الفيلم السعودي (كيف الحال keif alhal) : اختفاء الشخصية النمطية للسعودي ، بقلم تيسير مشارقة
تاريخ النشر : 2007-10-21
الفيلم السعودي (كيف الحال keif alhal) : اختفاء الشخصية النمطية للسعودي ، بقلم تيسير مشارقة

فيلم سعودي جديد(كيف الحال) من إنتاج روتانا للإنتاج السينمائي، بطولة هشام الهويش (سلطان) تركي اليوسف(خالد)ميس حمدان(سحر) خالد سامي، علي السبع، فاطمة الحوسني، مشعل المطيري، سيناريو وحوار : بلال فضل، انتاج 2006واخراج :ايزيدور مسلّم.

الفنان هشام الهويش الذي قام بدور (سلطان)، ردد أثناء الفيلم (انخلقت حتى أصير مخرجاً وفناناً) ويحاول مع ثلة من زملائة تأسيس مسرح تجريبي في السعودية وخلق سينما جديدة ، لكنه يواجه بقوى ظلامية ورجعية تحول دون تحقيقه للحلم.

الفيلم حكاية سعودية بامتياز. ويتحدث عن قضايا سعودية آنية مثل: سياقة المرأة للسيارة والتعرف على الفتيات والاختلاط والكشف عن الشعر وهيمنة الديني ومسألة الموسيقى(حلال أم حرام)والتربية الصالحة و...أخرى.

يتعطل جهاز الكمبيوتر أثناء قيام سلطان بمونتاج فيلم له ..و يتسلق سوراً عالياً فيسقط متعلقاً بكيبل أمام نافذة محبوبته وقريبته في آن التي قلما رآها بالعين المجردة.صار (سلطان) سوبرمان على بلكونة الجيران ولأنه كان طرزان فإن (سحر) اقتنعت به وأحبته.

الشخصية الحلوة/ المرحة والطريفة في الفيلم هي جد سلطان المثقف والليبرالي ، والتي تعطي انطباعاً بأن الرجل السعودي ليس جافاً ونمطياً.

دبي كانت المدينة المتنفس للسعودي .هناك يعود السعودي لسجيته وطبيعته ويقترب من الطبيعة في سلوكه.

الحدث الأبرز وهو أن أحد المشايخ(وضاح)يقوم بتحريض (خالد)على اخته وحبيبها ويود لو تنقلب الفتاة الجميلة (سحر) إلى التزمّت ليعقد قرانه عليها. ولكن الأمور تؤول إلى اندحار رجل الدين المتسلط وانتصار الحب الصادق.

الدور الذي قام به الأخ (خالد) كان متقناً حيث ظهر التشنج على وجهه كأصولي عندما رأى أخته (سحر) تزاول حريتها في مزاولة مهنة الصحافة. ويثار خالد لمعرفته بتفوّق اخته في الجامعة وهي الخرّيجة حديثاً وتفوقها في مهنة الإعلام.

شخصية(وضاح) الأصولي المتشدد يحرض (خالد) ضد الفن والحب والاختلاط ويريد الفوز باخته. ويظل الأخ راغباً بزواج وضاح من شقيقته باعتباره (مؤمناً /متديناً/يخاف الله)إلى أن ينكشف أمر الأصولي في عدوانيته وصلفه ولؤمه عندما يحرض الدولة والأمن ضد المسرح التجريبي باعتباره منكراً وفساداً. ولكن أجهزة الأمن ورجال الشرطة يظهرون في الفيلم بهيئة عادية معتدلة غير منحرفة أو أصولية.

وضاح ، يحاول لعب دور المرشد الاجتماعي والمحافظ على الأخلاق ويقتحم خلوة الشباب أثناء حضورهم لأفلام متحررة.

غيرة الابن (خالد) على أخته تنتهي عندما تتصاعد الاحداث ويقترف خالد جريمة الاعتداء على سلطان في محاولة لقتله وهما الصديقان أيام الطفولة. الذروة والتصعيد الدرامي يكونان باقدام خالد على محاولة قتل سلطان الذي وقع في حب الفن واخته. ويدخل خالد السجن.

سلطان الذي يتعافى يزور المعتدي خالد ويصفح عنه ويذكره بأيام الطفولة لمّا كانا يلعبان ويسرقان سيارة الوالد ويقودانها لهواً. يتراجع خالد عن خطأه ويخرج من السجن وتعود المياه إلى مجاريها بأن يتخلص خالد من التشدد والأصولية ويدخل (سلطان) رحاب العائلة ويقود هو و (جدّه) عملية التصوير والانتاج اللسينمائي في محاولة صناعة فيلم عائلي.

الفيلم من قصة (محمد رضا اسماعيل) وسيناريو (بلال فضل)وانتاج ( أيمن حلواني) .

هذه قراءة أولية في الفيلم. وقد أبدع المخرج ايزيدور مسلم ، في التخلص من الشخصية السعودية النمطية وقدم لنا الرجل السعودي المعاصر والمرأة السعودية المعاصرة على سجيتهما.. ومهما اقتربت أو ابتعدت الصورة السينمائية عن الواقع إلا أنها تطرح صورة إشكالية جديدة للمواطن السعودي غير معروف مدى الرضى عنها داخل المجتمع السعودي المحافظ.

[email protected]