من المستفيد من انقسام الإكواس؟
بقلم: همام ضحيك
عندما يتناهى إلى الأسماع دول غرب إفريقيا المعروفة بالإكواس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والتي تضم في عضويتها 15 دولة ,يتبادر إلى الأذهان الفقر المدقع، الفساد، الفوضى، الانقلابات العسكرية. ولكن هذا ما يحدث في الحقيقة في بعض دول غرب إفريقيا.
ثم ندرك حقيقة أن هذه الدول تمتلك ثروات تجعلها في موضع أطماع الدول الكبرى، وبوصلة النفوذ، إذ تحرص الدول العظمى على وجود نفوذ لها و قواعد عسكرية تحمي مصالحها هناك، فعلى سبيل المثال تساهم دول غرب أفريقيا عبر ثرواتها الضخمة في تمويل مشروعات الغرب وخاصة فرنسا من الطاقة النووية وتزويدهم باحتياجاتهم من اليورانيوم والطاقة الكهربائية بالإضافة إلى تزويدهم بالذهب والفحم عالي الجودة.
تتفق دول مجموعة الإكواس على تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين دول المنطقة كمدخل إلى اندماج اقتصادي شامل بالإضافة إلى احترام سيادتها ورفض الانقلابات العسكرية و احترام إرادة شعوبها ولكن في السنوات الأخيرة ظهرت الانقلابات العسكرية التي تعيدها إلى مربع السبعينات والثمانينات. ظهر ذلك جليا في مالي التي رفض المجلس العسكري فيها الوجود الفرنسي، وتقبل ظهور النفوذ الروسي هناك المتمثل بوجود قوات فاغنر التي استعانت بها السلطات في مالي لمعالجة حالة التدهور الأمني التي عجزت فرنسا عن منعها من قبل الجماعات المسلحة. ثم تلا ذلك انقلاب بوركينا فاسو الذي ظهرت فيه المظاهرات الرافضة للوجود الفرنسي، متهمة فرنسا باستغلال ثروات البلاد ونهب خيراتها وتدهور الوضع الأمني فيها. ومرحبة أيضا بالنفوذ الروسي.
بقلم: همام ضحيك
عندما يتناهى إلى الأسماع دول غرب إفريقيا المعروفة بالإكواس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والتي تضم في عضويتها 15 دولة ,يتبادر إلى الأذهان الفقر المدقع، الفساد، الفوضى، الانقلابات العسكرية. ولكن هذا ما يحدث في الحقيقة في بعض دول غرب إفريقيا.
ثم ندرك حقيقة أن هذه الدول تمتلك ثروات تجعلها في موضع أطماع الدول الكبرى، وبوصلة النفوذ، إذ تحرص الدول العظمى على وجود نفوذ لها و قواعد عسكرية تحمي مصالحها هناك، فعلى سبيل المثال تساهم دول غرب أفريقيا عبر ثرواتها الضخمة في تمويل مشروعات الغرب وخاصة فرنسا من الطاقة النووية وتزويدهم باحتياجاتهم من اليورانيوم والطاقة الكهربائية بالإضافة إلى تزويدهم بالذهب والفحم عالي الجودة.
تتفق دول مجموعة الإكواس على تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين دول المنطقة كمدخل إلى اندماج اقتصادي شامل بالإضافة إلى احترام سيادتها ورفض الانقلابات العسكرية و احترام إرادة شعوبها ولكن في السنوات الأخيرة ظهرت الانقلابات العسكرية التي تعيدها إلى مربع السبعينات والثمانينات. ظهر ذلك جليا في مالي التي رفض المجلس العسكري فيها الوجود الفرنسي، وتقبل ظهور النفوذ الروسي هناك المتمثل بوجود قوات فاغنر التي استعانت بها السلطات في مالي لمعالجة حالة التدهور الأمني التي عجزت فرنسا عن منعها من قبل الجماعات المسلحة. ثم تلا ذلك انقلاب بوركينا فاسو الذي ظهرت فيه المظاهرات الرافضة للوجود الفرنسي، متهمة فرنسا باستغلال ثروات البلاد ونهب خيراتها وتدهور الوضع الأمني فيها. ومرحبة أيضا بالنفوذ الروسي.
ثم مؤخرا الشعرة التي قسمت ظهر البعير، وهي انقلاب النيجر بلد اليورانيوم، حيث أدانت الإكواس هذا الانقلاب ودعت المجلس العسكري إلى الإفراج الفوري عن الرئيس المنتخب واحترام إرادة الشعب وعودة عناصر الجيش إلى ثكناتهم، كما أدان الانقلاب كلا من الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى الولايات المتحدة وبعض الدول العربية، ولكن لم تتوقف الإدانات والبيانات الصادرة من فرنسا لتعبر عن غضبها من هذا الانقلاب الذي تسبب بخسارة نفوذها في رابع دولة من دول غرب إفريقيا.
أمهل قادة الإكواس المجلس العسكري في النيجر سبعة أيام لإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى منصبه بالإضافة إلى قطع المساعدات المالية عن النيجر وإغلاق بعض دول المجموعة الحدود مع النيجر مع التلويح بالتدخل العسكري لإنهاء الانقلاب .
صرحت المجالس العسكرية في كل من مالي وبوركينافاسو وغينيا كوناكري عن دعمها للمجلس العسكري في النيجر، وهددت بالانسحاب من مجموعة الإكواس ودعت إلى احترام سيادة النيجر، حيث تتطلع هذه الدول إلى التعاون مع روسيا في شتى المجالات وخاصة في المجال العسكري و التنقيب عن المعادن، فهي ترى أن فرنسا لم تقدم لشعوبها سوى الفوضى والهشاشة الأمنية والاقتصادية والاستغلال الكامل لثروات البلاد دون لعب دور مهم في التنمية وتطوير البنية التحتية، وبالتالي فهي ترى أن روسيا والصين شريكان حقيقيان يمكن الوثوق بهما و سيقدمان لها ما تقاعست فرنسا عن فعله على مدار عقود.
استغلت روسيا استعانة بعض دول إكواس بقوات فاغنر لتعزيز نفوذها هناك، وخاصة في بوركينا فاسو، حيث تمثل ذلك بالزيارة الأخيرة التي قام بها المجلس العسكري في بوركينا فاسو إلى روسيا أثناء عقد القمة الروسية الافريقية وتوقيع اتفاقيات بوجود الرئيس بوتين وقائد المجلس العسكري بالإضافة إلى التصريح الصوتي لزعيم مجموعة فاغنر الذي يعتبر فيه محاولة الانقلاب في النيجر أنها كفاح ضد المستعمرين وانتصار، ويقصد بالمستعمرين هنا فرنسا والدول الغربية. ما يشير الى ضلوع روسيا عبر مجموعة فاغنر في انقلاب النيجر رغم نفي روسيا أن يكون لها أي ضلوع في هذا الانقلاب، كما أن علم روسيا قد رفع وسط مؤيدي الانقلابات التي حدثت في بعض دول غرب افريقيا وصاح بعض المتظاهرين تحيا روسيا وتسقط فرنسا.
ولعل ما تقدمه كلا من الصين وروسيا لشعوب دول غرب أفريقيا يجعلها دول مرغوبة فيها اكثر من فرنسا والدول الغربية, بالنسبة للصين فإنها تتبع سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية مع التركيز على مجال الاقتصاد والبنية التحتية وتقديم القروض وبالتالي وجدت قبولا في غرب إفريقيا بالإضافة إلى المساعدات غير المشروطة التي تدعم بها الصناديق المحلية في غرب أفريقيا.
أما روسيا فقد احتلت موقع استراتيجي في إفريقيا على حساب الكتلة الغربية وخاصة بعد الأزمة الأوكرانية, قامت روسيا بإعفاء عدد من دول غرب إفريقيا من الديون المستحقة بالإضافة إلى أنها أصبحت أكبر مصدر للأسلحة لدول غرب إفريقيا, كما تقوم بتدريب وتأهيل عدد من جيوش غرب إفريقيا مثل مالي وبوركينا فاسو وتقديم الحماية للمؤسسات والشخصيات والاستثمار والاستثمارات وذلك عبر قوات فاغنر التي تعتبر ذراع روسيا في المنطقة.
وأخيرا يتهم الغرب ومن يتفق معه بضلوع روسيا في هذه الانقلابات، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، وتبقى الأطماع مستمرة على غرب إفريقيا بشكل عام فهناك صراع نفوذ صيني روسي أوروبي أمريكي ما يعزز الانقسامات في هذه القارة التي هي أصلا تعاني منها, ويساعد في تفتيت منظمة الإكواس.
أمهل قادة الإكواس المجلس العسكري في النيجر سبعة أيام لإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى منصبه بالإضافة إلى قطع المساعدات المالية عن النيجر وإغلاق بعض دول المجموعة الحدود مع النيجر مع التلويح بالتدخل العسكري لإنهاء الانقلاب .
صرحت المجالس العسكرية في كل من مالي وبوركينافاسو وغينيا كوناكري عن دعمها للمجلس العسكري في النيجر، وهددت بالانسحاب من مجموعة الإكواس ودعت إلى احترام سيادة النيجر، حيث تتطلع هذه الدول إلى التعاون مع روسيا في شتى المجالات وخاصة في المجال العسكري و التنقيب عن المعادن، فهي ترى أن فرنسا لم تقدم لشعوبها سوى الفوضى والهشاشة الأمنية والاقتصادية والاستغلال الكامل لثروات البلاد دون لعب دور مهم في التنمية وتطوير البنية التحتية، وبالتالي فهي ترى أن روسيا والصين شريكان حقيقيان يمكن الوثوق بهما و سيقدمان لها ما تقاعست فرنسا عن فعله على مدار عقود.
استغلت روسيا استعانة بعض دول إكواس بقوات فاغنر لتعزيز نفوذها هناك، وخاصة في بوركينا فاسو، حيث تمثل ذلك بالزيارة الأخيرة التي قام بها المجلس العسكري في بوركينا فاسو إلى روسيا أثناء عقد القمة الروسية الافريقية وتوقيع اتفاقيات بوجود الرئيس بوتين وقائد المجلس العسكري بالإضافة إلى التصريح الصوتي لزعيم مجموعة فاغنر الذي يعتبر فيه محاولة الانقلاب في النيجر أنها كفاح ضد المستعمرين وانتصار، ويقصد بالمستعمرين هنا فرنسا والدول الغربية. ما يشير الى ضلوع روسيا عبر مجموعة فاغنر في انقلاب النيجر رغم نفي روسيا أن يكون لها أي ضلوع في هذا الانقلاب، كما أن علم روسيا قد رفع وسط مؤيدي الانقلابات التي حدثت في بعض دول غرب افريقيا وصاح بعض المتظاهرين تحيا روسيا وتسقط فرنسا.
ولعل ما تقدمه كلا من الصين وروسيا لشعوب دول غرب أفريقيا يجعلها دول مرغوبة فيها اكثر من فرنسا والدول الغربية, بالنسبة للصين فإنها تتبع سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية مع التركيز على مجال الاقتصاد والبنية التحتية وتقديم القروض وبالتالي وجدت قبولا في غرب إفريقيا بالإضافة إلى المساعدات غير المشروطة التي تدعم بها الصناديق المحلية في غرب أفريقيا.
أما روسيا فقد احتلت موقع استراتيجي في إفريقيا على حساب الكتلة الغربية وخاصة بعد الأزمة الأوكرانية, قامت روسيا بإعفاء عدد من دول غرب إفريقيا من الديون المستحقة بالإضافة إلى أنها أصبحت أكبر مصدر للأسلحة لدول غرب إفريقيا, كما تقوم بتدريب وتأهيل عدد من جيوش غرب إفريقيا مثل مالي وبوركينا فاسو وتقديم الحماية للمؤسسات والشخصيات والاستثمار والاستثمارات وذلك عبر قوات فاغنر التي تعتبر ذراع روسيا في المنطقة.
وأخيرا يتهم الغرب ومن يتفق معه بضلوع روسيا في هذه الانقلابات، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، وتبقى الأطماع مستمرة على غرب إفريقيا بشكل عام فهناك صراع نفوذ صيني روسي أوروبي أمريكي ما يعزز الانقسامات في هذه القارة التي هي أصلا تعاني منها, ويساعد في تفتيت منظمة الإكواس.