الأخبار
رابطة الدوري الإسباني تعلن مواعيد الجولة الأولى من الموسم الجديدكم بلغت أرباح الهلال بعد وداع مونديال الأندية؟نجوم الرياضة يودعون ديوغو جوتا في مراسم مهيبة وأجواء حزينةلماذا تظهر الآن بوادر صفقة بين حماس وإسرائيل؟ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.338الرئيس الأمريكي.. وتحدي القضاء الإسرائيليتأثير العوامل النفسية على البشرةالاحتلال يقتحم عناتا وضاحية السلام ويخرب منازل وممتلكات المواطنينبرنامج الأغذية العالمي: سكان غزة يواجهون مستويات حادة من الجوعإعلام بريطاني: ماكرون سيضغط على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطينالرئاسة التركية تنفي مزاعم تصدير بضائع لإسرائيل بقيمة 393.7 مليون دولارالأمم المتحدة: مقتل 613 شخصاً قرب مراكز الإغاثة في غزة خلال شهراستشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين في قصف الاحتلال جنوب لبنان(كابينت) الاحتلال يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل المُرتقبةترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

محمود العالول رجل العمل والمواقف البطولية

تاريخ النشر : 2023-07-08
محمود العالول رجل العمل والمواقف البطولية

رامي الغف

محمود العالول رجل العمل والمواقف البطولية

بقلم: رامي الغف - إعلامي وباحث سياسي

القيادي المخلص هو من يؤمن بأن المنصب مسؤولية وأنه تكليف وليس تشريف، والقيادي المحنك هو الذي لا يتعامل بالراهن وحده إنما من تنظر عيناه وفكره إلى المستقبل، وما يحمل من إمكانات ومن معوقات ومن مصادفات، والقيادي الحكيم هو من يوقن بان الجماهير قد يقتاتون على الوعود والشعارات ردحاً من الزمن، ولكن يأتي يوم لا يصدقون فيه وعداً، ولا يأخذون الكلمات بالاعتبار، فهم يصبرون لكنهم في النتيجة يحاسبون على النتائج الملموسة وليس على الوعود، والقيادي الحكيم هو من لا يأخذه الغرور بالتصفيق والهتاف، وهو الذي لا يغتر بقوته بالمنصب أو بالعائلة، وهو الذي لا يعتمد بان لديه من المليشيات ما يحميه كلا ولا الجبال الشامخات بوسعها أن ترد الأذى أو الموت عنه، والقيادي الحكيم هو الذي لا يتعامل على أساس حالة الضعف والوهن عند الطرف الآخر فيتعالى عليه، وينسى عونه فيما مضى، ويتنكر للروابط التي رسمتها الطبيعة واقرها الله، والقيادي الحكيم هو الذي لا يرسم أهدافه على أساس أن الفوضى والاضطراب سائدتان في وقت بعينه فكل فوضى زائلة، وكل اضطراب ينتهي ذلك لأن الإنسان بطبعه مجبول على حب الاستقرار، وأن حياته لا تزدهر إلا في ظل الأمن والسلام والحب والوئام، والقيادي الحكيم هو الذي يعرف ما يمكن أن يتحقق من أهدافه وما هو مستحيل التحقيق.
 
نعلم جميعا أن القيادة الرشيدة لها الدور الأكبر في توجيه المجتمع، حيث إنها القادرة على تعبئة طاقات المجتمع وتوجيهها إلى ما فيه خير العباد والبلاد والخير والفضيلة والبناء، فلا يمكن بكل حال من الأحوال أن نكتفي بقيادة تدير المجتمع بإمكاناته المادية والمعنوية، بل لابد لها أن تضيف إمكانات جديدة لا تأتي ألا بتفجير طاقات الجماهير ومخزونها الفكري والثقافي والتعبوي، وهذا يتطلب منا ان نرسم ملامح الشخصية القيادية المؤمنة الصابرة المجاهدة المؤمنة بحتمية النصر والتي تنذر النفس في سبيل وحدة الجماهير والوطن وصيانة مقدساتها وحماية ثوابتها، ومن اجل ذلك لابد من استقامة المجتمع ومعرفته بمصالحه وقيادته الحقيقية، ومن دون تجسيد القيادة للمثل الأعلى بالإيثار والتفوق، والقدرة على الصمود أمام الأهواء والميول الذاتية والرغبات، وأمام تحديات مراكز القوى الداخلية وتهديدات القوى الخارجية، من دون ذلك تذوب هذه القيادة في التيارات الداخلية الفاسدة، والتيارات الخارجية الطامعة، وتصبح كالقيادات الفاشلة القائمة حاليا في الكثير من الأوطان.
 
قبل كل شيء لابد أن نعرف أن القيادة الحكيمة هي قيادة القلوب وليست قيادة الأبدان، وهي قيادة الرضا وليست قيادة التسلط، هي قيادة التسليم والحب وليست قيادة الأمر الواقع، وبدون أيجاد حالة الرضا التي تشكل أرضية القيادة في المجتمع، يستحيل إيجاد الحالة القيادية في قمة الهرم القيادي، أو القائد الأعلى لهذه الجماهير والمتأمل لشخصية القائد محمود العالول (أبو جهاد) يجدها شخصية قيادية بامتياز، فقد رسخت ملامح القيادة في شخصه وفي سلوكه قولا وفعلا، ومن خلال اتصافه وما يحمل من سمات رجل الدولة وقائد المسيرة ومفجر الطاقات والنموذج الصالح الذي يحتذي به، وملامح الشخصية القيادية التي لابد لها أن تقود هذه الجماهير إلى بر الأمان.

وباستقراء بسيط لهذه الشخصية القيادية لابد لنا أن نقف ونحلل صفات هذه المرحلة ومن يصلح لها وأهلا لقيادتها والمتعمق في تشخيصه يكتشف وبسهولة ان القائد محمود العالول هو رجل المرحلة ولا بديل عنه لان المرحلة بحاجة إلى من يستطيع تشخيص الصواب وفرزه عن الدخيل والمغلوط والمنحرف بمسيرة الشعوب التي تواجه التحديات الجسام وكما يمر اليوم وطننا الحبيب.
 
منذ اليوم الأول لانتخابه نائبا لرئيس حركه فتح وقائدا للجماهير الفلسطينية، تبنى أبو جهاد العالول ثوابت وغايات مهمة على الصعيد التنظيمي والمؤسساتي في بناء المعادلة الفلسطينية الجديدة التي تعبر عن هموم المواطن الفلسطيني التي سببها الاحتلال الصهيوني، فامتلاكه رؤية عميقة للواقع السياسي والإحداث الجارية في الوطن والمنطقة، والقابلية على متابعة الأمور والإحداث بأدق تفاصيلها وجزئياتها ودقائقها وربطها مع بعضها البعض وحدس المتوقع واستنباط النتائج والإفرازات المتنوعة والمتعددة، والنظر إلى جميع ذلك من عدة اتجاهات ومستويات وبعين ثاقبة لا تخلط بين الأبيض والأسود ولا تتوهم في تحليل الحوادث وتفكيكها، هذه الميزة والقدرة التي امتلكها ابو جهاد وهو النهج ذاته الذي وضعه وارسي دعائمه شهيد فلسطين ياسر عرفات وسار عليه من بعده الرئيس محمود عباس (ابو مازن) في طريق الكفاح والجهاد والتنمية والإعمار، فتحققت لدي القيادي العالول القدرة الكبيرة على التعاطي مع مجمل ما تشهده الساحة الفلسطينية وما يعتريها من مطبات وهزات بعقلية منفتحة لا تكاد تخطئ وتستوعب دائما الأمور وتضعها في نصابها الصحيح وتتعامل مع مجمل المواقف بمهنية سياسية عالية وإمكانية نادرة في حل شفرات الأزمات وإيجاد الحلول الناجعة لها والخروج دوما بما هو ممكن من الأهداف المرجوة لمسيرة المشروع الوطني الفلسطيني وغاياته، فالرجل يمتلك حنكة تنظيمية وعسكرية وسياسية أهلته باستمرار لقيادة الجماهير نحو بر الأمان والحياة الحرة الكريمة بعيدا عن أي تجاذبات غير نافعة أو حسابات خاطئة.
 
وما ثبت بلا مزايدة إن أطروحاته والتي جاءت عبر دعوته بالجلوس إلى طاولة الحوار من أجل انهاء الانقسام ومطالبته دوماً بشكيل حكومة شراكة وطنية ووضع برنامجها، قد بلغت من الاتزان والواقعية والنضوج بما لا يسع لأحد إنكاره، وان حرصه على المصلحة العامة لأبناء الشعب الفلسطيني بمختلف مكوناته الدينية والعقائدية وألوانه الحزبية وتوجهاته السياسية والوطنية لا يتقاطع أبدا مع حرصه على وحدة الصف الفلسطيني، حيث يعد توحيده وتقارب وجهات نظر أبناءهم مؤشرا ايجابيا في الواقع ككل، فكان كل هذا ضمن توجهاته سابقا ولاحقا، ذلك لان عمق التجربة وسمو الهدف والإيمان بحق الآخر قد خلق مزاجا عاما بعيدا عن الانفعالية قادرا على التحكم بالعواطف، ولعل ما ثبت من خلال المراحل السابقة من وعي وطني أصيل يدفعنا للاطمئنان بان القائد محمود العالول سيحقق الأهداف المرجوة التي أسس لها كل شهداء شعبنا.
 
لقد قدم أبو جهاد تجربة وطنية مميزة وكبيرة بإبعادها، وارسي دعائم صرح فلسطيني يقوم على أسس الشراكة الوطنية والعدالة والمساواة بين مكونات الشعب الفلسطيني من دون تهميش أو إقصاء أو استبعاد لأي طيف من أطيافه وبناء دولة المؤسسات والقانون وهو الشعار الذي ناضل من اجله الشهيد ياسر عرفات ومن بعده الرئيس محمود عباس واعتبره الهدف الأسمى والمقياس لنجاح الجهود والتضحيات التي قدمها الفلسطينيون طيلة سنوات النضال والكفاح والجهاد والمقاومة والمواجهة ضد الاحتلال الصهيوني.


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف