
هبَّ النسيم
شعر: معاذ أحمد العالم
هبَّ النسيم وطاف في الأفق طائف
من فوح أزهار التلول يناجيني
من شذى الياسمين في جنبات قريتنا
وعبق الزهر في ربى فلسطين
فأشعل بي الوجد للقاء ثانية
أطفي به عطشي بالشَّهد ترويني
ويدب في روحي ويحيي مهجتي
دفق الحياة جديدا في شراييني
فأذكر أياما عسشنا بها زمنا
بين الربوع بعمر الورد عشريني
بين الرفاق وطيب العيش يجمعنا
لا هم يحزنني ولا الأيام تشقيني
ونحن في نعمة من الجنات ترفدنا
بها الأرض من خير فتكفيني
نعيش في حب فلا بغض يفرقنا
ولا الايثار بين الناس يعنيني
نغدوا مع الصبح والآمال تحملنا
ونؤوب عند مغيب الشمس راضين
بما يجود به الرزَّاق من خير
وما تجود به من الزيتون والتين
ومن قمح وخيرات بها تحنو**
الخوابي**عطاء بين الحين والحين
في الصيف يثري الأرض موسمنا
وفي الشتاء بقرب النار تدفيني
صوت المواويل تصدح في مرابعها
والميج والأوف في التلات يشجيني
وشادية الدوح تشكو هَمَّ غربتنا
كأنما شدوها صدى زمن يناغيني
فيشب في نفسي يرد طفولتي
رجع من ربيع العمر راح يغنيني
أطوف طول اليوم من تل إلى جبل
أُلاحق الطير والنحل والآمال تزجيني
اصطاد طيرا لأختي كي تسر به
ومن رحيق الرهر شهدا منه تسقيني
أنام على مهد من الديباج أصنعه
متوسدا من الزهر باقات الرياحين
وشربة من الغدير أروي بها ظمأي
وكسرة من رغيف الخبز تكفيني
أبيت خالي البال لا شيء يؤرقني
وأغدو بحال من النعماء يرضيني
فيا ربّ هل لنا من لدنك قارعة؟
تشفي الغليل تدمر كل صهيوني
أرى فلسطين قد عادت لساكنها
وعادت الأفراح في ربوات سخنين
وفي يافا وسهل اللد أعراس
والرملة الغراء بالأحضان تطويني
والقدس مسرى نبي الله قد لاحت
بشائر التحرير من أنذال صهيون
ويرجع النازحون إلى الأرض التي
عاش الجدود بها حقبا مقيمين
فما لي سواك يا ربي الوذ به
ومن سواك يا ربّ من يأسي يواسيتي؟
عمَّ البلاء وما سواك لنا سند
ومن سواك من الشيطان يرقيني؟
____________
** تحنو : تجود، تعطف
** الخوابي: جمع خابية تصنع من الطين والتبن لخزن الحبوب والثمار المجففة
شعر: معاذ أحمد العالم
هبَّ النسيم وطاف في الأفق طائف
من فوح أزهار التلول يناجيني
من شذى الياسمين في جنبات قريتنا
وعبق الزهر في ربى فلسطين
فأشعل بي الوجد للقاء ثانية
أطفي به عطشي بالشَّهد ترويني
ويدب في روحي ويحيي مهجتي
دفق الحياة جديدا في شراييني
فأذكر أياما عسشنا بها زمنا
بين الربوع بعمر الورد عشريني
بين الرفاق وطيب العيش يجمعنا
لا هم يحزنني ولا الأيام تشقيني
ونحن في نعمة من الجنات ترفدنا
بها الأرض من خير فتكفيني
نعيش في حب فلا بغض يفرقنا
ولا الايثار بين الناس يعنيني
نغدوا مع الصبح والآمال تحملنا
ونؤوب عند مغيب الشمس راضين
بما يجود به الرزَّاق من خير
وما تجود به من الزيتون والتين
ومن قمح وخيرات بها تحنو**
الخوابي**عطاء بين الحين والحين
في الصيف يثري الأرض موسمنا
وفي الشتاء بقرب النار تدفيني
صوت المواويل تصدح في مرابعها
والميج والأوف في التلات يشجيني
وشادية الدوح تشكو هَمَّ غربتنا
كأنما شدوها صدى زمن يناغيني
فيشب في نفسي يرد طفولتي
رجع من ربيع العمر راح يغنيني
أطوف طول اليوم من تل إلى جبل
أُلاحق الطير والنحل والآمال تزجيني
اصطاد طيرا لأختي كي تسر به
ومن رحيق الرهر شهدا منه تسقيني
أنام على مهد من الديباج أصنعه
متوسدا من الزهر باقات الرياحين
وشربة من الغدير أروي بها ظمأي
وكسرة من رغيف الخبز تكفيني
أبيت خالي البال لا شيء يؤرقني
وأغدو بحال من النعماء يرضيني
فيا ربّ هل لنا من لدنك قارعة؟
تشفي الغليل تدمر كل صهيوني
أرى فلسطين قد عادت لساكنها
وعادت الأفراح في ربوات سخنين
وفي يافا وسهل اللد أعراس
والرملة الغراء بالأحضان تطويني
والقدس مسرى نبي الله قد لاحت
بشائر التحرير من أنذال صهيون
ويرجع النازحون إلى الأرض التي
عاش الجدود بها حقبا مقيمين
فما لي سواك يا ربي الوذ به
ومن سواك يا ربّ من يأسي يواسيتي؟
عمَّ البلاء وما سواك لنا سند
ومن سواك من الشيطان يرقيني؟
____________
** تحنو : تجود، تعطف
** الخوابي: جمع خابية تصنع من الطين والتبن لخزن الحبوب والثمار المجففة