جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شعر /

عُدتَ يا يوم مولدي

تاريخ النشر : 2023-08-03

خ- خ+

من أدب المهجر

(عُدتَ يا يوم مولدي)

شعر: بدل رفو

غراتس النمسا

دمعٌ تُبعثرهُ الرياحُ

على تلال أحزان ماضٍ

يودعنا بأشلاءٍ ممزقةٍ

وبسرجٍ مهترئ لجوادٍ أصيل..

ماضٍ يطلقُ سهاماً صوب قلوبنا

على مرأى من الشعراء المُزيفين وصَمتهم

بلغةٍ ملأت ليالي الغربة

اغانٍ حزينة.. !!

عُدتَ يا يوم مولدي..

لتقطف ورود خريف العمر..

لتطفئ سِراج الشوق للبدايات..

لتبتر جُذور الحنين لطفولة الموصل وزقاقاتها

وأنا أضربُ الارض جرياً

وسياحة في (سينما السندباد)** والافلام الهندية.. !!

***       ***

عُدتَ يا يوم مولدي..

يا اُنشودة الوَجعِ وبقايا عُطرٍ

في ذاكرةٍ شاخت وهي تئنُّ

من وحشة الوحدة ..

من خرافات البطولات وملاحم الاجداد..

من مرآة عصرٍ تُلملمُ اشتهاءات الروح ،

والرقص بنهودِ زمنٍ كسيح ،

وأنا.. احتفالية يوم مولدي

في مشارق ومغارب الأرض ومتاهاتها..

اغنيةٌ حائرة وربيعٌ من دون نرجس ،

وأغاني الكورد والجبل أصبحت سكرةً للروح

في دروب الزمن والعمر وفوضى الجنون

عبر كل العصور.. !!

***      ***

عُدت يا يوم مولدي..

لتُروضَ وحشة غربتي ووحدتي الأزلية

بأناشيد الصبح وخيالات أوطانٍ تحلم بهم..

لتضئ الظلام شهداً رغم الأنين ونواح الأيام ..

واصدق الكلام يغني لليلاك ..

وروحك مسكونة للانسان بالسلام

وسط الفوضى والطعنات والزحام.. !!

***     ***

عُدت يا يوم مولدي ..

لتحتفي بسنوات عمرٍ

بعثرتها الريح ما بين الموانئ والاوطان والجبال..

عُدت لتكشف عن وجه الدنيا

وعن حكاية طائر مهاجر

يندبُ حظهُ التعيس في ملامح الدنيا.. !!

***      ***

عُدت يا يوم مولدي ..

تطرق بيبان ذاكرتي..

توقدُ جمرات أوجاع سنواتي ..

تشاكسُ حكايات عشقٍ عشتها ..

لم أكترث لطعنات العابرين

ولا بشهواتِ الليالي ،

سرتُ بالوطنِ صوب الدنيا..

والوطنُ قادني صوب المجهول..!

عُدتَ يا يوم مولدي ..

لنمشي معا ..في طرقات بعيدة

في احتفالية الانسان

وجنون المكان.. !!

هوامش: اسم القصيدة:

(عُدت يا يوم مولدي ) هو في الأصل عنوان اغنية من ألحان واداء الفنان فريد الاطرش ومن كلمات الشاعر كامل الشناوي..وقد ظهرت الاغنية في فلم (يوم بلا غد) من بطولة فريد الاطرش ومريم فخرالدين وعرض عام 1962 .

سينما السندباد** سينما في الموصل مقابل حديقة الشهداء كنت أتردد عليها كثيرا لمشاهدة الافلام الهندية نهاية السبعينيات.

كتبت هذه القصيدة يوم 283 بمناسبة عيد ميلادي والذي يصادف 18960 .