جولة في مساجد أمستردام على دراجة هوائية
بقلم: خليل محمود الصمادي
بلغ عدد المسلمين في هولندا أكثر من مليون نسمة وبلغ عدد المساجد فيها 550 مسجدا، أما العاصمة أمستردام ففيها أكثر من خمسين مسجدًا ما بين كبير وصغير، وبمئذنة وبغير مئذنة، حتى غدت العاصمة محاطة بالمساجد من كل جانب.
تتوزع مساجد أمستردام في أغلب أنحائها ولعل أشهرها وأحدثها جامع آية صوفيا الذي يقع غي غرب العاصمة ويبعد عن ساحة الدام مركز حوالي 2كم ركبت الدراجة وخلال عشر دقائق وقبل موعد أذان العصر بدقائق وصلت، وبينما كنت أطالع المبنى الضخم فإذا بشيخ عليه ملامح تركية يريد أن يدخل المسجد فطرحت عليه السلام وسألته إن كان يعرف العربية فابتسم وقال : أنا إمام المسجد ودرست المرحلة الثانوية في دمشق عام 1974 في مدرسة شرعية قرب باب الجابية ثم أكملت الدراسة في جامعة الأزهر بالقاهرة سبقني ورفع الأذان.
دخلت المسجد فإذا هو آية في الجمال جاء تصميمه على شكل جامع آية صوفيا الشهير بإستانبول تقوم قبته على ستة أعمدة فقط حولها حرم المسجد حوالي 200 مترًا مربعًا في الطابق العلوي ، أما الطابق الأرضي فيضم الموضئ و قاعات للدراسة وبوفيه يقدم الأطعمة والأشربة الخفيفة، كنت قد سألت الشيخ عن المساجد القريبة قبل الأذان والإقامة فأشار لي إلى مسجدين قريبين هما الغوثية والنور، فانطلقت مباشرة إلى مسجد الغوثية الذي لا يبعد عن آية صوفيا سوى 300 متر فإذا به مسجد للأفغان والباكستان، دخلته فهو في الطابق الأرضي متوسط المساحة حوالي 400 مترًا مربعًا وبه مكتبة قيمة فيها كتب عربية وأوردية وغيرها، وليس فيه إلا شخصان، انطلقت بعدها لمسجد النور القريب أيضا وهو أيضا في الطابق الأرضي وأغلب رواده من الجالية المغربية وكان في المسجد أكثر من ثلاثين مصليًّا، سرعان ما رجعت لأية صوفيا وأديت صلاة العصر معهم كنا أقل من عشرة فقط.
في يوم الجمعة14 تموز-2023 ذهبت إلى الجامع الكبير الذي يقع في شرق أمستردام على بعد 1800 متر من سكني فوصلت قبل الصلاة بربع ساعة ورأيت أبناء الجالية المغربية يتوافدون إليه هممت بالدخول ولكنني سألت عجوزًا مغربيًّا عن أقرب مسجد من هنا ـ فهذا المسجد أعرفه من ست سنوات وأحبُّ أن أتعرف غيره ـ فدلني على مسجد قريب فانطلقت بدراجتي وخلال ثلاث دقائق كنت هناك ، وجدت بدل المسجد مسجدين !! بناء ضخم يتكون من طابقين ، وبابين باب يوصلك للأعلى وهو مسجد السلطان للجالية التركية، وباب للمسجد الأرضي للجالية المغربية، صعدت للمسجد التركي فوجدت بضع رجال والإمام يقرأ الصَّمدية كما في بعض مساجد دمشق، نزلت للمسجد المغربي المسمى جامع الفتح المبين فرأيت حوالي مئة رجل ينتظرون صعود الخطيب المنبر ، بعد خمس دقائق خطب الشيخ خطبتين في 20 دقيقة ثم جاء شاب وخطب بالهولندية، بعد الصلاة انتظرت الشيخ وسلمت عليه وسألته السؤال الذي حيرني فأجاب الشيخ خالد بآية قرآنية ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ). فقلت له من رسولٍ وليس من خطيب ، فبرر ذلك بأن الثقافة العربية تختلف عن الثقافة التركية ولكل مسجد طلاب وتدريس وبرامج تختلف بينهما، سألته عن تعليم اللغة العربية في المسجد فقال إنها تنشط يومي السبت والأحد، ودعته على أمل الالتقاء به.
في اليوم الجمعة التالية 21/7/2023 ذهبت إلى الشمال الذي يسمونه " النورد" وانطلقت بدراجتي إلى محطة القطار الرئيسة وبالقرب بها صعدت إلى العبارة مع دراجتي وخلال ثلاث دقائق وصلت للطرف الآخر من البلد وأول ما قابلني على بعد 300 متر مبنى كبير باللون الأزرق من ثلاث طوابق، تعلوه مئذنة يعلوها هلال ومكتوب عليه مسجد المحسنين، سمعت الأذان، فحدثتني نفسي أن أصلي في جامع قباء القريب منه، فلما وصلته رأيته مملوءة بالمصلين ينتظرون الخطيب والشاشة تشير إلى بدء الخطبة بعد 5 دقائق ومن خلال الوجوه شككت أن الخطبة ستكون بالصومالية المحلية لأن أغلب الرواد منهم، خرجت لمسجد المحسنين وكان الخطيب المغربي قد بدأ، لم أجد محلًا فندمت ولكن هناك من أرشدني للأعلى صعدت فإذا هي غرفة لإعداد الشاي والقهوة مدُّوها بالبسط للمتأخرين أمثالي تتسع لحوالي 20 مصليًّا، وبعد الصلاة أدينا الصلاة على جنازة مصري رحمه الله، وعلى الشرق من هذا المسجد رأيت مركزا إسلاميًّا اسمه "مركز فاكفي الإسلامي " وفي الشمال أيضا عدة مساجد هناك مثل الهدى والريان.
خلال وجودي في أمستردام علمت أن في العاصمة أكثر من خمسين مسجدًا وقد زرت أكثر من نصفها ولها أسماء لامعة مثل، الكرامة، النصر في شارع يافا (جافا) والرحمن والتوحيد والسنة والشورى وطيبة والأزرق وبدر والأمة والإحسان والريان وغيرها.
ولنا ذكر لها في قادم الأيام بإذن الله
بقلم: خليل محمود الصمادي
بلغ عدد المسلمين في هولندا أكثر من مليون نسمة وبلغ عدد المساجد فيها 550 مسجدا، أما العاصمة أمستردام ففيها أكثر من خمسين مسجدًا ما بين كبير وصغير، وبمئذنة وبغير مئذنة، حتى غدت العاصمة محاطة بالمساجد من كل جانب.
تتوزع مساجد أمستردام في أغلب أنحائها ولعل أشهرها وأحدثها جامع آية صوفيا الذي يقع غي غرب العاصمة ويبعد عن ساحة الدام مركز حوالي 2كم ركبت الدراجة وخلال عشر دقائق وقبل موعد أذان العصر بدقائق وصلت، وبينما كنت أطالع المبنى الضخم فإذا بشيخ عليه ملامح تركية يريد أن يدخل المسجد فطرحت عليه السلام وسألته إن كان يعرف العربية فابتسم وقال : أنا إمام المسجد ودرست المرحلة الثانوية في دمشق عام 1974 في مدرسة شرعية قرب باب الجابية ثم أكملت الدراسة في جامعة الأزهر بالقاهرة سبقني ورفع الأذان.
دخلت المسجد فإذا هو آية في الجمال جاء تصميمه على شكل جامع آية صوفيا الشهير بإستانبول تقوم قبته على ستة أعمدة فقط حولها حرم المسجد حوالي 200 مترًا مربعًا في الطابق العلوي ، أما الطابق الأرضي فيضم الموضئ و قاعات للدراسة وبوفيه يقدم الأطعمة والأشربة الخفيفة، كنت قد سألت الشيخ عن المساجد القريبة قبل الأذان والإقامة فأشار لي إلى مسجدين قريبين هما الغوثية والنور، فانطلقت مباشرة إلى مسجد الغوثية الذي لا يبعد عن آية صوفيا سوى 300 متر فإذا به مسجد للأفغان والباكستان، دخلته فهو في الطابق الأرضي متوسط المساحة حوالي 400 مترًا مربعًا وبه مكتبة قيمة فيها كتب عربية وأوردية وغيرها، وليس فيه إلا شخصان، انطلقت بعدها لمسجد النور القريب أيضا وهو أيضا في الطابق الأرضي وأغلب رواده من الجالية المغربية وكان في المسجد أكثر من ثلاثين مصليًّا، سرعان ما رجعت لأية صوفيا وأديت صلاة العصر معهم كنا أقل من عشرة فقط.
بعد الصلاة جلست مع الشيخ عبد الرحمن في البوفيه نتبادل أطراف الحديث مع احتساء الشاي التركي وسألته عن التعليم الإسلامي في هولندا فقال يوجد في أمستردام جامعة إسلامية، وفي روتردام أيضا جامعة أكبر؛ وهي للعلوم الإسلامية والدراسات التطبيقية والمهنية تأسست عام 1997 وتمنح الجامعة البكالوريوس والماجستير، وكما يوجد في كلا البلدتين ثانوية وإعدادية تخرّج الطلاب والطالبات المسلمين، ومن خلال حديثه تيقنت أن أفكاره قريبة من حركة النور التركية التي أسسها الشيخ سعيد النورسي رحمه الله.
لم أترك غرب أمستردام إلا بعد المرور على مسجد التوحيد الذي يبعد عن آية صوفيا 1،5 كم وهو مسجد كبير من ثلاث طوابق تعلوه مئذنة وقد كان مغلقا فلم أره من الداخل ، سألت غوغل عن أقرب مسجد فأرشدني إلى جامع الإحسان انطلقت إليه وأيضا كان مغلقا فرأيته من الخارج، لا شكَّ أنه جميلٌ.
في اليوم التالي ذهبت إلى جامع الفاتح وهو أقرب مسجد لمركز البلد ، المسجد الكبير الذي تحول من كنيسة إلى مسجد وقد كتبت عنه منشورا قبل أيام.
في اليوم التالي ذهبت إلى جامع الفاتح وهو أقرب مسجد لمركز البلد ، المسجد الكبير الذي تحول من كنيسة إلى مسجد وقد كتبت عنه منشورا قبل أيام.
في يوم الجمعة14 تموز-2023 ذهبت إلى الجامع الكبير الذي يقع في شرق أمستردام على بعد 1800 متر من سكني فوصلت قبل الصلاة بربع ساعة ورأيت أبناء الجالية المغربية يتوافدون إليه هممت بالدخول ولكنني سألت عجوزًا مغربيًّا عن أقرب مسجد من هنا ـ فهذا المسجد أعرفه من ست سنوات وأحبُّ أن أتعرف غيره ـ فدلني على مسجد قريب فانطلقت بدراجتي وخلال ثلاث دقائق كنت هناك ، وجدت بدل المسجد مسجدين !! بناء ضخم يتكون من طابقين ، وبابين باب يوصلك للأعلى وهو مسجد السلطان للجالية التركية، وباب للمسجد الأرضي للجالية المغربية، صعدت للمسجد التركي فوجدت بضع رجال والإمام يقرأ الصَّمدية كما في بعض مساجد دمشق، نزلت للمسجد المغربي المسمى جامع الفتح المبين فرأيت حوالي مئة رجل ينتظرون صعود الخطيب المنبر ، بعد خمس دقائق خطب الشيخ خطبتين في 20 دقيقة ثم جاء شاب وخطب بالهولندية، بعد الصلاة انتظرت الشيخ وسلمت عليه وسألته السؤال الذي حيرني فأجاب الشيخ خالد بآية قرآنية ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ). فقلت له من رسولٍ وليس من خطيب ، فبرر ذلك بأن الثقافة العربية تختلف عن الثقافة التركية ولكل مسجد طلاب وتدريس وبرامج تختلف بينهما، سألته عن تعليم اللغة العربية في المسجد فقال إنها تنشط يومي السبت والأحد، ودعته على أمل الالتقاء به.
في اليوم الجمعة التالية 21/7/2023 ذهبت إلى الشمال الذي يسمونه " النورد" وانطلقت بدراجتي إلى محطة القطار الرئيسة وبالقرب بها صعدت إلى العبارة مع دراجتي وخلال ثلاث دقائق وصلت للطرف الآخر من البلد وأول ما قابلني على بعد 300 متر مبنى كبير باللون الأزرق من ثلاث طوابق، تعلوه مئذنة يعلوها هلال ومكتوب عليه مسجد المحسنين، سمعت الأذان، فحدثتني نفسي أن أصلي في جامع قباء القريب منه، فلما وصلته رأيته مملوءة بالمصلين ينتظرون الخطيب والشاشة تشير إلى بدء الخطبة بعد 5 دقائق ومن خلال الوجوه شككت أن الخطبة ستكون بالصومالية المحلية لأن أغلب الرواد منهم، خرجت لمسجد المحسنين وكان الخطيب المغربي قد بدأ، لم أجد محلًا فندمت ولكن هناك من أرشدني للأعلى صعدت فإذا هي غرفة لإعداد الشاي والقهوة مدُّوها بالبسط للمتأخرين أمثالي تتسع لحوالي 20 مصليًّا، وبعد الصلاة أدينا الصلاة على جنازة مصري رحمه الله، وعلى الشرق من هذا المسجد رأيت مركزا إسلاميًّا اسمه "مركز فاكفي الإسلامي " وفي الشمال أيضا عدة مساجد هناك مثل الهدى والريان.
خلال وجودي في أمستردام علمت أن في العاصمة أكثر من خمسين مسجدًا وقد زرت أكثر من نصفها ولها أسماء لامعة مثل، الكرامة، النصر في شارع يافا (جافا) والرحمن والتوحيد والسنة والشورى وطيبة والأزرق وبدر والأمة والإحسان والريان وغيرها.
ولنا ذكر لها في قادم الأيام بإذن الله
