
رواية عميان بافيا السبعمئة
بقلم: مروة مصطفى حسونة
قرأت رواية " عميان بافيا السبعمئة للكاتب الكاميروني / موت لون، والتي قامت بترجمتها المترجمة / بسنت عادل فؤاد الحاصلة علي جائزة الدولة التشجيعية في الترجمة هذا العام. صدرت الرواية عن دار صفصافة للنشر.
كنت أنوي أن أقسم قراءتها على عدة أيام؛ لكنني في الحقيقة انتهيت من قراءتها في جلسة واحدة رغم كبر حجمها، وذلك لأنها حقا تأخذك رغما عنك في عالم آخر لا تعرفه. فهي تتناول جزء من العالم الأفريقي الذي لم أكن أعلم عنه شيئا.
تدور أحداث الرواية حول أحداث مؤلمة حدثت عام ١٩٢٩ عندما تولي الدكتور جاموت رئاسة البعثة الطبية الدائمة لمكافحة مرض الموت في بافيا بالكاميرون، فيحدث خطأ طبي من أحد أطباء الوحدة الطبية للقوات الاستعمارية في الكاميرون ويبدأ السكان الأصليون في فقد أبصارهم حتي يصل العدد إلى سبعمائة. وكمحاولة لتهدئة الموقف، يتم إرسال الطبيبة داميان إلى قلب الحدث. وتعيش عزيزي القارئ مع البطلة أحداث ومغامرات تحبس فيها أنفاسك حتى تنتهي من قراءة الرواية.
الرواية تناولت العديد من الموضوعات التي تخص العادات الأفريقية مثل السحر والتمرد والنزاع بين القبائل، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على مرض النوم الذي تسببه ذبابة تسي تسي. كل هذه الموضوعات صاغها الكاتب ببراعة.
على الجانب الآخر تلفت النظر إلى مشكلة الجهل، و بات ذلك جليا عندما أوضح الكاتب المعاناة التي مرت بها البعثة الطبية مع العادات والتخاريف التي تسيطر على عقول السكان الأصليين. فقد كان السكان الأصليون يعتقدون أن سحب عينة الدم الذي يقوم به الأطباء لعمل التحاليل اللازمة ما هو إلا نوع من السحر.
في الحقيقة الرواية لا توفر لك متعة القراءة والترفيه فقط، بل تتعدي ذلك في أنها تجعلك تتمتع بالحصول على معلومات عن ثقافة مختلفة.
في هذه الرواية تتعرف على طعامهم ( أكل الجنادب والبراعم ) ورقصاتهم وعاداتهم فيما يخص الزواج ومساكنهم وعدم حرصهم على الوقت وهوسهم بالأساطير.
خلاصة القول هي مغامرة محفوفة بالمخاطر، يغلفها عنصر التشويق، وتثير لديك العديد من التساؤلات.
بقلم: مروة مصطفى حسونة
قرأت رواية " عميان بافيا السبعمئة للكاتب الكاميروني / موت لون، والتي قامت بترجمتها المترجمة / بسنت عادل فؤاد الحاصلة علي جائزة الدولة التشجيعية في الترجمة هذا العام. صدرت الرواية عن دار صفصافة للنشر.
كنت أنوي أن أقسم قراءتها على عدة أيام؛ لكنني في الحقيقة انتهيت من قراءتها في جلسة واحدة رغم كبر حجمها، وذلك لأنها حقا تأخذك رغما عنك في عالم آخر لا تعرفه. فهي تتناول جزء من العالم الأفريقي الذي لم أكن أعلم عنه شيئا.
تدور أحداث الرواية حول أحداث مؤلمة حدثت عام ١٩٢٩ عندما تولي الدكتور جاموت رئاسة البعثة الطبية الدائمة لمكافحة مرض الموت في بافيا بالكاميرون، فيحدث خطأ طبي من أحد أطباء الوحدة الطبية للقوات الاستعمارية في الكاميرون ويبدأ السكان الأصليون في فقد أبصارهم حتي يصل العدد إلى سبعمائة. وكمحاولة لتهدئة الموقف، يتم إرسال الطبيبة داميان إلى قلب الحدث. وتعيش عزيزي القارئ مع البطلة أحداث ومغامرات تحبس فيها أنفاسك حتى تنتهي من قراءة الرواية.
الرواية تناولت العديد من الموضوعات التي تخص العادات الأفريقية مثل السحر والتمرد والنزاع بين القبائل، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على مرض النوم الذي تسببه ذبابة تسي تسي. كل هذه الموضوعات صاغها الكاتب ببراعة.
على الجانب الآخر تلفت النظر إلى مشكلة الجهل، و بات ذلك جليا عندما أوضح الكاتب المعاناة التي مرت بها البعثة الطبية مع العادات والتخاريف التي تسيطر على عقول السكان الأصليين. فقد كان السكان الأصليون يعتقدون أن سحب عينة الدم الذي يقوم به الأطباء لعمل التحاليل اللازمة ما هو إلا نوع من السحر.
في الحقيقة الرواية لا توفر لك متعة القراءة والترفيه فقط، بل تتعدي ذلك في أنها تجعلك تتمتع بالحصول على معلومات عن ثقافة مختلفة.
في هذه الرواية تتعرف على طعامهم ( أكل الجنادب والبراعم ) ورقصاتهم وعاداتهم فيما يخص الزواج ومساكنهم وعدم حرصهم على الوقت وهوسهم بالأساطير.
خلاصة القول هي مغامرة محفوفة بالمخاطر، يغلفها عنصر التشويق، وتثير لديك العديد من التساؤلات.