الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

البهلولية والأسئلة المتتالية

تاريخ النشر : 2023-06-22
البهلولية والأسئلة المتتالية

مصطفى منيغ

البهلولية والأسئلة المتتالية

مراكش: مصطفى منيغ

ما عوَّضَ الفعل معسول الكلام، وتخويف أغلبية النَّاس بالحرمان حتَّى من متعة الأحلام، يتخيلون بها أن الغد قادم بالفرج الأقوَم، وتحويل الآدميين ممَّا كانوا عليه كالأنعام، إلى أسياد أنفسهم لهم الحق في الاختيار الحر بقول "لا" بدل الإدمان على إعلان التفاني في الطاعة العمياء الخرساء بتكرار "نَعَمْ"، قد تكون نقائص الاطمئنان بالوعود بمثابة قيود تطبع الحال بطابع الدوام، المُتَّفق عليه بوثيقة تفرض على محرريها الالتزام، بما جاء فيها غير مكتوب بل مقبول من كل مسؤول رفيع المقام، إذا فُرِضَ النقاش حول الأمر مِن طرف الهيئات الحقوقية التابعة لمنظمة الأمم، توقف القبول الرسمي عن طلب مُهلة لتيسير كل ميسورة سهلة بتنظيم جولة داخل مربَّعات نموذجية على وجه السرعة تُقام، سُمِّيَت (خلال أربع وعشرين ساعة لا غير) بقرية السلام، هكذا مرت في ذاك الشمال المغربي (المَنسي المُهمّش ساعتها) الأيام، وتَحَمُّل الشقاء يٌوَلِّد تيار الانتقام، وما أصعب على الشباب وأعمارهم تُسْرَق وأجسادهم تُضْرَب وعائلاتهم تُضْطَّهَد وبالتالي مستقبلهم محكوم عليه بالإعدام.

... القصر الكبير مدينة  ابتدأت بها الحضارة في المغرب ، ما كان هناك لا مدن الرباط ولا فاس ولا الدار البيضاء ، حملت مع شقيقاتها "طنجيس" و"تمودة" و"وليلي" وأُخريات على أصابع اليد عددهن مسؤولية كتابة تاريخ التمدّن  في هذه الربوع الواسعة الفضفاضة  من شمال إفريقيا الغربي، فيها سادت ثم بادت أنْظُم وأَقْوَام، ظلَّت باحثة مع ما تبقَّى من أبنائها جيلاً بعد جيل عن ترسيخ كيانها، متحمِّلة ما سَبّبَه لها كنز عراقتها، وبقائها على نفس الجوِّ الطبيعي تُعانقه في أُلْفَةٍ طيِّبة ويعانقها لتكون أول منتج لزراعات أكلت منها أوربا الشيء الكثير، فشيَّدت أسس تكيُّفِّها العجيب مع تعاقب الحقب والقرون ما جعلها تنموا بنفس مساحتها، غير خارجة عنها تتقلص وتنكمش أحياناً لتنهض وتتوسَّع من جديد، ولكن على نفس الموقع لا تغادره أبدا . فَطن بخيراتها كل سالب لأرزاق الغير، فتركته ينهب كما شاء لكنها تجازيه بعلَّة هي لعنة تلاحقه ما عمّر ومِن بعده ما خلّف، هناك نماذج لا نريد كشف ما ارتكبت في حقِّ هذه المدينة الشريفة، لأسباب نترفَّع عن ذكرها جملة وتفصيلا ، مسجّلة عندنا على الورق المُقَوَّى.

... لليهود في المدينة أملاك وعقارات متى عادوا إليها قُدِّمَت لهم على طبَق من قانون يَرْعَى حقوقهم بالكامل حتى في غيابهم، البعض نسي أن التاريخ لا يلعب مع هؤلاء والشهود جاهزون لا زالوا على قيد الحياة مصطفى منيغ أحدهم بحكم السنوات الطِّوال التي قضاها بجانب فضاء سيدي بلعباس، أو تحديداً في حي  "المْزِيبْلَة" حيث دار  القائد"الملالي " التي كان مجرد المرور من أمامها يستوجب السبب المرفوق بالحجة المقبولة  وإلاَّ اعتُبر ذلك تعدِّي على "المخزن"، إذ هناك مسالك أخرى مسموح المرور بها أضْيَقها على مستوى المدينة برمتها درب "بِلْهَرَدِّيَة"، على العموم لا زال الحديث الصريح الواضح حول العديد من القضايا يترقَّب الوقت المناسب لوضع الحروف بنقطها مكوِّنة جُملاً مفيدة، مَن قرأها ممَّن نعرفهم جيداً أحسُّوا بالوجع في بطونهم.

... أنهى الشاب الوسيم كما عرفته في مدينة تطوان من أعوام، وكما لقّبته الحسناء البهلولية بالضيف الثقيل، وبالتالي ما يعلم الجميع عن وضعيته كأحد كبار العلماء مَن كلمته جد مسموعة من لدن حكام إسرائيل، أنهى كلمته بتوصية جد حريصة على سلامة شخصي والابتعاد كأمر يُنَفَّذ عما بيني والبهلولية بقينا معا أو افترقنا وإذا أردت زيارة إسرائيل سأكون مرحبا بي وقتما شئت متعاطفا مع الفلسطينيين أو مؤيداً لهم فذاك شأني لمعرفته بقدراتي الفكرية المتفتحة على الخير مهما كان الجنس المعني أو دولته على امتداد القارات الخمس.

... تدخل والد البهلولية ليعلن انطلاق لحظة الفرح بالرقص والغناء رافعا صوت آلة التسجيل على أغنية سالم الهلالي اليهودي المغربي صاحب ملهى ليلي بمدينة الدار البيضاء، لم يبق منه سوى الاسم  الكُوك دور (الديك الذهبي) ... اقتربت مني البهلولية وهي تحملق في وجهي كأنها تراني لأول مرة في حياتها وقد سبق لسانها بالسؤال: حبيبي مصطفى مَن أنت، حقيقة مَن أنت؟.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف