جمالُ القريض

جمالُ القريض

بقلم: عمر بلقاضي - الجزائر

***

جَمالُ القَرِيضِ كَقَطْرِ النَّدَى

إذا كانَ يَرسُم ُدَرْبَ الهُدَى

حُروفٌ ولكنْ تُنِيرُ الرُّؤَى

بإشعاعِها يَسْتنِيرُ المَدَى

قَصيدُ العُروبةِ يُذْكِي السَّنَا

ويُحيِي النُّفوسَ بِرَجْعِ الصَّدَى

سلامٌ لشعرٍ سَليمِ البُنَى

يَبُثُّ الإباءَ لصَدِّ العِدَى

أصيلٌ حكيمٌ يَصونُ الحِمَى

بِبعْثِ السَّلامِ وبعْثِ الفِدَا

وإنْ عَزَّ رأيٌ زمانَ الأسَى

أتى يَستحِثُّ الهَنَا مُرْشِدَا

فكمْ يُسعِفُ النَّاسَ في ضِيقهِمْ

ويفتحُ ما قد بَدَا مُوصَدَا

قَصيدُ العُروبة ِفي أصلِهِ

يَهُزُّ النُّفوسَ إذا غرَّدَا

بِأنغامِهِ السَّاحراتِ الّتِي

تَسُرُّ القلوبَ كَطيرٍ شَدَا

ألا إنَّنا في زمانِ الجَفَا

غدَا الشِّعرُ في الغَيِّ مُستشْهِدَا

فَسقْياً لمنْ يَستعيدُ السَّناَ

إلى الشِّعرِ في قَصْدِهِ مُنجِدَا

قَريضُ المكارم ِفي فَضْلهِ

كحُرٍّ تَقِيٍّ بَنَى مَسجِدَا

جميلٌ أصيلٌ يُغذِّي النُّهَى

إذا طابَ في نَظمِهِ مَقْصدَا