الأخبار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أيهما أفضل العصر الحجري أم الجاهلي؟

تاريخ النشر : 2023-06-24
أيهما أفضل العصر الحجري أم الجاهلي؟

سامي كاظم

أيهما أفضل العصر الحجري أم الجاهلي؟

بقلم: سامي جواد كاظم

قبل ربع قرن تقريباً أيلول 1990 التقى وزير خارجة البيت الأبيض الإرهابي جيمس بيكر بزميله البعثي وزير خارجية العراق في حينها ابن عزيز وصرح الأمريكي بأنه سيعيد العراق إلى العصر الحجري.. لنتوقف عند هذه العبارة.

الحجري يعني الحجر يعني المادة فالشغل الشاغل لثقافة أمريكا هي المادة والمادة عند المسلمين لا شيء أمام عقيدتهم وقيمهم وعندما أطلق هذه العبارة بيكر يعلم علم اليقين أنه يقصد الشعب العراقي ولا يقصد حكومة الطاغية لأنها أصلا لا يعنيها كيف يعيش العراقيون.

ولأن هذا القول نابع من تفكير حاقد ومادي فإن أول ما استهدف الطيران الأمريكي هي مشاريع البنى التحتية والتي أدت إلى فقدان كثير من الخدمات البسيطة التي كان يتمتع بها العراقيون.

نعم عانى العراقيون من ذلك إلا أنهم لم ولن يخسروا دينهم وقيمهم لأن ضمن مفردات الثقافة الاسلامية الصبر والايثار والتسامح والمساعدة وغيرها مما تشد من اواصر الاخوة بين المسلمين ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) . والنتيجة ان ما نحن عليه جاء بسبب ارهاب البيت الأبيض.

ولكن بعد العصر الحجري هنالك العصر الجاهلي وفي العصر الجاهلي المفاسد المادية والمعنوية منها الزنا والربا والمخانيث وحروب الصعاليك وبيع العبيد وهذه الثقافة القذرة التي عمل الاسلام على وأدها والانتقال بالانسان إلى عصر النظافة والعلم والتاخي وغيرها.

تعالوا نرى المجتمع الأمريكي كنموذج لما يعيشه من ثقافة باعتباره هو من قاد تحالف القوى ضد العراق، فإنه يعيش ثقافة العصر الجاهلي وفق ارقى التقنيات والماديات المتاحة في أمريكا، واطلالة واحدة على برامجهم في مئات القنوات التي تبث من الشارع الامريكي فإنك تطلع على المستوى المنحل لثقافة الاباحية في هذا المجتمع، وهذه الثقافة تبدو للوهلة الأولى إنها تصرفات مواطن ولكن حقيقة الأمر إن الدستور الأمريكي هو من مهد لهذه الثقافة البائسة أن تنتشر في ولاياتها لانه في كثير من فقرات الدستور تخول حاكم الولاية في تشريع القوانين بعض الولايات ترفض المثلية الجنسية واكثرها تسمح بذلك، ففي الوقت الذي عاش العراق العصر الحجري بسبب ارهاب امريكا فان امريكا تعيش العصر الجاهلي بسبب جهالتها ظاهرا وتامرها باطنا على الفطرة السليمة للانسان، البيت الأبيض يبح الربا بل ويتلاعب بمصير الشعوب من خلال صندوق النقد الربوي وهذه من سلبيات العصر الجاهلي، وإما تجارة العبيد فبعد أن حاربها الاسلام بالتشريعات الثقافية التي تحث الانسان على رفضها اعادتها امريكا وبعض البلدان الاوربية الى الواجهة تحت مسمى تجارة الرقيق، ولا زالت حتى هذه الساعة الحكومة الامريكية تعمل على هذه الثقافة فليس بالضرورة اظهار مزادات بيع العبيد وتشريع قوانين تفصلهم عن البيض بل تقوم بشكل علماني خبيث بيع كرامة الانسان وها هم الآن يريدون للرجل ان يكون انثى والانثى تكون رجل واكثر ما يثير الاشمئزاو لدى بعض العوائل الملتزمة في امريكا هو الرجل الذي يدعي انه انثى لانه يحاول ان يدخل في الاماكن المخصصة للنساء وقد ظهر فلم فيديو امراة تمنع خنيث من استخدام مغاسل النساء فادعى أنه أنثى فقالت له هل تحيض وهل مارست الاجهاض ، وقامت بطرده، وأما الأنثى التي تدعي أنها رجل فالرجال في أمريكا لا يلتفتون لها لأن الجنس مباح في الشوارع.

ظاهرة المثلية حالها حال الإباحة الجنسية غايتها نسف الروابط الأسرية وجعل الانسان الة جنسية أو ماكنة أو وهذا الأهم حقل تجارب لمختبراتهم التي تتلاعب بشكل الإنسان، أتذكر شاهدت فلم بطولة فاندام يقوم شخص مترف بعرض أموال على من يريد أن يلعب معه لعبة الموت أي يمنحه مبلغ من المال بحزام يشده على بطنه ويبتعد عنه مسافة مئة متر خارج المدينة ويبدأ بملاحقته لقتله فإذا تمكن المواطن من الهرب فالمال له والمواطن هذا يكون شخص ليس لديه أي ارتباط بأسرة ومثل هؤلاء كثر في أمريكا، فالملاجئ المختلطة يوميا ترمي كم هائل من الولادات في ملاجئ اللقطاء ليكونوا وقود حرب وأعضاء عصابات اجرامية ومواد لمختبرات علمية على الانسان.

المثلية هي واحدة من هذه الأساليب لتفكيك الأسرة والروابط الانسانية حتى تتمكن القوى الصهيونية المسيطرة على مركز صناعة القرار من التلاعب بالشعوب.

والنتيجة أن ما تعيشه هذه الشعوب أنهم بأرجلهم يسيرون إلى حتفهم، فالتفكير المادي الذي ياخذ حيزا واسعا على حساب التفكير الروحي أو المعنوي أو الفطرة السليمة فإنه يقود الإنسان إلى الهاوية وبالرغم من ضرورية التطور الخدمي فإن الأهمية للأخلاق والقيم تبقى لها الأولوية ولا يمكن لها أن تكون ثمن للماديات التي تعتبر المهم والأهم في تفكير الحكومات العلمانية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف