الأخبار
تفاصيل اتصال هاتفي بين ويتكوف ووزير الخارجية المصري بشأن الصفقة المرتقبة في غزة"العفو الدولية": إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في غزةلبنان: جيش الاحتلال يتسلل إلى بلدة كفركلا ويفجر منزلاًتحقيق لـ(الغارديان) ينشر معلومات مروّعة عن القنبلة التي استخدمها الاحتلال في قصف كافتيريا "الباقة"طائرة غامضة في سماء إيران: مسيّرة إسرائيلية غير معروفة تُسقطها الدفاعات الجوية قرب كاشان"العليا الإسرائيلية" تصدر قراراً بتجميد هدم 104 مبانٍ في مخيم طولكرمالمجلس الوطني: دعوة تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة تطور بالغ الخطورة وتوجه عدوانيما الهدف من تدشين السعودية أول سرية من منظومة "ثاد" الأميركية؟الأمم المتحدة: 97% من النازحين بقطاع غزة ينامون في أماكن مفتوحةبن غفير: لن أسمح بتمرير صفقة متهورة وإدخال المساعدات خطأ كبيرالكويت تدين تصريحات إسرائيلية تدعو لتوسيع نطاق الاحتلال في الضفة الغربية(القناة 15) الإسرائيلية: تغيُّر بارز بموقف إسرائيل ضمن المقترح الجديد لوقف إطلاق الناروزير إسرائيلي: نضوج سياسي يدفع نحو صفقة تبادل الأسرىمستوطنون يقتحمون الأقصى بحماية مشددة من شرطة الاحتلالالصحة العالمية: النظام الصحي بغزة يواجه خطر التوقف التام
2025/7/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عندما تُلعلعُ الزغاريد

تاريخ النشر : 2023-07-29
عندما تُلعلعُ الزغاريد

منجد صالح

عندما تُلعلعُ الزغاريد

بقلم: السفير منجد صالح - كاتب ودبلوماسي فلسطيني           

أعراسنا الفلسطينية هي مُكوّن أساسي من تراثنا من ثقافتنا من فرحتنا من ايامنا وليالينا، نقتنصها حتى من بين انياب الليث، نبحث عنها بين ازهار جبال فلسطين، بين ازهار الزنبق والاقحوان والريحان والقرنفل البلدي عبق الرائحة.  

في سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم، كانت الأعراس الشعبية في القرى والأرياف الفلسطينية تستمر اسبوعا أو يزيد، تتخللها الافراح والليالي الملاح ودبكة الرجال على "ركح" البيادر الفسيحة، برائحة بقايا قش القمح والعدس، على ضوء نجمات درب التبّانات التي تُزيّن سماء فلسطين في الليالي الصافية المقمرة الدافئة وقت الحصاد.

أما النساء فكانت تلفّ وتدور برتابة وترتيب في حلقات الرقص الشعبي باثوابهن الثراثية الفلسطينية الجميلة منذ كنعان وحتى شعب الارص المقدّسة المباركة التي باركنا حولها. تنطلق حناجرهن وتصدح بالاغاني والاهازيج الشعبية: " يا حبيل لولو قش مابلولو. واحنا الكفلاويّات في الكاس ما ننداس".

وتشق عنان السماء زغاريدهن المضطردة عالية الترددات متسقة الايقاع، فتهتز البيادر من قوة وقع نغمة هذه الزغاريد وتبدو النساء وكأنّهن كروانات تغنّي على افنان خضراء.

ويردّ الرجال بحماس بضربات اقداهم في دبكة "الطيّارة" وعلى انغام عزف "الشبّابه" فتخالهم فعلا يطيرون امتارا على البيادر، على ترددات صوت العجاوي النبيه الفصيح يرتجل الشعر والزجل و"حوبس يابو ميّالة حوبس ردّ الخيالة، من عادانا لنعاديه وبالبارود نشنّع بيه، وكركز يا حليليّا عالشمال وماليّا حاميا ابو الشباب خيّال المُهرة الاصيلة".

حفّزني وفتح شهيّتي ودفعني قُدما إلى الامام للخوض في برّ ومياه الود والحب والانسجام ما جرى ويجري في الاسبوعين الاخيرين من افراح اعراس في عائلتنا الممتدة من كفل حارس وإلى سلفيت ورام الله وحتى جنين.

يوم الجمعة الماضية كنّا على موعد في ربوع مدينة جنين مع "حفل حنّاء هديل"، ابنة شقيقتي فاطمة، حيث يقطنون في جنين.

هديل ربما اخذت كثيرا من اسمها "هدبل الحمامة" فهي كاليمامة الحانية رقة وجمالا وفصاحة وادبا. انهت دراسة طب الاسنان من الجامعة الامريكية في جنين وهي تعمل الآن طبيبة اسنان "شاطرة". خُطبت قبل عامين مع زميلها طبيب الاسنان الشاب المهذّب محمد الريماوي، من بيت ريما قضاء رام الله ويملك عيادة اسنان في بلدة دير السودان،مسقط رأس الزميل مراد السوداني، الامين العام للاتحاد العام للكتاب والادباء الفلسطينيين.

هديل ومحمد الريماوي سيتزوّجان بيمن الله وبركته ومشيئته يوم الجمعة القادمة في صالة افراح في بيت ريما مسقط رأس العريس، وستخرج العروس هديل ان شاء الله برفقة الجاهة الكريمة إلى بيت ريما من بيت خالها السفير منجد صالح الكائن في شارع الشجر في رام الله.

أمّا يوم أمس، يوم الجمعة فقد كنّا افراد العائلة جميعها ومع عموم أهالي بلدة كفل حارس، بلدة الانبياء والشهداء والزيتون،ومع الاصدقاء والاحبّاء والانسباء، على موعد جميل مهيب رخيم عميم بهيج، حفلة عرس الشاب المهذّب محمد، ابن شقيقتي نعمة، مديرة المدرسة المُخضرمة، على الآنسة اللطيفة عزّة زهد من مدينة سلفيت.

كان حفلا بديعا تخللته الاغاني الشعبية ودبكة " الدحّية" الشعبية الفلسطينية. كان محمد العريس ككصعة عسل تحيط بها آلاف النحلات المزهوّات المتحرّكات دبكة ونطّا وفرحا.

جدير بالذكر أيضا أن حفلة حنّاء العروس عزّة، استاذة الرياضة، كانت جرت قبل اسبوعين في صالات سلفيت الكبرى في مدينة سلفيت مسقط رأسها.

جدير بالذكر والتنويه أيضا والقول والاستزادة من الشعر بيتا أو بيتين أو ثلاثة، في هذا المقام والمجال والصدد، أنّ سيّدة وآنسة تألقتا أيّما تألق في هذه الحفلات: " الاولى شقيقتي أم العريس محمد وحماة أو خالة العروس عزّة، التي بدت بثوبها الطويل الجميل وكأنها تنافس الشابات الصغيرات جمالا وأناقة وشبابا، مع انها جدّة لعدة احفاد.

أما الثانية فهي الآنسة الرقيقة طويلة القدّ والبنان، ابنتي الحبيبة كارمن بثوبها الفلسطيني التراثي الجميل في حفلة الحنّاء وتوبها الاحمر الطويل الانيق الذي زيّنها ليلة العرس أمس، بل قل أن قدّها الفارع وجمالها الهادئ هو الذي زيّن ثوبها الاحمر فزاده جمالا على جمال.

ابنتي وحبيبتي التي اعطيتها حين مولدها اسما اندلسيّا كارمن، قادما من عبق مجد الاندلس،من مدينة غرناطة، فهي تُسمّى "مدينة الكارمينات"، وكارمن أو الكارمن هي الزهرة، الوردة المُعلّقة في الحديقة الاندلسية.

دامت الافراح في دياركم وديارنا العامرة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف