كلام في الممنوع... مؤسس كتائب الأقصى لم يستلم راتبه بقلم:ثائر الفلسطيني
تاريخ النشر : 2007-09-20
كلام في الممنوع... مؤسس كتائب الأقصى لم يستلم راتبه

بقلم / ثائر الفلسطيني

لم أجد أدق وأوسع تعبيرا من عنونة مقالتي، خاصة وأن المرء يُفاجأ كلما شكى له إنسان أزمته المالية الحالية التي توقفت لسبب أو لآخر من قبل العاصمة السياسية لفلسطين المحتلة.

ولعلها مناسبة لأن نوضح بعض الأمور التي بالتأكيد لن تغيب عن إخواننا في الشطر الآخر من الوطن المجزوء جغرافياً بسبب الإحتلال الجاثم فوق صدورنا منذ عقود، بالإضافة لما حصل من إنقلاب حمساوي على أنفسهم وعلى الشعب الفلسطيني، ليزيد الطين بلة فوق البلل الذي نعيشه من شح في الرزق ونقص من الأنفس والثمرات، وبشر الصابرين...!

وحتى ندخل فيما يعنينا جميعا كفرد من مجتمع مضطهد من قبل الداخل والخارج.. فإننا نذكر أن الإنقلاب الأخير كان سببا في شرخ إجتماعي أكبر بكثير من وجهة نظر العديد من الناس من قضية إحتلال أجهزة أمنية أو حتى تنكيس علم فلسطين ورفع علم حركة حماس، لأن العودة لما كانت عليه الأمور سابقاً والإعتذار كافيان بإنهاء الأزمة الحالية التي عصفت بنا كمجتمع مترابط سابقاً، بينما القتل والتنكيل بالمواطنين من قبل اُناس معروفين للعيان من حركة حماس في شباب الحركات الأخرى، هو ما يعني بالدرجة الأولى أن الثأر سيكون عنوان المرحلة القادمة لا محال، فلن يرضى من دحر الإحتلال بحسب مفهوم الفصائل المقاومة، أن يكون هو ذاته عرضة للتنكيل والإهانة من قبل إخوانه ورفاق السلاح الواحد، وهو ما حذرنا منه سابقاً، مثلما قلنا وقتها، أن الجيل الشاب إعتبر نفسه من حرر غزة، إذا حُررت أصلا، من دنس المحتل الإسرائيلي، فكيف لأي أحدٍ مهما كانت عظمته أن يجرح مشاعر هذا الجيل وهذا المواطن الذي يشعر بالفخر، دون باقي الأجيال بنصر لم يتحقق إلا في عهده.

"سيف"، كُنية سلمان أبو عاذرة.. ضابط في الإستخبارات العسكرية، تجمعني به علاقة أسرية متينة، وصداقة مقاومة.. هذا الرجل أذكر يوم أن إستشهد حماد السميري أثناء مهمة جهادية شمالي القرارة بعد أسبوع واحد من بداية الإنتفاضة المباركة، وقفنا جميعا أمام مسجد السلام في القرارة حيث يسكن الشهيد السميري، وحينها قلت لسيف يجب أن نتبناه كتنظيم عسكري تابع لحركة فتح، والمقصد هنا ماذا سنسمي التنظيم، هل هو الفهد الأسود أن صقور فتح على غرار الجناحين العسكريين لحركة فتح في الإنتفاضة الأولى، وعندها اجمعنا على إسم كتائب الأقصى، وهو الإسم الذي تداول بسرعة البرق ووصل للضفة الغربية فأضافوا شهداء وسط الكلمتين حتى أصبحت، كتائب شهداء الأقصى، المعروفة لدى الإحتلال الإسرائيلي، وإذا نسوا الجماعة فنذكرهم بالكرمي ومحمد القصير والعامرين وثابت ومهند حلاوة ...... وجحافل الفتح العظيم من جنين حتى رفح الصمود.

سيف لم يتوان للحظة عن أي عملية عسكرية ضد الإحتلال الإسرائيلي، في الوقت ذاته لم تلين عزيمته من إغراءات الشهيد موسى عرفات لإحتواء مجموعاته العاملة، خاصة وأنه داخل الجهاز الذي يتزعمه الشهيد عرفات، بالإضافة لمعرفته الرجل مسبقاً عن سيف انه يكره التيار الدحلاني الذي يعتبره سبب إنقسام حركة فتح كاملةً، فهو منذ طفولته يعشق القائد أبو عمار، ومن كان في الصف الآخر من الختيار، يعني بالنسبة لسيف أنه بعيد عن الوطنية الطبيعية كبعد السماء عن الأرض.. وقد تجلى ذلك في الكثير من المشاحنات التي دارت بين مجموعاته والمجموعات التابعة للتيار الدحلاني، ما أثر على فكر هذا الرجل ومجموعاته بالفكر المتجدد في تيار حركة فتح في قطاع غزة "الفكر الدحلاني" بالسلب طبعا.

وحتى ينأى الرجل ببندقيته عن أي صدامات داخلية قد تودي بحياة اُناس أبرياء، وجه بوصلته نحو الإحتلال الإسرائيلي كما فعل غيره الكثيرين أمثال سرايا القدس وأبو علي مصطفى وكتائب المقاومة ومجموعات الشهيد أيمن جودة التابعة لحركة فتح، حتى لا يكتب التاريخ عنهم سطراً يقول فيه "أنه بندقيته لم تكن مسيسة وكانت قاطعة طريق".

اليوم يقف هذا الرجل ومعه عشرات من الشباب المقاوم أمام ما يعرف بـ "التقارير الكيدية" التي أخذت شكلاً آخراً غير المألوف، فندرك تماماً أن سيف لم ولن يكن يوما معينا لحركة حماس في الإنقضاض على أبناء حركة فتح، ولكننا متأكدون من أن هذا الرجل إستغل صداقة البندقية أبان الإنتفاضة ليكون معينا لعشرات الشباب من أبناء حركة فتح من أنياب الحمساويين.. هو اليوم وأخيه القائد المعروف "محمد"، دون رواتب لهما، السبب تقارير تؤكد أنهما على علاقة بقيادات في كتائب القسام، وهو ما أكدناه مسبقاً بأن الرجل مقاوم وكان طبيعياً أن تكون حركة فتح الأم على علاقة بكافة الأذرع العسكرية التابعة للتنظيمات الفلسطينية المختلفة بما فيها حركة حماس.

ندرك تماماً أن الحكومة في رام الله في وضع لا تحسد عليه، فهي مسؤولة عن أرزاق البشر حتى لو كانوا يعيشون في الإقليم المتمرد، لأنهم على علمٍ أن شرفاء كثيرين يسكنون هنا في غزة، وأن التقارير الكيدية التي وصلت لرام الله ستكتشفها حكومة الدكتور سلام فياض في أسرع وقت ممكن، وستُعيد الحق لأصحابه، خاصة وأننا على علم بأن الدكتور فياض يختلف عما سواه في هذا المضمون.

[email protected]