثر النمو في هذه المرحلة بعوامل كثيرة تستلزم إحاطتها بوسائل الوقاية والعناية والتوجيه والإرشاد .

كما أن مظاهر النمو في جوانبه المتعددة في هذه المرحلة هي الأخرى بحاجة إلى دراسة وملاحظة وضبط وتوجيه ـ حتى يسير النمو في الطريق الصحيح ـ بالشكل الذي ينعكس إيجاباً على سلوكيات الناشئة وتوافقهم الاجتماعي .

مفهوم النمو :

النمو لغة : هو " النَّماء ويعني الزيادة. نمى ينمى نميْاً ونُميّاً ونماءً : زاد وكثر وربما قالوا نُموَّاً ، وأنميت الشيء ونميِّته جعلته نامياَ.

والنمو في الاصطلاح هو : " تغيير مطرد في الكائن الحي يتجه به نحو النضج " .

والنمو بمعناه النفسي يتضمن التغيرات الجسمية والفسيولوجية من حيث الطول والوزن والحجم والتغيرات التي تحدث في أجهزة الجسم المختلفة والتغيرات العقلية المعرفية والتغيرات السلوكية الانفعالية ، والاجتماعية التي يمر بها الفرد في مراحل نموه المختلفة " .

ومما سبق يمكن القول : إن المقصود من النمو هو التغيرات التي تحدث للإنسان متجهة به إلى النضج الجسمي والعقلي والسلوك الانفعالي والعلاقات الاجتماعية وغيرها من خصائص النمو الأخرى .

أهمية دراسة النمو عند التربويين :

تتبين أهمية دراسة النمو عند التربويين بوجه خاص في مساعدتهم على التعرف على مكونات الشخصية عند طلابهم ومطالب النمو ، واحتياجاته التي تعد عاملا مؤثراً في توجيه سلوكياتهم فضلا عن معرفة ما لديهم من القدرات العقلية التي تتباين عند الطلاب ، وهو ما يعرف عند التربويين وعلماء النفس " بالفروق الفردية " ، وأثر ذلك في التعليم النشط والفعال ، وفي الإرشاد الطلابي والتوجيه الاجتماعي ، والإشراف التربوي التعليمي ، وهي جوانب أساسيه في حياة الطالب بوجه خاص .

أهم خصائص النمو في المرحلتين المتوسطة والثانوية :

هناك مجموعه من الخصائص المشتركة لنمو الطلاب في المرحلتين المتوسطة والثانوية، ويمكن تفصيل هذه الخصائص فيما يلي:



أولا ـ النمو الجسمي والحركي :

تستمر معدلات الزيادة في النمو الجسمي بصفه عامه، حيث 1 ـ يزداد الطول والوزن ، ويتحسن المستوى الصحي بصفة عامة ، ويزداد النضج والتحكم في القدرات المختلفة ويبلغ النمو الجسمي أقصاه عند الذكور في سن الرابعة عشرة .

2 ـ قد يظهر عدم التناسق بين أجزاء الجسم المختلفة نتيجة طفرة النمو .

3 ـ يؤثر مفهوم البدن على الصحة النفسية للطالب في هذه المرحلة بشكل كبير مما يجعله يهتم بالألعاب الرياضية خاصة تلك التي صاحب شعبية كبيرة بين أقرانه.

4 ـ قد يحدث إقبالا على تناول الطعام بشراهة في هذه المرحلة.

5 ـ يصبح التوافق الحركي في هذه المرحلة أكثر توازناً، مما يسمح للطالب بممارسة مختلف ألوان النشاط الرياضي .

العوامل المؤثرة فيه :

من أهم العوامل المحددات الوراثية والتغذية وإفرازات الغدد خصوصا الغدة النخامية التي تفرز هرمونات النمو .

ويلاحظ نقص الانتظام أو التناظر بين أجزاء الجسم المختلفة .

ما يجب على المربين مراعاته :

إعداد المراهقين للنضج الجسمي والتغيرات الجسمية التي تطرأ في هذه المرحلة .

تجنب المقارنة بين الأفراد ، فالفروق الفردية في معدلات النمو تلعب دورا هاما هنا .

الاهتمام بالتربية الصحية والقضاء على الأمية الصحية .

ثانيا ـ النمو الانفعالي :

يظهر على المراهق في هذه السن انفعالات يلونها الحماس ، وتتطور لديه مشاعر الحب ، ونلاحظ عليه الحساسية الانفعالية ، وهي ردة فعل لا تتناسب مع المثير ( في الفرح أو الحزن ) ، وفي هذه الحالة يراعى عدم المغالاة في التأنيب ، ومعالجة المشكلة بأسلوب تربوي .

ويميل المراهق إلى التمرد والاستقلالية ، ويغضب كثيرا ، وتنتابه حالات من الاكتئاب ، وتكون لديه ثنائية في المشاعر نحو نفس الشخص ، كما أنه يشعر كثيرا بالخجل والانطواء ، وفي هذه الحالة يجب منحه الثقة بالنفس من خلال تعزيز المواقف الإيجابية ، والأخذ برأيه إن كان صائبا ، وإشراكه في المناقشة وحل المشكلة المطروحة ، وتشجيعه ومشاركته في البرامج الإذاعية والثقافية .

ومن خصائص هذا الجانب أيضا : الشعور بالتفرد ، وفي هذه الحالة يجب مراعاة التالي :

ـ تكليف من يتصف بهذه الخاصية بالعمل في إطار الجماعة .

ـ توضيح أهمية العمل الجماعي ومردوده الإيجابي على مجموع الأقران .

ـ أن ينبه الطالب بما للعمل الفردي من مآخذ في كثير من الأحيان .

ومن مظاهر النمو الانفعالي أيضا : ظهور الخيال الخصب ، وأحلام اليقظة ، واتصاف الحياة الانفعالية بعدم الثبات الانفعالي والتناقض الوجداني ، ولشعور بالقلق والاستعداد لإثبات الذات والاستقلالية ، النظر إلى السلطة في كل صورها بعين الاعتبار .

العوامل المؤثرة فيه :

ـ التغيرات الجسمية الداخلية والخارجية .

ـ العمليات والقدرات العقلية .

ـ التآلف الجنسي .

ـ نمط التفاعل الاجتماعي .

ـ معايير الجماعة .

ـ المعايير الاجتماعية العامة .

ـ الشعور الديني .

ما يجب على المربين مراعاته :

1 ـ المبادرة بحل أي مشكلة انفعالية وقت حدوثها .

2 ـ العمل على التخلص من التناقض الانفعالي ، والاستغراق الزائد في أحلام اليقظة .

3 ـ مساعدته في تحقيق الاستقلال الانفعالي والفطام النفسي .

ثالثا ـ النمو الاجتماعي :

ويمكن تلخيص أهم مظاهر النمو الاجتماعي في هذه المرحلة بما يلي :

1 ـ يتم في هذه المرحلة التطبيع الاجتماعي الفعلي الذي يؤدي إلى تكون المعايير السلوكية .

2 ـ يميل الطالب إلى الاتصال الشخصي ومشاركة الأقران في الأنشطة المختلفة .

3 ـ يميل الطالب إلى الاهتمام والعناية بالمظهر والأناقة.

4 ـ يميل الطالب إلى الاستقلال الاجتماعي وبصفة خاصة داخل الآسرة .

5 ـ مسايرة الجماعة والرغبة في تأكيد الذات.

6 ـ البحث عن القدوة والنموذج .

7 ـ نمو القدرة على فهم ومناقشة الأمور الاجتماعية .

8 ـ الحساسية للنقد والميل إلى الجدل مع الكبار .

9 ـ ظهور الشعور بالمسؤولية الاجتماعية .

10 ـ الميل إلى مساعدة الآخرين .

11 ـ لا يرضى أن توجه له الأوامر أمام الآخرين .

العوامل المؤثرة فيه :

* الاستعداد واتجاهات الوالدين وتوقعاتهما .

* الأسرة ومستواها الاجتماعي .

* الأصدقاء وآراؤهم .

* مفهوم الذات .

* المدرسة ومطالبها .

* النضج الجسمي والفسيولوجي .

* الخبرات الاجتماعية الأولى .

* المجتمع والثقافة العامة .

ما يجب على المربين مراعاته :

1 ـ الاهتمام بالتربية الاجتماعية .

2 ـ الاهتمام بتعليم القيم والمعايير السلوكية السليمة .

3 ـ تشجيع التعاون مع أفراد الأسرة والمؤسسات الاجتماعية .

4 ـ إشراك المراهق في مختلف الأنشطة .

5 ـ ترك الحرية له في اختيار أصدقائه ، مع توجيهه إلى حسن الاختيار .

6 ـ احترام ميله ورغبته في التحرر دون إهمال .

7 ـ توسيع خبراته ومعارفه بالنسبة للجماعات الفرعية في المجتمع الكبير .

رابعا : النمو العقلي :

1 ـ ينمو الذكاء العام بسرعة ، وتبدأ القدرات العقلية في التمايز، ويصل ذكاء الطالب إلى أقصى حد يمكن أن يصل إليه في نهاية هذه المرحلة .

1 ـ تظهر سرعة التحصيل، والميل إلى بعض المواد الدراسية دون الأخرى .

3 ـ تنمو القدرة على تعلم المهارات وكتساب المعلومات .

4 ـ يتطور الإدراك من المستوى الحسي إلى المستوى المجرد.

5 ـ يزداد مدى الانتباه وتطول مدته .

6 ـ يزداد الاعتماد على الفهم والاستدلال بدلاً من المحاولة والخطأ أو الحفظ المجرد .

7 ـ ينمو التفكير والقدرة على حل المشكلات واستخدام الاستدلال والاستنتاج ، وإصدار الأحكام على الأشياء ، وتظهر القدرة على التحليل والتركيب ، وتتكون القدرة على التخطيط والتصميم .

8 ـ تزداد القدرة على التعميم والتجريد .

9 ـ تتكون المفاهيم المعنوية عن الخير والشر والصواب والخطأ والعدل والظلم .

10ـ تظهر القدرة على الابتكار بشكل اكبر.

11 ـ تتضح طرق وعادات الاستذكار ، والتحصيل الذاتي والتعبير عن النفس .

12 ـ غالباً ما يميل الذكور إلى متابعة الموضوعات الميكانيكية والرياضية والعددية .

خامسا ـ النمو الجنسي :

لعل من أهم مظاهر هذا النمو ما يلي :

1 ـ ظهور الميل إلى تقليد أحد البالغين من نفس الجنس والإعجاب بتصرفاته .

2 ـ بداية ظهور الميول التي تتعلق بالرغبة في الزواج .

3 ـ تصل الانفعالات الجنسية إلى قمة نشاطها .

4 ـ وصول الذكور إلى أقصى نمو فلولوجي جنسي .

الممارسات التربوية :

ومن خلال معرفتنا بالخصائص السابقة عن نمو طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية ، ينبغي على المعلم الاهتمام بمراعاة ما يلي :

1 ـ تنمية الاستعداد البدني لممارسة الألعاب الرياضية .

2 ـ إتاحة الفرصة أمام الطلاب لتنمية هواياتهم ، واختيار نوع الدراسة التي يتفوقون فيها .

3 ـ ضرورة وجود القدوة الصالحة من الآباء أو المعلمين .

4 ـ توفير فرص الاحتكاك والتفاعل الاجتماعي السليم ، وتعلم المعايير الاجتماعية السائدة .

5 ـ ضرورة وجود جماعات النشاط المختلفة بما يكفل شغل أوقات الفراغ .

6 ـ تزويد الطلاب بالمعلومات الجنسية الصحيحة في إطار شرعي سليم .

نصائح وإرشادات للمعلم في المرحلة المتوسطة

1 ـ ساعد تلاميذك على فهم المعاني عن طريق المناقشة داخل الصف .

2ـ حدد معنى بعض المفاهيم والمبادئ قبل بداية أية مناقشة .

3ـ كن صبورا متفهما قدر الإمكان لسلوكيات تلاميذك وأحسن توجيههم إذا أظهروا شرودا أو سلوكا سيئا .

4ـ الجأ إلى أساليب متنوعة لمساعدة الطلاب على تركيز الانتباه ، كاللجوء إلى حل الألغاز داخل الصف من حين إلى آخر .

5ـ وجه أسئلة حول مستقبل الطالب وما يجب أن يكون عليه عندما يكبر .

6ـ أحسن التعامل مع الطالب وتفهم انفعالاته .

7ـ تجنب معاقبة الطالب لأمور تافهة أو أمور لم يرتكبها .

8ـ كن مرنا عند تصحيح أوراق الامتحانات .

9ـ لا تكثر من الواجبات المنزلية المرهقة أو الغير هادفة .

10ـ عزز ثقة الطالب بنفسه وارفع من معنوياته دائما .

نصائح وإرشادات للمعلم

في المرحلة الثانوية:

1ـ احرص على إتاحة الفرصة لطلابك للمرور في خبرات مختلفة .

2ـ وجههم لطرق البحث عن المعلومات وشجعهم على ذلك .

3ـ تفهم طبيعة تفكير طلابك ليسهل عليك الاتصال بهم .

4ـ ساعد طلابك على استيعاب المفاهيم والأفكار التي تتعلق بالحياة والمستقبل .

5ـ كن صديقا جيدا لطلابك وحاول التقرب منهم وتوجيههم للأفضل .

6ـ ابتعد عن أساليب السخرية أو النقد أو العقاب لطلابك وتفهم المرحلة التي يمرون بها .

7ـ استثمر المناقشة الصفية للتعرف على مستوى تفكير تلاميذك وخبراتهم السابقة واعمل على تطويرها .

8ـ قدم خبرات تتناسب ومستوى تلاميذك مع قليل من التحدي الحافز .

9ـ استخدم مبدأ التعلم عن طريق اللعب والتعلم عن طريق الخبرة المباشرة مع التلاميذ .

10ـ نظم درسك بحيث يسهل على التلاميذ عملية التعلم .

11ـ تدرج من الكل إلى الجزء ، ومن السهل للصعب ومن المعلوم إلى المجهول ومن المحسوس لشبه المحسوس فالمجرد .

12ـ احرص على مراعاة الفروق الفردية في عملية الإعداد والتخطيط والتنفيذ .

13•احرص على تحديد استعداد تلاميذك للتعلم قبل البدء بالدرس .

14 .احرص على ملاحظة أداء تلاميذك لأنشطة التعلم القبلي .