الأخبار
(هيئة البث الإسرائيلية): التعديلات المقترحة في رد حماس تشكّل تحدياً لقادة إسرائيلشهداء وجرحى في سلسلة غارات للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزة
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل أضاعت أوكرانيا فرصة تمرد قائد قوات فاغنر؟

تاريخ النشر : 2023-07-10
هل أضاعت أوكرانيا فرصة تمرد قائد قوات فاغنر؟

واصف عريقات

هل أضاعت أوكرانيا فرصة تمرد قائد قوات فاغنر؟

بقلم: واصف عريقات - خبير ومحلل عسكري
 
كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن الهجوم المضاد الأوكراني ضد القوات الروسية في اقليم الدونباس الذي تم الاعداد له بعناية وبتشجيع ودعم كامل من الولايات المتحدة الامريكية ودول حلف الناتو ، وعلى الرغم من الغموض الذي احاط بتنفيذ هذا الهجوم الا أن التسريبات الاستخبارية والاعلامية تقول انه بدأ في الثامن من حزيران الحالي دون الاعلان عنه ، تبين فيما بعد أن سبب الغموض يعود لعدم تحقيق هذا الهجوم مبتغاه من الاهداف التي وضعت لها. وهذا تفسير لما قاله سيرهي كوزان، الشريك المؤسس ورئيس مركز التعاون والأمن الأوكراني ، لبي بي سي: "نشهد الآن ما يسمى بـ" مرحلة الاستطلاع القتالي "على طول الجبهة".
 
كما جاء في صحيفة وول ستريت جورنال في ١٧ حزيران الجاري "أن القوات الاوكرانية أوقفت في الغالب تقدمها في الأيام الاخيرة بهدف إعادة فحص التكتيكات الحربية"، ويعود ذلك لتنبه القوات الروسية وتوقعها لمثل هذا الهجوم وأخذها كامل الحيطة والحذر والتدابير الاحترازية بما فيه تعزيز المواقع الدفاعية، وهذا مفهوم من الناحية العسكرية، لكن من غير المفهوم ان تحجم القوات الاوكرانية عن الهجوم في ميدان القتال وقد جاءت اللقمة عند الفم كما يقال بالعامية حين انسحبت قوات فاغنر من ارض المعركة واحدثت فراغا واتجهت نحو الداخل الروسي وسيطرت على اقليم روستوف ومقاطعة فورونيج وسيطر قائدها يفجيني بريغوجين وأتباعه على مركز قيادة المنطقة الجنوبية، وسيطروا على المنشآت العسكرية في روستوف، بما فيها المطار العسكري.

وتوجهوا نحو موسكو واصبحوا على بعد مائتي كيلومتر من العاصمة، ما أدى الى استنفار واستنزاف الجيش الروسي باذرعه الثلاث برا وبحرا وجوا وانشغلت القيادة الروسية ووزارة الدفاع وهيئة الاركان بمعالجة التمرد المسلح، واصاب الشعب الروسي كله حالة من القلق على مصير البلاد، وتعطلت بعض الطرق الرئيسية ، وتم إغلاق الطريق السريع "إم 4" الذي يربط موسكو بالمقاطعات الجنوبية على مسافة 400 كيلومتر جنوب العاصمة.

انعكس كل ذلك سلبا على القوات الروسية المقاتلة على الجبهة الاوكرانية وهي اكثر المتضررين في حال لو وقع الصدام الداخلي حيث ستتوقف امداداتها اللوجستية وتزويد الذخائر والمواد التموينية وفقدانها لاسلحة الاسناد من طائرات حربية وهليكوبترات ومسيرات ومدفعية وصواريخ بعيدة المدى اضافة الى التأثير النفسي والمعنوي الذي خلفه اخلاء هذه القوات لمواقعها القتالية. وهذا الارباك الروسي استمر ٣٦ ساعة ، ولم تحرك القوات الاوكرانية ساكنا رغم تهيأ الظروف المؤاتية لاستئناف الهجوم المضاد ، وبدلا من انتهاز الفرصة ورفع التوصيات الميدانية للجيش باستثمارها وتحريك القوات وأخذ زمام المبادرة وتغيير المشهد في ساحة المعركة اقتصر دور الاستخبارات العسكرية الأوكرانية على التوصيف بأن ما يجري في روسيا نتيجة صراع على السلطة وللحرب على أوكرانيا.
 
مرور ٣٦ ساعة دون تحرك يعكس عدم جاهزية الجيش الاوكراني لاستئناف الهجوم المضاد حاضرا وفي المستقبل القريب ويدل على حجم الاحباط المعنوي عند الجيش الاوكراني وهو سبب اضاعتهم للفرصة . وهذا ما كان قد صرح فيه الجنرال الامريكي المتقاعد باري ماكافري لقناة MSNBC الامريكية في ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٢ أن اوكرانيا لن تكون قادرة على تحقيق الانتصار وهي تقف في موقف دفاع. ومثله صرح الجنرال الامريكي المتقاعد مارك هيرتلنغ ل CNN في ١٠ حزيران ٢٠٢٣ وقال لن نرى فوز اوكرانيا بالحرب في عام ٢٠٢٣.

ولم يقتصر الضعف وقلة الحيلة على الاوكرانيين وحدهم فقد تكشفت معهم ايضا الولايات المتحدة الامريكية ودول حلف الناتو الذين ارتبكوا اكثر من الروس واقتصرت اجراءاتهم على مراقبة الوضع عن كثب ومتابعة ما يقال عبر وسائل الاعلام الروسية وتحويره ليخدم مصالحهم، وادامة الاتصال والتواصل والتشاور فيما بينهم دون اي اجراء. وأهم ما قامت به اجهزتهم الامنية والاستخبارية ان اعترفت بانها استشعرت بان قوات فاغنر تعد للتمرد.

رئيس لجنة الشؤون الدفاعية في مجلس العموم البريطاني وهو الوحيد الذي قال إن ما يجري فرصة كبيرة لأوكرانيا لاستغلال ما وصفها بحالة التمرد والفوضى في روسيا.

ومن المتعارف عليه أن اقتناص الفرص استراتيجية الناجحين .
"ويقول المثل : "الفرصة التي تفوتك لا تعوض، ولا تأتي الفرصة مرتين".
 
خلاصة القول أن هذه اللا مواقف عبارة عن معلومات استخبارية ذات قيمة كبيرة للمؤسسة العسكرية الروسية، وستبني عليها خططها العسكرية القادمة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف