الأخبار
مقتل نائب قائد البحرية الروسية بهجوم صاروخي أوكرانيغولان يتهم حكومة نتنياهو بالمماطلة السياسية في صفقة الأسرىتدهور الحالة الصحية للأسيرة فداء عساف وظروف مأساوية للأسيرات في "الدامون"البرلمان العربي يدين التصريحات الإسرائيلية الداعية لضم الضفة الغربية"الداخلية" بغزة: نحذّر من التعامل مع"مؤسسة غزة الإنسانية" وسنتخذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المتورطينتقرير أممي يكشف عن 60 شركة عالمية كبرى متورطة في دعم حرب الإبادة الإسرائيليةالاحتلال يعتقل 21 مواطنا بينهم طلبة ثانوية عامة من سلفيتاليابان تستعد لزلزال محتمل قد يودي بحياة 300 ألف شخصاستشهاد ثلاثة أسرى محررين مبعدين إلى قطاع غزة بينهم مقدسيتفاصيل اتصال هاتفي بين ويتكوف ووزير الخارجية المصري بشأن الصفقة المرتقبة في غزة"العفو الدولية": إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في غزةلبنان: جيش الاحتلال يتسلل إلى بلدة كفركلا ويفجر منزلاًتحقيق لـ(الغارديان) ينشر معلومات مروّعة عن القنبلة التي استخدمها الاحتلال في قصف كافتيريا "الباقة"طائرة غامضة في سماء إيران: مسيّرة إسرائيلية غير معروفة تُسقطها الدفاعات الجوية قرب كاشان"العليا الإسرائيلية" تصدر قراراً بتجميد هدم 104 مبانٍ في مخيم طولكرم
2025/7/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التطبيع ليس هو الحل

تاريخ النشر : 2023-08-19
التطبيع ليس هو الحل
التطبيع ليس هو الحل

بقلم: د. أحمد رفيق عوض

رئيس مركز الدراسات المستقبلية - جامعة القدس

ذلك أن التطبيع ومنذ أكثر من أربعين عاماً لم ينعكس برداً ولا سلاما ولا تنمية ولا تقدما على المنطقة العربية، بل قدم كل ما سبق لاسرائيل على طبق من ذهب، ولم يعمل التطبيع على تبييض الوجوه أو صقلها أو تقديمها للغرب الاستعماري بصورة أفضل، بل كانت هناك محاولات لتفجير الدول التي وقعت اتفاقيات التطبيع مرة بالمجموعات الارهابية ومرة بالأزمات الاقتصادية العميقة وثالثة بالجدل الداخلي الذي ينذر بحروب أهلية.

والتطبيع لم يعمل على تهدئة الساحات أو تبريد الحدود أو مدّ الجسور أو تغيير الامزجة أو تصفية النفوس، بل على العكس من ذلك، فقد أصبح التطبيع جبهة اخرى من جبهات الاشتباك الشعبي والنخبوي على حد سواء. والتطبيع كذلك لم يكن نتيجة قوة أو ندية، بل كان بالتهديد والاغراء أو كليهما، لذلك فهو دليل هزيمة او تراجع او ضعف شديد، والاهم من كل ذلك، أن التطبيع -ورغم كل ما قيل فيه أو عنه- فهو في النهاية خضوع للرواية الاسرائيلية وارتهان لشروطها وقبول بوضعها دون ميلاد دولة فلسطين او انهاء للاحتلال او تخفيف للمعاناة المستمرة التي يكتوي بنارها الشعب الفلسطيني، وهذا يعني أن التطبيع هو انسياق لمشروع الصهيونية بدون ادنى مكافآت أو "تنازلات" على مستوى الصراع الفلطسيني الاسرائيلي او حتى على نوعية المساعدات او حتى التغطية السياسية.

بكلمات أخرى، أكثر وضوحا، كان التطبيع وما يزال نوعاً من الترضية المقدمة لاسرائيل دون ادنى مقابل، وفي ذلك سقوط لكل ادعاء بأن التطبيع جاء لخدمة القضية الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني، هذا لم يكن ولن يكون في المستقبل، بالعكس من ذلك، فإن اتفاقات ابراهام ومن قبلها اتفاق كامب ديفيد سنة 1978 لم يجعل من وضع الشعب الفلسطيني افضل او اقرب الى الدولة وانهاء الاحتلال , اكثر من ذلك كله، فإن التطبيع لم يؤد الى اعتدال الجمهور الاسرائيلي أو القبول بالتسوية أو قبول الآخر أو حتى فوز العلمانية المتنورة الحداثية المدعاه في اسرائيل، على العكس من ذلك كله، فقد توحش الجمهور الاسرائيلي، وانتصرت التيارات الاديكالية والفاشية والمتطرفة في اسرائيل، وادى ذلك الى مزيد من التصلب والعنف والهجوم المتعدد الجبهات، عمليات التطبيع لم تؤد الى تهدئة الجمهور الاسرائيلي او حتى المنظومة الامنية الاسرائيلية ، مما يدل على أن التطبيع لم يؤد إلى المأمول منه، فهو لم يكن ذا قيمة اطلاقاً في أن يمنع الازمات الداخلية او التأثيرات الدولية داخل الدول المطبعة.

ويمكن لنا أن نقول بموضوعية كبيرة أن التطبيع اعطى اسرائيل ما تريد في علاقاتها وصورتها مع العالم، واعطاها ما تريد في تطويق الشعب الفلسطيني وكسر ظهره، وفازت بما تريد من التقليل من ازماتها الداخلية واعطاها الفرصة لأن تتبجح بالقول ان مشروعها انتصر على المشروع العربي الذي تفكك الآن ليصبح خليطاً غير معروف من التجمعات المتصارعة على كل شيء، التطبيع بهذا المفهوم جاء نتيجة الخواء والفراغ الذي تعيشه المنطقة العربية، فلا دولة مركزية ولا فكرة كبرى تجمع وتلم ولا قضية ذات قدسية كافية، التطبيع عملياً يعطي اسرائيل الريادة والقيادة لاقليم يكاد يخلو من استراتيجية واحدة موحدة ، لهذا كله، فان التطبيع تعميق للازمة وليس حلاً لها.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف