توفيق أبو شومر
جامعات حفلات التخرج الفاخرة!
بقلم: توفيق أبو شومر
تألمتُ كثيرا وأنا أسمع أن برفسورا فلسطينيا مبدعا عاد من غربته أراد أن يخدم وطنه، قدم أوراقه لإحدى جامعاتنا ليخدم أبناء وطنه، لم يقتنع سدنة جامعاتنا ومسؤولوها بأوراقه وإنجازاته العلمية الموثَّقة في المجالات العلمية الدولية، فاعتبروه منافسا ينوي الاستيلاء على مناصبهم، اعتبروا إبداعه تهديدا لمركزهم فطالبوه بأن يخضع وينصاع ويعلن ولاءه لبرتوكولات الروتين المعمول به في جامعاتنا، وإن يبدأ فترة تجريبية محسوبة بالساعات وإلا فإنه غير مرغوب فيه!
نجح السدنةُ الُمحبِطون في نفي هذه الكفاءة العلمية إلى الأبد من الوطن الأم إلى وطنه البديل، وما أكثر الكفاءات التي تُحجم عن العودة للوطن حتى لا تلقى هذا المصير!!
سردتُ القصة السابقة بمناسبة إعلان أفضل مائة جامعة في العالم عام 2023م بمقياس (شنغهاي) الصيني وهو المقياس الأفضل في العالم، فإن 38 جامعة أمريكية هي ضمن المائة جامعة الأولى، وأن ثلاث جامعات إسرائيلية هي أيضا ضمن المائة جامعة الأولى، وهي معهد وايزمن، والتخنيون، والجامعة العبرية، وغياب معظم جامعات العرب عن هذا المقياس!
هذا مقياس جرى تطبيقه على 2500 جامعة في العالم، وفق قياس دقيق لعدد الأساتذة الحاصلين على جائزة نوبل في هذه الجامعات، وعدد الميداليات الممنوحة للجامعة، وعدد الأبحاث المحكمة المهمة، وعدد الدراسات العلمية المنشورة في مجلة العلوم ومجلة الطبيعة، وعدد الباحثين المرجعيين المحكمين في كل جامعة!
أعرف الفرق الشاسع بين جامعات أمريكا وبين جامعاتنا في إمكاناتها وقدراتها، إلا أنني سأظل أتمنى أن أقرأ إنجازا علميا وإبداعا تكنلوجيا أشرفت عليه الجامعات الفلسطينية، إنجازا علميا يسهم في رفعة الوطن، أو مجموعة أبحاث متخصصة في مجالات الطب والعلوم الإنسانية يمكنه أن يُستخلص من تجاربنا معاناتنا!
كم كنت سأغني طربا لجامعاتٍ تنظم مسابقات سهلة ميسورة هدفها تطوير قطاعات الحياة العملية، وتعليم المواطنين فن الاقتصاد والاستهلاك السليم!
كم كنت سأفرح عندما تنظم إحدى الجامعات دوراتٍ لتثقيف المواطنين في مجال المحافظة على النظافة، وطريقة التخلص من النفايات الضارة!
ما أسعدني لو قامت إحدى الجامعات بحملة واسعة مستفيدة من ضائقتنا في مجال الطاقة لاستحدث آليات لإنتاج الطاقة البديلة من المخلفات ومن أشعة الشمس والرياح!
كم كنت سأفرح حين تتخلص الجامعات من تقليد صراع الديكة الفصائلي على اتحادات الطلاب، وأن تُصبح الجامعاتُ الفلسطينية جامعاتٍ وطنيةً قومية ثقافية تشارك جامعات العالم في الإبداع والتفوق!
صدقوني، لا أشعر بالفرح وأنا أرى أن معظم جامعاتنا تتنافس في إنجاح الاحتفالات بمنح الخريجين الشهادات في نهاية دراستهم فقط لا غير، وأشعر كذلك بالغضب عندما تسخر جامعاتنا كل طاقاتها وإمكاناتها لالتقاط صور قادة الجامعات ومسؤوليها ليشعروا بالنشوة وهم يتزينون بالعباءات والنياشين!
الغريب أن معظم جامعاتنا تشتكي من الأزمات المالية، غير أنها تنفق على الاحتفالات والمهرجانات والكرنفالات الغالي والرخيص، ولا تُنفق شيئا على الأبحاث العلمية المحكمة!
ألا يجب أن نتعلم من تجارب جامعات العالم في مجال صيد الكفاءات، وتسخيرها في مجالات الإبداع والتفوق، بدلا من نفي وطرد وإقصاء الكفاءات؟!
نعم إنني أشعر بالكآبة من الجامعات الفلسطينية حين تتخلص من خريجيها من المتفوقين والنابغين من أبناء الوطن، وتلقي بهم في أحضان جامعات العالم، وتجعلهم لاجئين بجنسيات أخرى ليسهموا في رفعة الآخرين بدون أن يفيدوا الوطن وتعتبر هذا الفخر إنجازا من إنجازاتها، ولا أُبالغ حين أقول إن هذه الفعلة تدخل في إطار الخيانة الوطنية!
تألمتُ كثيرا وأنا أسمع أن برفسورا فلسطينيا مبدعا عاد من غربته أراد أن يخدم وطنه، قدم أوراقه لإحدى جامعاتنا ليخدم أبناء وطنه، لم يقتنع سدنة جامعاتنا ومسؤولوها بأوراقه وإنجازاته العلمية الموثَّقة في المجالات العلمية الدولية، فاعتبروه منافسا ينوي الاستيلاء على مناصبهم، اعتبروا إبداعه تهديدا لمركزهم فطالبوه بأن يخضع وينصاع ويعلن ولاءه لبرتوكولات الروتين المعمول به في جامعاتنا، وإن يبدأ فترة تجريبية محسوبة بالساعات وإلا فإنه غير مرغوب فيه!
نجح السدنةُ الُمحبِطون في نفي هذه الكفاءة العلمية إلى الأبد من الوطن الأم إلى وطنه البديل، وما أكثر الكفاءات التي تُحجم عن العودة للوطن حتى لا تلقى هذا المصير!!
سردتُ القصة السابقة بمناسبة إعلان أفضل مائة جامعة في العالم عام 2023م بمقياس (شنغهاي) الصيني وهو المقياس الأفضل في العالم، فإن 38 جامعة أمريكية هي ضمن المائة جامعة الأولى، وأن ثلاث جامعات إسرائيلية هي أيضا ضمن المائة جامعة الأولى، وهي معهد وايزمن، والتخنيون، والجامعة العبرية، وغياب معظم جامعات العرب عن هذا المقياس!
هذا مقياس جرى تطبيقه على 2500 جامعة في العالم، وفق قياس دقيق لعدد الأساتذة الحاصلين على جائزة نوبل في هذه الجامعات، وعدد الميداليات الممنوحة للجامعة، وعدد الأبحاث المحكمة المهمة، وعدد الدراسات العلمية المنشورة في مجلة العلوم ومجلة الطبيعة، وعدد الباحثين المرجعيين المحكمين في كل جامعة!
أعرف الفرق الشاسع بين جامعات أمريكا وبين جامعاتنا في إمكاناتها وقدراتها، إلا أنني سأظل أتمنى أن أقرأ إنجازا علميا وإبداعا تكنلوجيا أشرفت عليه الجامعات الفلسطينية، إنجازا علميا يسهم في رفعة الوطن، أو مجموعة أبحاث متخصصة في مجالات الطب والعلوم الإنسانية يمكنه أن يُستخلص من تجاربنا معاناتنا!
كم كنت سأغني طربا لجامعاتٍ تنظم مسابقات سهلة ميسورة هدفها تطوير قطاعات الحياة العملية، وتعليم المواطنين فن الاقتصاد والاستهلاك السليم!
كم كنت سأفرح عندما تنظم إحدى الجامعات دوراتٍ لتثقيف المواطنين في مجال المحافظة على النظافة، وطريقة التخلص من النفايات الضارة!
ما أسعدني لو قامت إحدى الجامعات بحملة واسعة مستفيدة من ضائقتنا في مجال الطاقة لاستحدث آليات لإنتاج الطاقة البديلة من المخلفات ومن أشعة الشمس والرياح!
كم كنت سأفرح حين تتخلص الجامعات من تقليد صراع الديكة الفصائلي على اتحادات الطلاب، وأن تُصبح الجامعاتُ الفلسطينية جامعاتٍ وطنيةً قومية ثقافية تشارك جامعات العالم في الإبداع والتفوق!
صدقوني، لا أشعر بالفرح وأنا أرى أن معظم جامعاتنا تتنافس في إنجاح الاحتفالات بمنح الخريجين الشهادات في نهاية دراستهم فقط لا غير، وأشعر كذلك بالغضب عندما تسخر جامعاتنا كل طاقاتها وإمكاناتها لالتقاط صور قادة الجامعات ومسؤوليها ليشعروا بالنشوة وهم يتزينون بالعباءات والنياشين!
الغريب أن معظم جامعاتنا تشتكي من الأزمات المالية، غير أنها تنفق على الاحتفالات والمهرجانات والكرنفالات الغالي والرخيص، ولا تُنفق شيئا على الأبحاث العلمية المحكمة!
ألا يجب أن نتعلم من تجارب جامعات العالم في مجال صيد الكفاءات، وتسخيرها في مجالات الإبداع والتفوق، بدلا من نفي وطرد وإقصاء الكفاءات؟!
نعم إنني أشعر بالكآبة من الجامعات الفلسطينية حين تتخلص من خريجيها من المتفوقين والنابغين من أبناء الوطن، وتلقي بهم في أحضان جامعات العالم، وتجعلهم لاجئين بجنسيات أخرى ليسهموا في رفعة الآخرين بدون أن يفيدوا الوطن وتعتبر هذا الفخر إنجازا من إنجازاتها، ولا أُبالغ حين أقول إن هذه الفعلة تدخل في إطار الخيانة الوطنية!