الأخبار
2024/5/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أَحْلَامُ اَلْيَقَظَةِ وَالْعِيد

تاريخ النشر : 2023-07-02
أَحْلَامُ اَلْيَقَظَةِ وَالْعِيد
أَحْلَامُ اَلْيَقَظَةِ وَالْعِيد

قصة قصيرة

بقلم: أ.خالد الزبون

ذَهَبَت إِلَى اَلسُّوقِ بَعْدَ أَنْ حَصَلت عَلَى رَاتِبِي مِنْ
اَلصَّرَّافِ لِأَشْتَرِيَ لِلْأَبْنَاءِ مَلَابِس جَدِيدَةٍ يَفْرَحُونَ
بِهَا فَالْأَجْوَاء سُرُورُ وَبَهْجَةُ عِيدٍ يُطِلُّ بَعْد عِدَّةِ أَيَّامٍ
وَتَنَقَّلَت وَإِيَّاهمْ مِنْ مَكَانٍ لٱخَر، بَحَثَا عَنْ
مُتَطَلَّبَاتِهِمْ،
سَلْوَى تُرِيدُ فُسْتَانًا اِبْيَض
وَسَعِيد بَدْلَة عَسْكَرِيَّة
وَزَوْجَتِي ثَوْبًا تراثيا عَرَبِيًّا،
مُتَطَلَّبَاتٌ كَثِيرَةٌ وَلَكِنَّنِي لَا أَسْتَطِيعُ مُقَاوَمَة
اِبْتِسَامَتِهِمْ أَمَامَ اَلرَّاتِبِ وَقِلَّةِ حِيلَتِي وَفقْرِي،
وَبَعْدٌ سَاعَاتٍ طَوِيلَةٍ وَتَلْبِيَةِ اِحْتِيَاجَاتِهِمْ، ذَهَبَتْ
إِلَى مَحَلِّ اَلْحَلَوِيَّاتِ فَجَمِيعهُمْ يُحِبُّونَ اَلْبَقْلَاوَة
وَأَصَابِع اَلسِّت زَيْنَبْ وَأُمِّ عَلِي وَلُقْمَة اَلْقَاضِي وَبَلَحِ
اَلشَّام لَمُّ اُتْرُكْ شَيْئًا إِلَّا اِشْتَرَيْتُهُ ، وَبُعْدهَا
اِنْتَقَلْنَا إِلَى شِرَاءِ اَلْمُكَسَّرَاتِ اَللَّوْزِ وَالْجَوْزِ
وَالْبُنْدُقِ،
وَعَلَى اَلرَّغْمِ مِنْ وجع اَلْعِظَامِ إِلَّا أَنَّنِي لَمْ أَشْعُرْ
بِشَيْءٍ مِنْ ذَاكَ اَلْأَلَمِ اَللَّعِينِ اَلَّذِي يَذْهَبُ وَيَعُودُ
يَضْرِبُ مِنْ جَدِيدٍ، فَمِنْ حَقِّنَا أَنْ نَفْرَحَ وَحَقّ أَبْنَائِنَا
أَنْ يَعِيشُوا مَا حُرِمْنَا مِنْهُ مُنْذُ صِغَرِنَا ، وَأَنْ يَفْرَحُوا
وَأَنْ يَذْهَبُوا لِصَلَاةِ اَلْعِيدِ بِمَلَابِسَ جَدِيدَةٍ ، هِيَ حَيَاةٌ
وَاحِدَةٌ نَعِيشُهَا فَلْتَكُنْ بِسَعَادَةٍ نَعِيشُ لَحْظَةَ اَلْعِيدِ
فَكُلُّ يَوْمٍ يَأْتِي بِخَيْرِهِ وَرِزْقِهِ،
وَمَعَ زَحْمَةِ اَلسُّوقِ وَأَجْوَائِهِ ومَوْعِد اَلْٱذَانِ، ذَهَبَتْ
بِهُمْ إِلَى مَطْعَمِ وَتَنَاوُلنا وَجْبَةَ اَلْإِفْطَارِ، لَمْ أُشَاهِدْ
فَرْحَة مِثْلٌ تِلْكَ اَلسَّعَادَةِ لَدَيهم فَلِمَ أَخْرَجَ مَعَهُمْ مُنْذُ
زَمَنٍ طَوِيلٍ، مِمَّا جَعَلَنِي أَشْعُرُ بِارْتِيَاحٍ كَبِيرٍ رَغْمَ
تَقْصِيرِي مَعَهُمْ فِي سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ اِنْتَهَتْ ، لَكِنَّنَا فِي
اَلْحَاضِرِ وَالْمُسْتَقْبَلِ أَجْمَل،

وَمَعَ اِبْتِسَامَتِي اَلْعَرِيضَةِ سُمِعَتْ أَصْوَاتًا وَتَدَاخُلَات
كَثِيرَةً ، وَزَوْجَتِي تَقُولُ -

لَمْ يَتَبَقَّ لِلْٱذَانْ سِوَى اَلْقَلِيلِ، هَيَّا قُمْ مِنْ فِرَاشِكَ
وَتَوَضَّأَ وَاقْرَأْ بَعْضًا مِنْ اَلْقَرْٱن،
لَكِنَّنِي كنت فِي اَلْمَطْعَمِ وَأينْ اَلْحَلَوِيَّاتُ وَالْمُكَسَّرَاتُ
وَالتَّمْرُ وَمَلَابِسُ اَلْأَوْلَادِ ؟!!،

وَإِذَا بِزَوْجَتِي تحوقلْ وَتَسْتَغْفِر، وَتُتَمْتِم عَمَل اَلْمَنْزِلِ
اَلشَّاقِّ وَزَوْج بِهِ هَذَيَان.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف