الأخبار
ترمب: يوجد أفكار أخرى غير حل الدولتينكاتس يوعز لجيشه بمواصلة احتلال جبل الشيخ بسوريا طيلة أشهر الشتاء33 شهيداً في مجزرة إسرائيلية مروعة بالنصيراتالسفير دبور يستقبل القائم بأعمال سفارة دولة الكويت في لبنانأبو عبيدة يدعو لتكثيف العمليات ضد قوات الاحتلال في الضفةإعلان مهم لطلبة غزة الصف الحادي عشر بالعام الدراسي الماضيسوليفان: سأذهب للدوحة والقاهرة لسد الثغرات النهائية بشأن صفقة غزةجيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء لمناطق في حيي الرمال والصبرةبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن أسرى من قطاع غزةتفاصيل لقاء نتنياهو بمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان"حماس" ترحب بقرار الأمم المتحدة المطالب بوقف فوري لإطلاق النار بغزةبالصور: آخر ما تركه الرئيس السوري السابق بشار الأسد على مكتبه قبل المغادرة"التعليم": التجهيزات قائمة لعقد اختبار الثانوية العامة لطلبة قطاع غزةمستشفى العودة بجباليا: استشهاد الدكتور سعيد جودة طبيب العظام الوحيد شمال القطاعبلينكن يصل الأردن لبحث التطورات في سوريا
2024/12/13
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قمة مجموعة العشرين.. ما بين اقتصاد وسياسة إلى تغير مناخي وكوارث طبيعة

تاريخ النشر : 2023-09-13
قمة مجموعة العشرين.. ما بين اقتصاد وسياسة إلى تغير مناخي وكوارث طبيعة

د. سمير الددا

قمة مجموعة العشرين.. ما بين اقتصاد وسياسة إلى تغير مناخي وكوارث طبيعة

بقلم: د. سمير الددا

اختتم قادة الدول التي تملك الاقتصادات العشرين الأكبر في العالم (مجموعة العشرين - G20) أعمال قمتهم الثامنة عشرة التي عقدت في العاصمة الهندية نيودلهي الأحد 10 سبتمبر الجاري، لتنتقل رئاسة القمة المقبلة الى البرازيل, كون رئاستها تنتقل سنوياً من دولة الى اخرى بالتناوب, وعلى الفور سارع الرئيس البرازيلي لويس لولا دي سيلفا بالاعلان امام الصحفيين في نيودلهي "إن ريودي جانيرو ترحب بحرارة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القمة المقبلة". وكان بوتين المطلوب من محكمة الجنايات الدولية للاشتباه بارتكابه جرائم حرب في أوكرانيا قد غاب هو والرئيس الصيني شي جين بينغ عن قمة دلهي, فيما حضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة وزعماء الدول الأعضاء، ورغم ذلك فشل هؤلاء في حث القمة على إدانة روسيا بسبب الحرب التي شنتها على أوكرانيا، واكتفى اعلان القمة بابراز المعاناة الإنسانية التي تسبب بها الصراع ودعا جميع الدول إلى الامتناع عن استخدام القوة للاستيلاء على الأراضي, مما اغضب أوكرانيا التي اعلنت عن خيبة أملها من هذا الاعلان, وجاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاوكراني أوليغ نيكولينكو الذي قال "إن قمة العشرين ليس لديها شيء تفخر به", أما روسيا فقد وصف وزير خارجيتها سيرغي لافروف االذي ترأس وفد بلاده القمة بأنها "كانت ناجحة, وانه بسبب الموقف الموحد للجنوب العالمي، فقد تمكنت روسيا من ضمان أن لا يخيّم الصراع في أوكرانيا على أجندة القمة", فيما قالت المفاوضة الروسية في القمة سفيتلانا لوكاش لوكالة أنباء انترفاكس الروسية السبت 9 سبتمبر الجاري "ان الإعلان متوازن، إنه كانت هناك مفاوضات صعبة للغاية حول قضية أوكرانيا, وقد استغرق الأمر 20 يوماً قبل القمة للاتفاق على نص الإعلان وخمسة أيام هنا في دلهي", وفي هذا السياق أفادت وكالة أنباء تاس الروسية الرسمية "أن زعماء دول قمة مجموعة العشرين أقروا بوجود خلافات في الرؤى حول أوكرانيا في البيان المشترك".

هذا وقد أشادت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالإعلان المشترك لقمة مجموعة العشرين التي استضافتها الهند لاول مرة.

هذا وتضم مجموعة العشرين التي تأسست عام 1999 اثر الأزمة المالية الاسيوية,  19 دولة (هي الولايات المتحدة, الصين, اليابان, المانيا, البرازيل, الهند, روسيا, بريطانيا, السعودية, الأرجنتين, أستراليا, كندا, فرنسا, إندونيسيا, إيطاليا, المكسيك , جنوب إفريقيا, كوريا الجنوبية وتركيا), بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وتساهم هذه الدول التي يقطنها حوالي ثلثي سكان العالم مجتمعة بما يقارب من 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و 75% من التجارة الدولية تقريباً.

هذا وقد بدأت المجموعة كمنتدى لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في الدول المذكورة للاهتمام بالقضايا الاقتصادية والمالية العالمية الرئيسية, واصبحت اجتماعات المجموعة على مستوى رؤساء الدول والحكومات في أعقاب الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية لعام 2007., فيما تمت تسميتها “المنتدى الأول للتعاون الاقتصادي الدولي" عام 2009, ووسعت نطاق أهتماماتها منذ ذلك الحين ليشمل جدول اعمالها التجارة والتنمية المستدامة والصحة والزراعة والطاقة والبيئة ومكافحة الفساد وتغير المناخ..

هذا وعلى الجانب الآخر, تعتبر مجموعة  العشرين  مسؤولة مباشرة عما يشهده العالم من تغير مناخي نتج عنه ارتفاع غير مسبوق في درجة حرارة الارض مما ادى ظواهر طبيعية كارثية مثل الجفاف الذي يهدد قطاع الزراعة والثروة الحيوانية وبدوره يهدد الامن الغذائي العالمي وما يصاحب ذلك من ارتفاع في اسعار الغذاء ثم تباعاً بقية السلع والخدمات مما سيقود الى تضخم وركود وربما كساد.

وفقاً لتقرير فجوة الانبعاثات لعام 2022 الصادر عن برنامج الامم المتحدة للبيئة, فان دول مجموعة العشرين مسؤولة عن حوالي 75% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية وهذه الغازات وفقاً لخبراء المناخ هي التي تقف خلف الكوارث التي شهدتها ومازالت الكرة الارضية بما فيها الارتفاع القياسي في درجة حرارة سطح الارض وما يسببه ذلك من موجات الجفاف في بعض المناطق وظواهر مناخية مدمرة في مناطق اخرى كالفياضات والعواصف والاعاصير, بالاضافة ظواهر جغرافية كارثية كالبراكين والزلازل والتي لم تكن مألوفة بهذه الوتيرة المتسارعة قبل 3 او 4 عقود, والتي تنتج غالباً على اثر تمدد في بعض طبقات الارض نتيجة تقلبات مناخية غير طبيعية.

والتغير المناخي الناجم عن ارتفاع كمية الغازات المنبعثة الى الجو من مناجم الوقود الاحفوري والمصانع في الدول التي سبقت الاشارة اليها هو المسؤول الاول عن تلوث الهواء الذي يعتبر أكبر المخاطر البيئية التي تهدد الصحة العامة في القرن الواحد والعشرين حسب تقارير الامم المتحدة ذات الصلة, كما يتسبب ذلك بذوبان الثلوج ومن ثم ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات مما يؤدي الى من يشهده العالم من فياضات واعاصير مدمرة.

وفي هذا السياق يقدر تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن نحو 7 ملايين شخص يموتون سنويا بسبب التعرض لجسيمات دقيقة في الهواء الملوث، التي تخترق بعمق الرئتين والقلب والأوعية الدموية، بما يسبب الأمراض، مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة وأمراض انسداد الشعب الهوائية المزمنة والتهابات الجهاز التنفسي، بما فيها الالتهاب الرئوي, ومن الجدير بالذكر ان أكثر من 90% من تلك الوفيات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في آسيا وأفريقيا وشرق البحر الأبيض المتوسط ​​وشرق أوروبا وجنوب القارة الأميركي وفقاً للتقرير.

آخر الكلام:

وفقاً لتقرير الأمم المتحدة المناخي تتصدر الولايات المتحدة دول العالم تلويثاً لهواء الكرة الارضية كونها المسؤولة عن انبعاث حوالي 25% من مجمل هذه الغازات السامة الى الجو مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز وسداسي فلوريد الكبريت مما يسبب تغير مناخ سلبي يترتب عليه انبثاق ظواهر طبيعية وبيئية وجغرافية مدمرة, اي ان الولايات المتحدة بحسب التقرير تتحمل 25% من المسؤولية عن الكوارث الطبيعية التي تشهدها الكرة الارضية نتيجة التغير المناخي بما في ذلك الزلزال المرعب الذي ضرب جنوب غرب مدينة مراكش مساء الجمعة 9 سبتمبر الجاري واودى بحياة حوالي 3000 ضحية من اشقائنا في المغرب وفقاً لبيان وزارة الداخلية المغربية الثلاثاء 12 سبتمبر الجاري ناهيك عن حجم الدمار الهائل الذي خلفه والذي يعادل الدمار الناتج عن 20 - 30 قنبلة نووية كتلك القنابل التي القاها الامريكيون على اليابان عام 1945 حسب لتقديرات خبراء الكوارث الطبيعية, وكذلك الاعصار دانيال المدمر الذي راح ضحيته اكثر من 3000 من اشقائنا في ليبيا وفقاً لما قاله لقناة الحرة يوم الثلاثاء 12 سبتمبر الجاري عثمان عبد الجليل وزير الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، وقدر حجم الدمار الناتج عن الاعصار بحجم الدمار الذي تخلفه 32 قنبلة نووية كالقنابل الامريكية على اليابان كما سبقت الاشارة, ولتعزز الولايات المتحدة دورها الشرير في نشر الدمار والموت والرعب حول العالم.. ولا عجب.. فهذه طبيعتها منذ نشأتها..

من أبرز مخرجات مؤتمر قمة مجموعة العشرين في الهند, الاعلان على عن مشروع الممر الاقتصادي الكبير, ولأهمية الموضوع سنفرد له مقال قادم إن شاء الله.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف