لا تشرع للحزن بابك
بقلم: غالية من الجزائر
تمر بنا أوقات صعبة جدا تسيطر فيها جيوش الاكتئاب والحزن على مماليك قلوبنا وتعيث فيها فسادا. تعشش غربان الأفكار السوداء في كل الزوايا ثم نشعر بأن كل الدروب نحو الخلاص مغلقة وأنه لا سبيل لنا من النجاة. وأنت تتأرجع بين كل تلك الأفكار السوداء وتنادي: هل من معين؟ هل من مجيب؟ لماذا لا تنتشلني يا الله من كل هذا الألم؟ لماذا لا يأتي الفرج؟ لماذا لا تنزل السعادة ساحتي؟ لماذا تحاربي الأيام وتسرق ابتساماتي؟ لماذا انا؟ وتظل في متاهة، تتزاحم حولك تلك الأفكار العابثة وأنت بينها كالصخور مستسلمة للطمات موج البحر وما تتركه من جراح تزداد عمقا بعد كل لطمة. بلا قوة وبلا مساندة ترى نفسك وحيدا ثم تغرق شيئا فشيئا! وأنت الذي تعتقد أنك لا تستحق كل هذا الكم من الألم والأذى وأنك تملك من المحاسن ما يجعل الأيام تجود بقليل من الراحة والهدوء. أنت لا تستحق كل ما يحدث لك ...؟!
ثم ترفع رأسك لا لتقاوم بل لتلقي نظرة على من حولك. إنهم لا يعانون مثلك. لا تثقل الأحزان كاهلمهم. يعيشون حياتهم بكل هدوء وأنت تكاد راسك تنفجر من تزاحم الأصوات فيها. هذا ليس عدلا .... وتسترسل في المقارنة ثم تقع في شراكها وأنت الذي تدرك جيدا أنك بهذا لا تنصف نفسك بل تظلمها وتزيد من ثقل حملها وأنك تستنزف قواك فيما لا يفيدك فتنهك بهذا جسدك وعقلك. فالحزن لا يأتي وحده وعندما تفتح له الأبواب فإنه ينتشر كالوباء وتأتي معه كل العلل.
أحيانا نظلم أنفسنا ونشرع للحزن الأبواب ولو فكرنا وبحثنا عن السبب الحقيقي لوجدناه شيئا لا يستحق أبدا أو ربما وهما. أحيانا تنبع أحزاننا من عدم الرضى والسقوط في فخ المقارنة التي تنتج التقليد الأعمى ثم التيه عن ذواتنا. فيكون الحزن ذلك الكم من الضغط الذي نفرضه على أنفسنا. إننا في الكثير من الأحيان نحن من ننتج الحزن ثم نأتي بعد ذلك ونلوم الأيام والظروف ومن حولنا.
كل ما نحتاجه وبشدة أن نشرع نوافذ الأمل ونحاول إيجاد طريقة مثلى للتعامل مع الحياة وضغوطاتها و لملمة شتات أنفسنا بعد كل عثرة وجعلها نقطة انطلاق في الحياة بقوة كل مرة بنبض جديد وبطريقة جديدة وبنفسية جديدة.
من دون شك ستكون الحياة أفضل بكثير هكذا وسنكون حتما أحسن حالا. فهذا الحزن الذي يسبب لك الألم اليوم سيكسبك خبرة في هذه الحياة ويجعلك أكثر قوة غدا. من الطبيعي أن تواجه العديد من الصعوبات والمتاعب وكل ما تعرضت له من غدر أو خيانة هي دروس وتجارب ستفيدك لاحقا! هذه هي الحياة.
ولا ننسى أن تلك الأحزان تكشف لنا حقيقة أولئك الذين كنا نظنهم أصدقاء وتلاقينا أيضا بما يحمله آخرون لنا من ود داخلهم ونحن الذين كنا نظنهم أبعد ما يكونون عنا.
وأخيرا أقول إن الأحزان لا تخترقنا إلا عندما نسمح لها نحن بذلك وتجدنا أحيانا نسحب رداء الهم ونلف به أنفسنا ونلعب دور المغلوب عليه برغبة منا. لابد من أن نتحرك ونغير من نظرتنا للحياة. لا بد أن نتغير، فالتغيير أحيانا قرار. فبعض الأشياء وإن كانت بسيطة يمكن أن تغير الكثير وتفتح أمامك درب الفرح والسعادة. والمهم أن نحاول الاستمتاع بكل لحظة في حياتنا حتى لو قست عليك. أن نبحث عن النور وسط الظلمة ونتجاوز كل ما فات وإن كان ذلك صعبا علينا. أن نتحسس مكامن القوة فينا ونتدارك الأخطاء. نحاول الإستفادة من كل صغيرة وكبيرة واستغلال كل شيء لصالحنا وأن لا نعطي الأمور أكثر من حجمها فهناك خالقا يديرها ويريد بنا خيرا دائما. والأهم أن نتوجه بقلوبنا وبكل حواسنا إلى الله ونثق فيه فهو الرجاء والملاذ والنجاة ثم نثق بأنفسنا..!
بقلم: غالية من الجزائر
تمر بنا أوقات صعبة جدا تسيطر فيها جيوش الاكتئاب والحزن على مماليك قلوبنا وتعيث فيها فسادا. تعشش غربان الأفكار السوداء في كل الزوايا ثم نشعر بأن كل الدروب نحو الخلاص مغلقة وأنه لا سبيل لنا من النجاة. وأنت تتأرجع بين كل تلك الأفكار السوداء وتنادي: هل من معين؟ هل من مجيب؟ لماذا لا تنتشلني يا الله من كل هذا الألم؟ لماذا لا يأتي الفرج؟ لماذا لا تنزل السعادة ساحتي؟ لماذا تحاربي الأيام وتسرق ابتساماتي؟ لماذا انا؟ وتظل في متاهة، تتزاحم حولك تلك الأفكار العابثة وأنت بينها كالصخور مستسلمة للطمات موج البحر وما تتركه من جراح تزداد عمقا بعد كل لطمة. بلا قوة وبلا مساندة ترى نفسك وحيدا ثم تغرق شيئا فشيئا! وأنت الذي تعتقد أنك لا تستحق كل هذا الكم من الألم والأذى وأنك تملك من المحاسن ما يجعل الأيام تجود بقليل من الراحة والهدوء. أنت لا تستحق كل ما يحدث لك ...؟!
ثم ترفع رأسك لا لتقاوم بل لتلقي نظرة على من حولك. إنهم لا يعانون مثلك. لا تثقل الأحزان كاهلمهم. يعيشون حياتهم بكل هدوء وأنت تكاد راسك تنفجر من تزاحم الأصوات فيها. هذا ليس عدلا .... وتسترسل في المقارنة ثم تقع في شراكها وأنت الذي تدرك جيدا أنك بهذا لا تنصف نفسك بل تظلمها وتزيد من ثقل حملها وأنك تستنزف قواك فيما لا يفيدك فتنهك بهذا جسدك وعقلك. فالحزن لا يأتي وحده وعندما تفتح له الأبواب فإنه ينتشر كالوباء وتأتي معه كل العلل.
أحيانا نظلم أنفسنا ونشرع للحزن الأبواب ولو فكرنا وبحثنا عن السبب الحقيقي لوجدناه شيئا لا يستحق أبدا أو ربما وهما. أحيانا تنبع أحزاننا من عدم الرضى والسقوط في فخ المقارنة التي تنتج التقليد الأعمى ثم التيه عن ذواتنا. فيكون الحزن ذلك الكم من الضغط الذي نفرضه على أنفسنا. إننا في الكثير من الأحيان نحن من ننتج الحزن ثم نأتي بعد ذلك ونلوم الأيام والظروف ومن حولنا.
كل ما نحتاجه وبشدة أن نشرع نوافذ الأمل ونحاول إيجاد طريقة مثلى للتعامل مع الحياة وضغوطاتها و لملمة شتات أنفسنا بعد كل عثرة وجعلها نقطة انطلاق في الحياة بقوة كل مرة بنبض جديد وبطريقة جديدة وبنفسية جديدة.
من دون شك ستكون الحياة أفضل بكثير هكذا وسنكون حتما أحسن حالا. فهذا الحزن الذي يسبب لك الألم اليوم سيكسبك خبرة في هذه الحياة ويجعلك أكثر قوة غدا. من الطبيعي أن تواجه العديد من الصعوبات والمتاعب وكل ما تعرضت له من غدر أو خيانة هي دروس وتجارب ستفيدك لاحقا! هذه هي الحياة.
ولا ننسى أن تلك الأحزان تكشف لنا حقيقة أولئك الذين كنا نظنهم أصدقاء وتلاقينا أيضا بما يحمله آخرون لنا من ود داخلهم ونحن الذين كنا نظنهم أبعد ما يكونون عنا.
وأخيرا أقول إن الأحزان لا تخترقنا إلا عندما نسمح لها نحن بذلك وتجدنا أحيانا نسحب رداء الهم ونلف به أنفسنا ونلعب دور المغلوب عليه برغبة منا. لابد من أن نتحرك ونغير من نظرتنا للحياة. لا بد أن نتغير، فالتغيير أحيانا قرار. فبعض الأشياء وإن كانت بسيطة يمكن أن تغير الكثير وتفتح أمامك درب الفرح والسعادة. والمهم أن نحاول الاستمتاع بكل لحظة في حياتنا حتى لو قست عليك. أن نبحث عن النور وسط الظلمة ونتجاوز كل ما فات وإن كان ذلك صعبا علينا. أن نتحسس مكامن القوة فينا ونتدارك الأخطاء. نحاول الإستفادة من كل صغيرة وكبيرة واستغلال كل شيء لصالحنا وأن لا نعطي الأمور أكثر من حجمها فهناك خالقا يديرها ويريد بنا خيرا دائما. والأهم أن نتوجه بقلوبنا وبكل حواسنا إلى الله ونثق فيه فهو الرجاء والملاذ والنجاة ثم نثق بأنفسنا..!