الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ماذا بعد هذا الهدوء السياسي في فلسطين؟

تاريخ النشر : 2023-06-11
ماذا بعد هذا الهدوء السياسي في فلسطين؟

د. خيام الزعبي

ماذا بعد هذا الهدوء السياسي في فلسطين؟

بقلم: د. خيام الزعبي

في خطوات متلاحقة وعن سبق إصرار يواصل الكيان الصهيوني مساعيه الحثيثة من أجل السيطرة على المسجد الأقصى المبارك في تحد سافر للعرب، ومن هنا فأن الحكومة الإسرائيلية التي يقودها الصهيوني نتنياهو مقبلة على تقسيم المسجد الأقصى المبارك، ومقبلة على إيجاد مكان لها في الحرم القدسي والسيطرة على أكبر مساحة ممكنه منه مستثمرة اللحظة التاريخية التي يمر بها العرب في ظل انشغالهم بأنفسهم، وفي ظل ضعف تأثيرهم المفترض في تحولات القضية الفلسطينية ومجرياتها.

يبدو أن الأفكار التي تدور في العقل الإسرائيلي تتمحور حول الالتفاف على القضية الفلسطينية من خلال تفكيكها الى أجزاء ومعالجة كل جزء على انفراد حتى تذوب من تلقاء نفسها وتفقد زخمها وبعدها السياسي، فالخطة التي تدور في رأس نتنياهو تهدف الى تقسيم المسجد الأقصى، وحصول المسلمين على المصلى القبلي جنوباً وملحقاته المقدسة، في حين يحصل اليهود على المنطقة الوسطى والشمالية من المسجد، بما في ذلك مصلى قبة الصخرة؛ وهو المكان الذي كان الهيكل قائماً فيه “وفق الرواية اليهودية المزعومة”.

هذه الخطة تهدف الى تهويد القدس، وباستيطان مكثف للضفة الغربية، وبتحويل المسجد الأقصى إلى « جبل الهيكل» ضمن مخطط يقوم على التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، تشرف الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ تلك الخطط بوضع الميزانيات المالية والقوى العسكرية والأمنية اللازمة لفرضها.

إن عصابات المتطرفين أرادت إيصال رسائل إلى العالم العربي والإسلامي في هذه القضية، وأرسلت مؤشرات بأن الحكومة الإسرائيلية أدارت ظهرها لجميع القوانين، وترسل للعالمين العربي والإسلامي رسالة مفادها أن القدس هي “عاصمة يهودية لمشروع الدولة اليهودية”هذا الخرق الفاضح من قبل حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة واقتحامات المسجد الأقصى جاء رداً على البيان الختامي لقمة جدة التي أكدت على مركزية القضية الفلسطينية، وطالبت بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية، واعتبر البيان أن الجانب الإسرائيلي لا يعتبر شريكا موثوقا للسلام، وأنه غير مؤهل لإقامة تسوية عادلة وشاملة مع الفلسطينيين.

الهدوء الظاهر في فلسطين من قبل المقاومة قد يتحول إلى الهدوء الذي يسبق العاصفة، حيث تتابع المقاومة بإهتمام شديد وتراقب أدق تفاصيل التطورات المتعلقة بالأقصى وهي على الاستعداد التام  للتصدي لهذا العدوان ومواجهة الخبث الاسرائيلي، كما وجهت رسائل حاسمة لنتنياهو بعثرت ساسة وسماسرة الكيان الصهيوني ليتخبط بقوة وصمود رجال المقاومة، إذ أعلنت إسرائيل حالة التأهب القصوى، إثر تهديدات محور المقاومة بالرد على هذا الحادث، في ظل ترقب وخشية دولية من أن يشعل الرد المنطقة بلهيب حرب إقليمية لن تبقي ولن تذرفالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين بأنه لا يجب التعويل على الأمم المتحدة لأن قراراتها السابقة بحق الشعب الفلسطيني لم تنفذ، بل يجب التعويل على ثبات ووحدة الشعب الفلسطيني وحده.

وفي حقيقة الأمر، نحن الآن أمام تحدي كبير يتطلب التغيير في الاستراتيجيات والأدوات لأنه لم يعد بالإمكان بالطريقة القديمة أن نصل إلى نتائج ملموسة، فإسرائيل لن تقبل العملية السياسية وكل المبادرات التي تبذل من هنا وهناك للوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، فالخيار الأفضل حالياً للتعامل مع الاحتلال هو العودة إلى الكفاح والمقاومة بكل أشكالهما، وكسر حال الصمت لمواجهة العملية الاستيطانية والتهويد المستمر للقدس.

وإنطلاقاً من ذلك يمكنني القول إن تحرير الأراضي الفلسطينية المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني المحتل سيكون عن طريق المقاومة فهي السبيل الوحيد للتصدي للعدوان الغاشم من الصهاينة، وقد أثبتت المحادثات والمفاوضات على مر العقود السابقة فشلها وعدم التزام هذا الكيان بها، وبالتالي فعلى الجميع إدراك بأنه لا مجال للانتصار على العدو سوى بالمقاومة، لذلك لا بد من التوحد خلف استراتيجية واضحة وثابتة ودائمة لفضح الاحتلال وعزله ومواجهته بكل أشكال المقاومة سواء كانت عسكرية أو إعلامية أو قضائية إلى أن يزول عن كامل الأرض والمقدسات الفلسطينية.

وأختم مقالتي بالقول إن المسجد سيظل إسلامياً خالصاً لا يقبل القسمة، وإنه لن يكون فيه موطئ قدم للاحتلال ومتطرفيه مهما بلغت غطرستهم وعربدتهم من خلال صمود أبناء الشعب الفلسطيني الذين يرابطون للدفاع عن الأقصى بصدورهم العارية، وسيبقى الأقصى الشريف قبلة المسلمين الأولى وثالث المسجدين عنوان القضية الفلسطينية ورمز عزتها، وأن مدينة القدس والمسجد الأقصى لن نستعيدهما إلا بالمقاومة بكل أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة.

وأخيراً إننا في انتظار الحدث الكبير.. والترقب سيد الموقف. 


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف