الأخبار
البيت الأبيض: إسرائيل استشارتنا في الغارات على غزة(حماس): الاحتلال ينقلب على وقف إطلاق النار ويستأنف الإبادة الجماعية بغزةالاحتلال يستأنف عدوانه.. مئات الشهداء والجرحى بغارات عنيفة على قطاع غزةترمب: طهران ستتحمل مسؤولية أي هجمات جديدة للحوثيينصحيفة إسرائيلية: هذا هو المرشح الأبرز لرئاسة (شاباك) خلفاً لرونين بارمقررة أممية تُحذّر من تطهير عرقي جماعي في الضفة الغربيةقناة: إدارة ترمب أبدت موافقة مبدئية على الخطة العربية بشأن غزةرونين بار يرفض قرار إقالته: سأواصل مهامي رئيسا لـ (شاباك)تهجير قسري وتخريب للممتلكات.. الاحتلال يصعّد عدوانه على طولكرم ومخيمهاعشرات الشهداء بالضربات الأميركية على اليمن والحوثيون يتوعدونوزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني: 10% من أهالي غزة فقط يحصلون على مياه شرب(يونيسيف): مليون طفل في قطاع غزة يكافحون من أجل البقاءنتنياهو يُقيل رئيس (شاباك) رونين بارشهيد جرّاء قصف من مسيّرة إسرائيلية في بلدة جحر الديك وسط قطاع غزة(سي إن إن): أميركا استغرقت وقتا للتخطيط للضربات على اليمن
2025/3/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشجرة السخية

تاريخ النشر : 2023-06-08
الشجرة السخية 

الشاعر الأميركي شل سيلفرشتاين ( 1930 _ 1999 ).

ترجمة: حماد صبح
 
أحبت شجرة طفلا،
فصار يأتيها يوميا،
ويجمع ما تساقط من ورقها،
ويصنع منها تيجانا، ويلبسها
ممثلا دور ملك الغابة .
وكان أحيانا يتسلق ساقها،
ويتدلى من أغصانها،
ويأكل حبات التفاح التي
كانت تلاعبه أحيانا لعبة الاستغماية.
وكان إذا تعب ينام في ظلها،
وانتهى شأنه بأن أحبها من كل قلبه.
ومرت السنون، وكبر الطفل،
وازدادت وحشة الشجرة لغيابه،
وجاءها يوما، فقالت: " تعال يا فتى، وتسلق
ساقي، وتدلَ من أغصاني، وكل من حباتي، والعب
في ظلي، واسعد ! ".
فقال: " كبرت جدا على التسلق واللعب .
أحب شراء الأشياء، واللهو.
أريد بعض المال. "

قالت الشجرة: " آسفة . ليس لدي مال .
ما لدي إلا الأوراق وحبات التفاح .
فخذ حباتي وبعها في المدينة لتنال المال
وتسعد ! "
فصعد عليها ، وقطف ثمارها،
ومضى بها، فسعدت بما فعل .
وطال غيابه بعدئذ مما أحزنها،
وعاد يوما، فطربت فرحا لعودته ، وقالت :
" تعال يا فتى ! تسلق ساقي، وتدلَ من أغصاني واسعد ! " .
فقال: " تشغلني شواغل كثيرة عن تسلق الشجر . أريد بيتا
يدفئني. أريد زوجة وأولادا، ولهذا أريد بيتا . هل تهبينني بيتا ؟! ".
قالت: " لا أملك بيتا . الغابة بيتي ، ولك ان تقطع أغصاني ، وتبني منها بيتا، فتسعد"
فقطعها ومضى بها لبناء بيت، فسعدت بما فعل.
وطال غيابه بعد ذلك.
وسعدت به حين عاد يوما سعادة عظيمة حتى كادت تعجز عن الكلام، فهمست:
" تعال يا فتى ! تعال والعب ! "،
فقال : " أنا أكبر سنا وأكثر حزنا من أن ألعب . أريد زورقا يحملني بعيدا عن هذا المكان.
هل تهبينني زورقا ؟! ".
قالت :" اقطع ساقي، واصنع منها لك زورقا، وعندئذ تستطيع الرحيل ، والشعور بالسعادة . "
فقطع ساقها ، وصنع منها زورقا، ورحل بعيدا ، فشعرت بالسعادة إلا أن شعورها
ما كان صادقا.
وعاد إليها بعد زمن طويل، فقالت: " آسفة يا فتى ! لم يبق لدي ما أهبه لك.
ذهبت كل ثماري . " .
فقال: " أسناني أضعف من أن تأكل ثمارك . "
قالت: " وأغصاني ذهبت . لا يمكنك الآن أن تتدلى منها .
فقال: " أنا أكبر الآن من أن اتدلى من الأغصان . "
قالت: " وذهبت ساقي . لا تستطيع أن تتسلقها . أتمنى لو أستطيع أن أهبك شيئا إلا
أنني لم يبق لدي شيء . لم يبق سوى أصل ساقي . آسفة . " .
قال : " لا أريد الكثير الآن . لا أريد سوى مكان هادىء أقعد فيه وأستريح . أنا متعب جدا . "
فقالت وهي ترفع قامتها بأقصى قدرتها : " حسن ! أصلُ ساقي مكان صالح للقعود والراحة .
تعال يا فتى واقعد ! اقعد واسترح! "، فقعد، فشعرت بالسعادة.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف