
كان لنا بيت
شعر: معاذ أحمد العالم
كان لنا بيت وكانت لنا حديقة
وشجرة تين ودالية وعريشة أنيقة
وفلة تنشر عبيرها يعطر السّاح
مع أول نسمة تهب في الصباح
ومرجوحة تدلت من تلكم التينة
تضمنا كما تضم الطفل أمه الحنونة
كانت لنا ملعبا في الليل والنهار
لا شيء يعنينا ونحن أطفال صغار
كنا نسابق الشمس للحقل مسرعين
لنجمع عناقيد العنب ونقطف التين
نزور مقثاة أبي تحيطها الأشجار
نُحضر منها غداءنا وزوادة للدار
نحلب الشياه لنصنع جبنا ولبن
نطفيء به جوعنا ونقهر الوهن
وحال ارتفاع الشمس ساعة الظهيرة
يستقبلنا النبع في البركة الصغيرة
نقضي بها الساعات نلهو في المياه
عما يدور حولنا الكل منا لاه
نعود للكرم وقد لاحت العناقيد
نختار منها أطيبها ونقطف المزيد
وقيلولة قصيرة تحت شجرة الخرّوب
نرتاح في ظلالها قبل ساعة الغروب
وقبل عودتنا للدار نملأ السلال
بالعنب والتين وبعدها نودع التلال
نؤوب إلى الدار في حضنها نرتاح
بين أهلنا نلهو باللعب والمزاح
حياتنا كانت بسيطة لكنها جميلة
أرض تجود بالخير ودوحة ظليلة
من خيرها نعيش ونحمد الكريم
على نعمه الكثيرة والخير المستديم
وفجأة هبت علينا ريح من الغرب
قطيع من الوحوش سدّ علينا الدرب
حرقوا الأزهار والديار وقطعوا التينة
فأصبحت من بعدها مرجوحتنا حزينة
وبكت العريشة وناحت بعدها الأزهار
وانهدّت الأفراح وطاف الخوف بالدار
وشكى النبع همّه إذ فارق الأحباب
ولف الساحة السكون وأقفلت الأبواب
وسرنا إلى المجهول ننقب في البلاد
لا مال في الجيوب ولا ماء وزاد
وطوتنا الأيام فأصبحت حياتنا مُرّة
صباحنا يأس وعند عشاءنا الحسرة
نطوف في البلاد نفتش عن هوية
ولقمة عيش كريمة وعيشة هنية
نهارنا ليل وليلنا صار كالنهار
نعيش على الذكرى للأرض والديار
أحلامنا صارت كوابيسا تغتال نومنا
وعلى الأسى صرنا نعيش يومنا
نحلم بالعودة نحصي لها الأيام
لنعيد لها مجدها ونبدد الظلام
وترفرف الرايات في الأقصى الأسير
وتصدح المآدن بالذكر والتهليل والتكبير
وتعود فلسطين لابنها عروسا جميلة
ليرتاح في حضنها بعد الرحلة الطويلة
شعر: معاذ أحمد العالم
كان لنا بيت وكانت لنا حديقة
وشجرة تين ودالية وعريشة أنيقة
وفلة تنشر عبيرها يعطر السّاح
مع أول نسمة تهب في الصباح
ومرجوحة تدلت من تلكم التينة
تضمنا كما تضم الطفل أمه الحنونة
كانت لنا ملعبا في الليل والنهار
لا شيء يعنينا ونحن أطفال صغار
كنا نسابق الشمس للحقل مسرعين
لنجمع عناقيد العنب ونقطف التين
نزور مقثاة أبي تحيطها الأشجار
نُحضر منها غداءنا وزوادة للدار
نحلب الشياه لنصنع جبنا ولبن
نطفيء به جوعنا ونقهر الوهن
وحال ارتفاع الشمس ساعة الظهيرة
يستقبلنا النبع في البركة الصغيرة
نقضي بها الساعات نلهو في المياه
عما يدور حولنا الكل منا لاه
نعود للكرم وقد لاحت العناقيد
نختار منها أطيبها ونقطف المزيد
وقيلولة قصيرة تحت شجرة الخرّوب
نرتاح في ظلالها قبل ساعة الغروب
وقبل عودتنا للدار نملأ السلال
بالعنب والتين وبعدها نودع التلال
نؤوب إلى الدار في حضنها نرتاح
بين أهلنا نلهو باللعب والمزاح
حياتنا كانت بسيطة لكنها جميلة
أرض تجود بالخير ودوحة ظليلة
من خيرها نعيش ونحمد الكريم
على نعمه الكثيرة والخير المستديم
وفجأة هبت علينا ريح من الغرب
قطيع من الوحوش سدّ علينا الدرب
حرقوا الأزهار والديار وقطعوا التينة
فأصبحت من بعدها مرجوحتنا حزينة
وبكت العريشة وناحت بعدها الأزهار
وانهدّت الأفراح وطاف الخوف بالدار
وشكى النبع همّه إذ فارق الأحباب
ولف الساحة السكون وأقفلت الأبواب
وسرنا إلى المجهول ننقب في البلاد
لا مال في الجيوب ولا ماء وزاد
وطوتنا الأيام فأصبحت حياتنا مُرّة
صباحنا يأس وعند عشاءنا الحسرة
نطوف في البلاد نفتش عن هوية
ولقمة عيش كريمة وعيشة هنية
نهارنا ليل وليلنا صار كالنهار
نعيش على الذكرى للأرض والديار
أحلامنا صارت كوابيسا تغتال نومنا
وعلى الأسى صرنا نعيش يومنا
نحلم بالعودة نحصي لها الأيام
لنعيد لها مجدها ونبدد الظلام
وترفرف الرايات في الأقصى الأسير
وتصدح المآدن بالذكر والتهليل والتكبير
وتعود فلسطين لابنها عروسا جميلة
ليرتاح في حضنها بعد الرحلة الطويلة