الأخبار
"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاقجامعة النجاح الوطنية: الجامعة الفلسطينية الوحيدة في تصنيف U.S. News لأفضل الجامعات العالمية 2025/2026
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عنقاء أخرى (عن المُتَنبّي)

تاريخ النشر : 2023-06-12
عنقاء أخرى (عن المُتَنبّي)

إلى الشاعر عمر شبلي، الذي سُجن في إيران، أكثر من عقدين، إبّان الحرب العراقية الإيرانية، وكتب قصائد عصماء، رجراجة وفذّة. وهنا، في يوم تكريمه بلبنان، أعارض قصيدته "العنقاء" التي يخاطب فيها المتنبي.

شعر: المتوكل طه

***

وقفتَ ببابِ عنقاءِ المعاني  عروبيَّ الملامحِ واللسانِ

وقلتَ له كلاماً ليس يعلو  عليه الشِّعرُ، كالسَّبْعِ المَثاني

أتعلمُ يا ابنَ شِبلي أنّ هذا  وإنْ ملأ الجَنانَ من الجِنانِ

أضاعَ العُمرَ  يسألُ باحتراقٍ  أموراً فوقَها غَبشُ الدُّخانِ ؟

فكيف يبيعُ تِبْرَ القولِ.. حتى  يُمَكَّنَ من رخيصِ الصولجانِ!

أليسَ الشِعرُ أبقى من عُروشٍ  وأجملَ من حِليٍّ أو غَوانِ

أليس الشِعرُ أعلى من رؤوسٍ  وإنْ رُفِعَتْ على أَلَقِ السِنانِ ؟

ويَمْثُلُ.. ثم يُعطي وهو أولى  بِمَجدٍ ليس تبلغهُ الأماني

يُقَرِّضُ مادِحاً هذا ، ويهجو..  ويلهثُ بينهم أبدَ الزمانِ

أبو تمّامَ يتبعُ بُحتريّاً  ويُبْلى بالتسَّوِّلِ شاعرانِ..

أهذا الشِعرُ؟ حتى لو تسامى!  وصار النّقْشَ في ماسِ الأواني

أيمدحُ شاعرٌ  مَلِكاً ! وهذا   بعيدٌ عن صَهيلِكَ أو حِصاني

أكافورٌ أحقُّ بما تَغنّى؟     ليهجوَهُ بألوانِ القيانِ؟!

تأرجحَ صاحبُ الإيقاعِ حتى  هوى مثلَ الطّنينِ على الخُوانِ

فبئسَ الشِعرُ إنْ لم يأتِ فَجْراً  ويشعلْ ألفَ شمسٍ في البَنانِ

ونِعمَ الشِعرُ يسري مثلَ وَحْيٍ بِصَحنِ الجَمْرِ، مَعتوقَ اللسانِ

ولو جاعَ الدعيُّ لقلتُ: عُذراً    ..ولكنْ زَلَّ قلبٌ في الهوانِ

أضاعَ جُمانَهُ المصقولَ وَهْماً ..فماتَ البَرقُ في سُحُبِ الجَبانِ

فمَنْ يَترسَّمِ الآمالَ رُخصاً   فقد ضاعت به طرقُ التّداني

ولو رَمَت العروسُ حَياءَ ثَوبٍ  وَشرَّعتِ الثّمارَ لكلِّ جانِ

لألقاها الخلائقُ دون هَمٍّ    وإنْ يكُ تاجُها فوقَ الحِسانِ

وليس يليقُ بالأشعارِ إلا     إذا شَهَقت كأنْصالِ اليَماني

وأَرْعَدَ حدُّها المخضوبُ سَيلاً  وأنصَفَت الكليمَ إذا يُعاني

سُجِنتَ كما سُجِنتُ؛ وظلَّ شِعرٌ   يُثيرُ الخيلَ في ساحِ التفاني

ألستَ بشاعرِ  الكَرَزِ المُدَمّى  وَضَوَّعَ حَقلُهُ غابَ المغاني

أتقبلُ أنْ تكونَ ببابِ "عَبدٍ" وأنتَ الحرفُ في شَفةِ الأغاني ؟

أراكَ قضيتَ عُمرَكَ في جحيمٍ  ولم تخسرْ خيولكَ في الرّهانِ

وَعُدتَ ضفيرةً للضوءِ فينا  وكنتَ الكَشْفَ في حَدَقِ البيانِ

ظلَلتَ الجرحَ يَرعَفُ في قيودٍ   فحطَّمها الفؤادُ الأرجواني

ولم تحفلْ بقضبانٍ تصادت..  وهل قلتَ: الزمانُ بها رَماني ؟

أتيتُكَ من قِبابٍ قد أُبيحَتْ.. فكان رصاصُ كفّي تُرجُماني

وجئتُ لأرْزَةِ الفينيقِ غُصناً  يشعُّ بزَيتِهِ من "عسقلانِ"

وأحملُ رِمشَ "حيفا" وهي تبكي  على حَبَقِ الشهيدِ السِندياني

ووجهي بعضُ "يافا" ، غيرَ أنّي   أراهُ في البعيدِ ولا يَراني

ونِصْفي تاهَ في الدنيا ،وصدري   دَريئةُ مَن تَهيّأ للطِعانِ

وما للقدسِ قنطرةٌ وطيرٌ..  ودربُ مَسيحِها ألمٌ وَقانِ

ولا قمرٌ يُضَفْضِفُ في رؤاها  لأنّ أَسيرَها عَارٍ وَعانِ

ولكنّي سأبقى في بلادٍ   تُعيدُ حكايةَ السَبْعِ السِّمانِ

أردُّ عن السنابلِ ما اعتراها، من "النقبِ" البهيجِ إلى "الّلدانِ"

فليس لها سوى البركانِ نَشْراً  يُعيدُ ربيعَها قبلَ الأوانِ..

لسانٌ واحدٌ في فِيكَ رمحٌ   أزاحَ الحَبْسَ وابنَ الطيلسانِ

لسانٌ عارِفٌ يكفي لنبقى   على وَتَرِ المعارِجِ في الكمانِ

عَفَوتَ عن العقودِ السُودِ صَفْحاً   وثمةَ ليلُ سجنٍ واليدانِ

تَدُقّانِ الحنينَ بلا صَغَارٍ     وسامحتَ البَغيَّ الهرمِزاني

فهل لي أن أُسامحَ مَن تلقّى  على قتلي التحيةَ والتهاني ؟

تقولُ: بأنّ سجّاني سيمضي .. وأعلمُ أنّ وجهَ الحِقدِ فانِ

ولكنّ الذي حرقوا زهوري أشقائي.. وقد شقّوا رَّواني

وصافحَ أخوتي الأعداءَ ذُلاً  فما لشتاءِ روحي من جِفانِ

بكيتَ بِظُلمَةِ الأعداءِ شوقاً   هديلاً يُرتَجى للأصفهاني

ولم تَخنَس لصمتٍ في الزوايا  ولم تَرْجُ الظلامَ الأفعواني

طيورُ اللّهِ تعرفُ كيف تغدو  وتعرفُ قمحَها دونَ الزّوانِ

وتجعلنا نُحلِّقُ دون حدٍّ    ونخلقُ بيْدَراً فوقَ المكانِ

وإنْ جُعنا ستُطعِمُنا دِماها  فأجملُها طيورُ البيلَكانِ

أُحبُّ أبا المُحَسَّدِ يا صديقي   وأربأُ أنْ يُطاوِلُه لساني

دُهِشتُ! فقد تفرّد في المرايا  وراقص ماءَه في الخيزرانِ

وأرّخ مشهداً ؛ مِلْحاً وشَهداً   وَضجّ مُقَطَّراً بالعُنفوانِ

ولو أبقى  القَصيدَ  لِخافقيهِ  وحَقِّكَ ما لهُ في الكونِ ثانِ 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف