
*في ذِكریٰ نَكبَة فلِسطين الثّانِيَة: هَل سَيَتِمّ تَحرير أولیٰ القِبلَتين؟
بقلم: أ.د. محمّد حافِظ الشّريدة
في الذّكریٰ السّادِسَة وَالخَمسين (لِلنّكبَة الثّانيَة) لبِلادنا فلِسطين! نَقولُ لِلإخوَة المُرابِطين: اختارَ اللَّهُ ﷻ المَسجد الأقصىٰ المُبارَك من القُدس.. وَاختار القُدس من فلِسطين.. وَاختار فلِسطين من بِلاد الشّام! فَفِلسطين وَما فيها وَما حَولها: خِيارٌ مِن خِيارٍ وَهي مُبارَكة الدّيار! ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾ وَمَعلومٌ لكُم أيّها المُرابِطون: أنّ فلِسطين هيَ بَلد عَربيّ مُسلِم وَهي أهَمّ بُقعة في بِلاد الشّام! وَقد فتَحها الإسلام وَحَرّرها الإسلام.. وَلن تتَحرّر إلّا بِالإسلام! وَإلىٰ الأقصیٰ المُبارَك: كانَت رِحلَة الإسراءِ المُنيف وَمِن هُناك كانَ المِعراج الشّريف! قالَ اللَّهُ تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ وَإذا كانَ مَوْلانا قَد باركَ حَول المَسجد الأقصىٰ: فَحُلول البَركة فيهِ مِن باب أولىٰ لقَد فُتِحت (القُدس) سِلْماً بِدون حَرب وَاستَلم مَفاتيحَها الفاروقُ عُمر بنُ الخطّاب رَضي اللّهُ عَنه مِن البطريق (صَفَرونيوس) سَنة 15 هِجريّة! وَمَعلومٌ لكُم أحِبّتي الكِرام: أنّنا قَومٌ أعَزّنا اللَّهُ تعالی بِالإسلام وَمَهما ابتَغينا العِزّة مِن دونهِ أذلّنا مَوْلانا! فَحين ابتَعدَت أمّتنا عن دِينها شَيئاً فَشيئاً سَلّط اللَّهُ تعالی عَليها مَن لا يَخافه وَلا يَرحمها! فَغاصَت خُيول الفرنجَة (الصّليبِيّين) في دِماء المُسلمين! وَظَنّ العَدوّ وَالحَبيب بَل البَعيد وَالقَريب: أنّه لن تقومَ لِلمُسلمين قائمَة بَعد اليَوم لٰكنّ رَبّنا -الحَيّ القَيّوم-: ناصِرٌ دِينهُ وَمُتمّ نُورهُ وَحافِظ لِشَريعتهِ.. فبَعثَ لِهٰذهِ الأمّةِ العَظيمَة: الرّبّانِيّ (صَلاح الدّينِ الأيّوبيّ) ليسَ بِعَربيّ وَلا فلِسطينيّ وَلٰكنّه مُسلِم (كُردِيّ)! حَرّكته عَقيدته ثمّ دَفَعه إيمانه: فَأعلنَ الجِهاد في سَبيلِ اللَّهِ ﷻ وَنادىٰ في كلّ نادٍ وَعلىٰ رؤوسِ الأشهاد: (حَيَّ علىٰ الفَلاح حَيَّ علىٰ الجِهاد)! فَلبّىٰ المُجاهِدون نِداءهُ وَأتوا إلىٰ بِلادنا المُبارَكة زُرافاتٍ وَوِحداناً وَوَقعَت مَعرَكة حِطّين الخالدَة بينَ جُند الرّحمٰن وَأولياءِ الشّيطان! وَانتَصر الحَقّ علىٰ الباطِل في أحَد أهمّ مَعارِك الإسلامِ الفاصِلة وَوَقف التّاريخُ خاشِعاً أمامَ هٰذا الانتِصار الباهِر وَسَجّله بمِدادٍ مِن الأنوار.. علىٰ صُحُف مِن قُلوب وَتَلا فَمُ الزّمان عَبر السّنين: أنشودَة هٰذا النّصر المُبين لِتَحرير (أولیٰ القِبلَتين)! وَفي عام 1948م حَدَثت النّكبَة الأولیٰ وَفي عام 1967م حَدَثت النّكبَة الثّانِيَة الأخيرَة لفِلسطين! وَفي الخِتام: سَيَتِمّ تَحرير بِلادنا فلِسطين علیٰ أيدي المُجاهِدين: لا علیٰ أيدي شِرذِمَة العَلْمانِيّين! {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}