النوافذ المحطمة في بلادي
بقلم: أدهم إبراهيم
عندما اصطدمت سيارة بعمود الكهرباء في شارعنا في إحدى المدن الأوروبية، قامت البلدية في اليوم التالي باصلاحه، رغم أضراره الطفيفة. فتذكرت كيف أن الشوارع في بلادي مليئة بالنفايات وعلامات المرور المخربة، والأرصفة المتكسرة، والحدائق والساحات العامة المهملة.
إن ذلك يعود إلى نظرية النوافذ المحطمة أو الزجاج المكسور.
حيث اتفق علماء الاجتماع والاجرام على أن ترك الزجاج المكسور في أي مبنى دون إصلاحه يؤدي حتماً إلى تكسر بقية الشبابيك، ومن ثم سرقة ونهب ماتبقى من موجودات البناية.
لا تقتصر النظرية على النوافذ المحطمة، بل تشمل أيضاً الانقاض المتروكة، وتكدس القمامة، والشوارع المظلمة. وقد تكون البداية مشكلات بسيطة يمكن معالجتها إلا أنها تؤدي بالأخير إلى فوضى عامة، وجرائم خطيرة.
إن البيئة المنظمة والنظيفة في المجتمع تعطي الانطباع بأن هناك مراقبة وأهتمام، وبالتالي تحد من المخالفات والسلوك الاجرامي اوغير السوي.
وعلى العكس من ذلك فإن البيئة المضطربة، التي لا تتم مراقبتها أو الاهتمام بها تعطي اشارة واضحة إلى أن السلوك غير الحضاري او المخالف للنظام لايكشف عنه وبالتالي سيكون خارج الاهتمام والعقاب.
مثل النوافذ المكسورة، واهمال النظافة وفوضى المرور. الخ، وهذه ترسل إشارة إلى أنعدام المراقبة والمتابعة، وتعطي الانطباع الى ان السلوك غير السوي ممكن تقبله، ولا تتم معالجته إلا بشكل ضئيل.
وهنا تبدأ ثقافة المجتمع بالانحدار والتدهور، من خلال الأشخاص الطارئين غير المرغوب فيهم وسلوكياتهم غير السوية التي لا تلقى الردع أو الاصلاح.
فاذا ماظهر الفساد في دائرة من الدوائر ولم تتم معاقبة الفاسدين والمرتشين فسيكون هناك انطباع بالتساهل والقبول من قبل السلطات المعنية، مما يدفع إلى التقليد والانتشار على مستوى الدولة والمجتمع .
وكذلك الشأن بالنسبة للنظافة . فإذا ماتركت القمامة في مكان ما لعدة ايام دون رفعها. فان السكان سيساهمون بزيادتها فتصبح مسألة عادية غير مستهجنة طالما لم تتم معالجتها وازالتها في وقتها.
هنا يتم خلق نمط سلوكي جديد يساهم في خلخلة كيان المجتمع، ويجعل الناس يشعرون بالاحباط واليأس من أي عمل اصلاحي.
إن البيئة النظيفة والمتحضرة تسهم في تعايش اجتماعي أفضل. فتطبيق نظرية الزجاج المكسور ومعالجة المشاكل منذ بداياتها الصغيرة على جميع المرافق من دوائر وشوارع ومدارس ومستشفيات يؤدي إلى بيئة عامة سليمة تحترم الانسان من خلال الأنظمة والقوانين. وأن التساهل بالمخالفات في الشوارع والسرقات البسيطة في الدوائر والشركات يمكن أن تؤدي إلى الفساد العام الذي ينخر الدولة ويخرب المجتمع.
علينا أن ندرك جميعا أن إهمال الأخطاء الصغيرة سواء في البيت أو المدرسة أو الدائرة ستؤدي إلى خراب شامل ليس في البناء والمواد فقط بل للانسان السوي وبالتالي انحدار المجتمع. وهذا ما يحصل في بلداننا ومجتمعاتنا مع الأسف.
بقلم: أدهم إبراهيم
عندما اصطدمت سيارة بعمود الكهرباء في شارعنا في إحدى المدن الأوروبية، قامت البلدية في اليوم التالي باصلاحه، رغم أضراره الطفيفة. فتذكرت كيف أن الشوارع في بلادي مليئة بالنفايات وعلامات المرور المخربة، والأرصفة المتكسرة، والحدائق والساحات العامة المهملة.
إن ذلك يعود إلى نظرية النوافذ المحطمة أو الزجاج المكسور.
حيث اتفق علماء الاجتماع والاجرام على أن ترك الزجاج المكسور في أي مبنى دون إصلاحه يؤدي حتماً إلى تكسر بقية الشبابيك، ومن ثم سرقة ونهب ماتبقى من موجودات البناية.
لا تقتصر النظرية على النوافذ المحطمة، بل تشمل أيضاً الانقاض المتروكة، وتكدس القمامة، والشوارع المظلمة. وقد تكون البداية مشكلات بسيطة يمكن معالجتها إلا أنها تؤدي بالأخير إلى فوضى عامة، وجرائم خطيرة.
إن البيئة المنظمة والنظيفة في المجتمع تعطي الانطباع بأن هناك مراقبة وأهتمام، وبالتالي تحد من المخالفات والسلوك الاجرامي اوغير السوي.
وعلى العكس من ذلك فإن البيئة المضطربة، التي لا تتم مراقبتها أو الاهتمام بها تعطي اشارة واضحة إلى أن السلوك غير الحضاري او المخالف للنظام لايكشف عنه وبالتالي سيكون خارج الاهتمام والعقاب.
مثل النوافذ المكسورة، واهمال النظافة وفوضى المرور. الخ، وهذه ترسل إشارة إلى أنعدام المراقبة والمتابعة، وتعطي الانطباع الى ان السلوك غير السوي ممكن تقبله، ولا تتم معالجته إلا بشكل ضئيل.
وهنا تبدأ ثقافة المجتمع بالانحدار والتدهور، من خلال الأشخاص الطارئين غير المرغوب فيهم وسلوكياتهم غير السوية التي لا تلقى الردع أو الاصلاح.
فاذا ماظهر الفساد في دائرة من الدوائر ولم تتم معاقبة الفاسدين والمرتشين فسيكون هناك انطباع بالتساهل والقبول من قبل السلطات المعنية، مما يدفع إلى التقليد والانتشار على مستوى الدولة والمجتمع .
وكذلك الشأن بالنسبة للنظافة . فإذا ماتركت القمامة في مكان ما لعدة ايام دون رفعها. فان السكان سيساهمون بزيادتها فتصبح مسألة عادية غير مستهجنة طالما لم تتم معالجتها وازالتها في وقتها.
هنا يتم خلق نمط سلوكي جديد يساهم في خلخلة كيان المجتمع، ويجعل الناس يشعرون بالاحباط واليأس من أي عمل اصلاحي.
إن البيئة النظيفة والمتحضرة تسهم في تعايش اجتماعي أفضل. فتطبيق نظرية الزجاج المكسور ومعالجة المشاكل منذ بداياتها الصغيرة على جميع المرافق من دوائر وشوارع ومدارس ومستشفيات يؤدي إلى بيئة عامة سليمة تحترم الانسان من خلال الأنظمة والقوانين. وأن التساهل بالمخالفات في الشوارع والسرقات البسيطة في الدوائر والشركات يمكن أن تؤدي إلى الفساد العام الذي ينخر الدولة ويخرب المجتمع.
علينا أن ندرك جميعا أن إهمال الأخطاء الصغيرة سواء في البيت أو المدرسة أو الدائرة ستؤدي إلى خراب شامل ليس في البناء والمواد فقط بل للانسان السوي وبالتالي انحدار المجتمع. وهذا ما يحصل في بلداننا ومجتمعاتنا مع الأسف.