الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الطيب أردوغان ومعضلة الديمقراطية ج3

تاريخ النشر : 2023-06-08
الطيب أردوغان ومعضلة الديمقراطية ج3
الطيب أردوغان ومعضلة الديمقراطية ج3

بقلم: علي بركات ـ كاتب وصحفي

أدبيات الصراع الأممي.
 
في أدبيات الصراع الأممي لا تسقط القوة إلا بقوة، ولا تسقط المشاريع إلا بمشاريع، ويظل الفكر المنهجي العامل المشترك في كل الحالات، تأخذ الصراعات أطواراً مختلفة وفق مدخلات ومخرجات العصر، لكن تبقى سُنّة الدفع الجِذز الكوني القائم مادمت الحياة، الكل فى حلبة الصراع يتصبغ بمكر الثعالب..والكثير ينسلخ جلده.. وسوق التاريخ ملئ بالفِراء، فلعبة السياسه منذ القِدم تتوشح بمتضادّات..تدفع بالأكل مع الذئب تاره..والبكاء مع الراعى تارةً اخرى!، ويبقى السياسى الألق الحاذق الذى يعى متى ينسحب قبل الهجوم،ومتى يتوقف قبل أن يبدأ..، ولايسمح للجماهير أن تقوده، فهذه الأخيره أحد معضلات الديمقراطيه التى تُستَوّلَد من رحمها (الأخطاء العظمى) إذا جاز لنا القول.

رجب أردوغان وتربص الداخل والخارج.

فى الواقع ثمة أسباب عده تذب بنا ذباً نحو التناول الموضوعي للمسألة التركية تحت رعاية السيد رجب أردوغان، فالدولة طيب العميقة الخفية منها والظاهره للعلن..، سواء فى عمق الداخل التركى، أو الخارج بامتداده الغربي والشرقي، الجناحين يسعيانِ بشكلٍ متوازىٍ للإطاحه بمشروع أردوغان التحررى والفكرى والسياسى، وعلى وجه الخصوص بعد أن ترجم عمليًا خلال عقدين إستطاعته الأخذ بتركيا إلى مصاف الدول الكبار وحقق لها رقم على مستوى الإقتصاد، المستوى التقنى العسكرى، فتح أسواق عالميه للمنتجات التركيه، البنيه التحتيه، وأهمها المضى قدمًا فى إعادة تشكيل وعى المواطن التركى وفق معايير إسلاميه، وهذه الأخيره تحتاج لمجهود متواصل وناعم، ويتطلب إختراق عقل وقلب الانسان التركى، كل ما سبق تراه المعارضه التى تتلفح رداء العلمانيه والقوميه تهديداً لها.. كما يرى الغرب أن أردوغان يأخذ بتركيا حيث التملص من النظام العالمى والإنسلاخ عن دولته العميقه.

أسئله استراتيجية مهمة.

لماذا يجب الإبقاء على الطيب أردوغان؟، ولماذا يرى الغرب البُد من التخلص منه؟!، وماهو البديل لمشروع أردوغان السني الذي يتلمظ ليملئ الفراغ؟.
الخطأ الفادح الذي أرتكبيته الأنظمة العربية بتراخيهم عند إسقاط صدام حسين.
فى السادس من أغسطس آب 1990 صدر قرار الأمم المتحدة رقم 661 لفرض حصار دولى قاسٍ على جُل فئات الشعب العراقى..كمقدمه ساهمت فى إنهاك العراق..ومن ثَمَّ سهلت غزوه فى 19 مارس آزار عام 2003 من القوات المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحده الأميركيه، خَلّف هذا الغزو نتائج كارثيه، سقطت على إثره بغداد ولم تقم لها قائمه حتى الآن، وبسقوط صدام سقط السد السنى المنيع الوحيد آنذاك.. الذى كان يمثل الحوائل الصلبه لكبح جماح شهية التغول الشيعى الإيرانى فى المنطقه الذى يتمدد أينما يحل الفراغ، لقد كان سقوط صدام حسين (سقوط إستراتيجى كارثى) مازالت المنطقه تدفع أثمانه باهظه، فأميركا لم تأتى لتدافع عن حقوق مسلوبه أو تحرير رقاب وقعت تحت مقصلة ديكتاتورية صدام حسين، فالجغرافيا المجاوره للغرب على الجانب الآخر من التوسط تئن من التوتاليتاريات التى تحكم بالحديد والنار!.. والمحيط الجغرافى لجنوب أميركا يعج بالدكتاتوريات، ولم يتم تطبيقهم والإجهاز عليهم عسكرياً على هذا النحو.!
رجب طيب أردوغان وتعاطيه مع الهجوم الإرهابى فى نيوزيلندا.

عندما وقع الهجوم الإرهابي على مسجدين في مدينة كرايس تشرش بنيوزيلندا منتصف مارس آزار 2019 مخلفاً 49 شهيداً وعشرات المصابين أثناء صلاة الجمعه، أردوغان الزعيم السنى الوحيد الذى أرسل مبعوثين لتفقد الحادث وزيارة ضحايا الهجوم الإرهابى.. بل سافر بذاته لاحقاً إلى نيوزيلندا ليشد على أيد أهالى الضحايا، لولا الوجود التركي فى سوريا وليبيا لكن الوضع اتجه إلى وضعيه أكثر كارثيه على أهل السنه، ومن هنا وُجِدَ أن تركيا تحت قيادة طيب أردوغان الرقم الصعب..الذى يمثل العالم السنى ويحميه من التوغل الشيعى، ولهذا السبب يملئ الغرب الفراغات بتواجد إيرانى كلما حانت الفرصه..، وعلى وجه الخصوص فى الدول التى تتفوق فيها الديمغرافيا السنيه، سوريا واليمن مثال، وما التواجد الإيرانى فى العراق منذ 2003 بُعيد الإطاحه بنظام صدام حسين.. سوى مكافأه لإيران التى سهلت مهمة أميركا لغزو العراق.. حيث كانت تحمى ظهر الجيش الأميركى فى صحراء الناصريه لدخول واحتلال بغداد!، فأردوغان زعيم غير مرغوب فيه من الغرب على الصعيد الأقليمى، ومن القوميين والعلمانيين على الصعيد المحلى.. وهاتين الفئتين تتبنى الخطاب الغربى وتغازل الغرب، والغرب يدعمها بكل الوسائل الممكنه، من هذا المنطلق يتراءَ للغرب أن الإطاحه بنظام أردوغان..حتمية وجودية تضحى من أجلها بكل نفيث، بالطبع هناك العديد من الشواهد، منها الخطاب الإعلامى الغربى بكل أطيافه المحارب لتوجهات نظام أنقرا وتشويهه أمام الرأى العام العالمى والمحلى، ومحاولة إنقلاب الخامس عشر من يوليو 2016 العسكرى لم تغب مشاهده عن العين، محاولات حثيثه كلفت الغرب مليارات من الدولارات.
معضله الديمقراطيه كميكانزم وخلط الخطاب الموجه بما يتعارض مع الديمغرافيا.
 
النتيجه التي جاءت بها الانتخابات الأخيرة تحت ظل الديمقراطية تفضح عوارها من وجه، ومن وجه آخر جاءت النتيجه غير مرضيه أيضاً لخِفَاق نظام أردوغان فى التواصل مع الأعراق والإثنيات وذوى التوجهات المختلفه..، فمعضله الديمقراطية كميكانزم تُرغم الرجل السياسى لإخضاع جزء من إرادته السياسيه للجماهير، والجماهير التى ينقصها الوعى بمآلات تبعية القرار.. قد تقود الدوله للهدم لا للبناء، وهذا يتطلب العمل الدؤب لرفع مستويات الوعى لدى الجماهير.. بخطاب يلتفت حوله الجميع.. على الفكره المشتركه بين أطياف المجتمع.. وهذا بعينه ما يتناسب مع الجيو ديموغرافيا التركيه المتعددة، ولا يتحقق بالجمع بين الخطاب القومى والدينى معاً!، هذا الخلط يبدو جلياً فى الدراما التاريخيه التى تُعد أحد أدوات الخطاب الناعم الموجه للداخل التركى، لكن ثماره متواضعه ولن نؤتى أُوكلها سوى فى محيط ضيق، فالديموغرافيا التركيه منها ماهو كردى، أرمنى، عربى، وحتى (فارسى).. لكنهم فى المُجمَل مسلمون، فحين تمزج فكرة الإسلام وتلبسها لباس القوميه التركيه(وهذا ما تركز عليه الدراما التاريخيه التركيه!) سيجد الكردى والأرمنى والعربى..وغيرهم ممن يعيشون على أرض تركيا أنهم غير مشمولين بفكرة الأسلامى والعمل لدعوته..لأنه محصور قصراً على (العرق التركى)..وبالتالى ستعطى سبب غير مباشر لينتخب الناخب مَنْ يمثل قوميته!.. فدعوة الأسلام هى التى توحد لأنها تعلو فوق الأعراق وتجمع شتات الجغرافيا!، وهذا مايجب العمل عليه فى ظل معضلة الديمقراطيه وغياب الشورى والحل والعقد.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف