الأخبار
ترمب: يوجد أفكار أخرى غير حل الدولتينكاتس يوعز لجيشه بمواصلة احتلال جبل الشيخ بسوريا طيلة أشهر الشتاء33 شهيداً في مجزرة إسرائيلية مروعة بالنصيراتالسفير دبور يستقبل القائم بأعمال سفارة دولة الكويت في لبنانأبو عبيدة يدعو لتكثيف العمليات ضد قوات الاحتلال في الضفةإعلان مهم لطلبة غزة الصف الحادي عشر بالعام الدراسي الماضيسوليفان: سأذهب للدوحة والقاهرة لسد الثغرات النهائية بشأن صفقة غزةجيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء لمناطق في حيي الرمال والصبرةبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن أسرى من قطاع غزةتفاصيل لقاء نتنياهو بمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان"حماس" ترحب بقرار الأمم المتحدة المطالب بوقف فوري لإطلاق النار بغزةبالصور: آخر ما تركه الرئيس السوري السابق بشار الأسد على مكتبه قبل المغادرة"التعليم": التجهيزات قائمة لعقد اختبار الثانوية العامة لطلبة قطاع غزةمستشفى العودة بجباليا: استشهاد الدكتور سعيد جودة طبيب العظام الوحيد شمال القطاعبلينكن يصل الأردن لبحث التطورات في سوريا
2024/12/13
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هي أمي

تاريخ النشر : 2023-09-26
هي أمي 

نص: د. عبد الرحيم جاموس

هي أمي ..
رأيتها رأي العين ..
بعد رحيل وغياب قسري طويل ..
ممشوقة القامة كعهدها القديم ..
خدودها محمرة ..
قد لوحتها شمس تموز ..
أضحت وردية الألوان ..
تكسوها أوراق الشجر ..
والأزهار ..
كأنها حورية ..
قد هبطت للتو من السماء ..
أو وردة جورية جميلة الألوان ..
تمشي على الأرض ..
مشي الأنفة والكبرياء ..
تتهادى في مشيتها ..
تمعن النظر في الوجوه العابرة ..
تتفحص الأرض تحت أقدامها ..
تعرف أشجار الصنوبر والسرور ..
واللوز والزيتون ..
شجرة شجرة ..
مثلما تعرف أبنائها ..
رأيتها رأي العين ..
فما هوى الفؤاد مني ..
وما غوى ..
هي أمي تعرف الآباء ..
والأبناء والأحفاد ..
عرفتني من وشم ظاهر ..
فوق الجبين ..
لكنها رمقتني بنظرة عاتبة ..
وأبت التوقف ..
وآثرت السير ..
بين الحقول والبساتين ..
تبحث عن عشق قديم لها ..
قد غرسته بيديها الخشنتين ..
أسقته من دمع عيونها ..
وروته من أنفاسها ..
هي أمي ..
التي تناثرت حبات عرقها ..
فوق تراب كرمها ..
مثل تناثر أوراق الشجر ..
في فصل الخريف ..
منذ زمن بات لنا قديما ..
فوق هضاب كرمنا العتيق ..
المطل على ساحل البحر ..
وقت الغروب ..
لاذت بالصمت ..
كشجرة شيعت أوراقها ..
رياح الخريف ..
هي أمي رأيتها رأي العين ..!
......................................

التعليق على النص بقلم الناقد الأدبي الأستاذ الدكتور/ محمد صالح الشنطي:
صورة مشهدية، سرديّة مروية بنجيع الفؤاد، ولوحة مرسومة بمداد الحب، راسخة في ذاكرة الزمان والمكان. انتماء محفور في ملامح الكون زماناً ومكاناً، فصولاً وكواكب وكائنات، تمحو الفوارق بين الشعر وسائر الفنون، وبين الخيال والحقيقة، والحلم والواقع.
والدلالة المعجمية والمجازية، والرمزية والأسطورية.
يمليها الوجدان، وتشكّلها الذاكرة الوالهة، تستلّها من بين براثن النسيان.
حنينٌ تشعله وقدة العشق، وتوقٌ تلهبه جمرةُ الشوق.
ما أجمل الوطن حين تتماهى صورته مع ملامح الأم ويحتضنه الخيال متسامياً فوق كل حقائق الوجود.
سرديّة محفورة في جدار القلب، وقصيدةٌ منظومة بخفقاته ونبض الفؤاد.
لا فضّ فوك.
د. محمد صالح الشنطي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف