يبدو أن المفسدين استطاعوا جرّ أغلب الشخصيات الدينية والسياسية نحو مخططهم التخريبي وأجنداتهم المدمرة للبلد , وكان ذلك عبر الترغيب بالأموال والسلطة , أو الترهيب بإعلان الحرب الشاملة عليها , وأعني بالحرب الشاملة : الحرب التي تكون على جميع الأصعدة : السياسية والاجتماعية , والعسكرية , والأهم من ذلك كله الإعلامية . لذلك رأينا الكثير من السياسيين ورجال الدين الذين كانوا معارضين لهؤلاء المفسدين خضعوا وخنعوا لهم , إما عن طريق الترغيب , أو عن طريق الترهيب , ويبدو لي أن القارئ لا تخفى عليه أسماء الذين خضعوا لهم , لذك ليس هناك حاجة لذكر أسمائهم . ولكن فشل أولئك المفسدون في استمالة السيد الصرخي الحسني , أو إخضاعه إليهم , فكان قبل أن يأتي هؤلاء المفسدون الى السلطة يحذر الشعب العراقي منهم ومن مخططاتهم ويكشف زيفهم بالأدلة والبراهين الواضحة , وقد فشلت كل الوسائل التي استخدموها لجره نحو مؤامراتهم , وكان من ضمن الوسائل التي استخدموها للضغط عليه , افتعال الأزمة الأخيرة , من إحراق لمكتبه , وهدم لمسجد تابع لمقلديه , واعتقال مقلديه , وبالمقابل الاعتداء على وكلاء يقية المراجع ليحرضوا مقلديهم على الاعتداء على مقلدي السيد ومكاتبه , فما كان رد السيد على كل تلك المؤامرات إلا بالحكمة والموعضة الحسنة , وازداد موقفه صلابة وقوة , وخلاصة القول السيد الحسني وهو الشخصية لدينية والسياسية الوحيدة التي لم تجامل المفسدين والسرّاق والقتلة , ولم تتلوث يده بسرقة أموال البلد ولا بإراقة دماء الأبرياء , وهكذا ربّانا وتعلمنا منه .