الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حب أهل البيت بين التشيع والتصوف والتسلف (9)

تاريخ النشر : 2023-06-03
حب أهل البيت بين التشيع والتصوف والتسلف (9)

سيد سليم سلمي محمد

حب أهل البيت بين التشيع والتصوف والتسلف (9)

تقصير الأزهر، ومعظم علماء السنة سبب هام

بقلم: الكاتب والداعية الأزهري سيد سليم سلمي محمد ـ عضو اتحاد كتاب مصر

لاشك أن علماءنا أهل السنة يتحملون نسبةً كبيرةً من هذا التشيع الذي يقع فيه الشباب والكبار؛ بسبب تقصيرهم في بيان فضل السادة أهل البيت، وكيفية حبهم الحب الصحيح دون غلوٍ أو تفريطٍ. وقلما نجد عالماً جعل خطبةً من خطب الجمعة، أو درساً من دروسه، أو محاضرة من محاضراته، أو كتاباً من مؤلفاته عن السادة أهل البيت، وبيان فضلهم، ومالهم من منزلةٍ، وما تحملوه من معاناة، وكيف قابلوا كل ذلك بالصبر الجميل، والعفو والمسامحة، والنصح للمؤمنين. وليس معنى هذا أن كل العلماء مقصرون، إنما أتحدث عن معظم الدعاة وهم ألوف كثيرة ومنتشرة في شتى المنابر والمعاهد والجامعات. ورغم هذا التقصير من أعلام الدعوة في هذا العصر؛ فقد وجدنا أعلام حبٍ في كل مجالٍ يهيمون حباً في هؤلاء السادة، ومعظم هؤلاء العلماء من المحسوبين على التيار الصوفي، أو المحبين لهذا الفكر، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر بالفضل السادة أئمة وأعلام الأزهر مثل: مفتي وداعية الأزهر الشيخ يوسف الدجوي، والإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود، وخطيب الأزهر الشيخ صالح الجعفري، والإمام الأكبر الحالي الدكتور أحمد الطيب، والمحدث الشيخ عبد ربه سليمان، ومولانا الإمام الشيخ محمد زكي إبراهيم، وكثرة من سادتنا علماء الأزهر.

ومن الأدباء والمفكرين: الأستاذ العملاق عباس محمود العقاد، والأستاذ المفكر خالد محمد خالد. إن هؤلاء العلماء والمفكرين يشهد معظم الناس لهم برفيع العلم، ونبل القصد، وسمو العاطفة؛ فالإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود كاد يوقف معظم مؤلفاته على سيرتهم العطرة المباركة وسير أحبابهم؛ تأليفاً وشرحاً وتحقيقاً.

والشيخ صالح الجعفري كان درسه بعد صلاة عصر الجمعة ملاذاً لمحبي سادتنا أهل البيت والصالحين من عباد الله، وقد تمت طباعة دروسه كما أن للجعفري دار نشر مليئة بالدرر(دار جوامع الكلم) بجوار ضريحه المبارك والمسجد العامر بالدراسة، كما إن له دواوين شعرية تفيض حباً لهؤلاء السادة.

والشيخ عبد ربه سليمان صاحب الدرس الشهير بالأزهر، ولو لم يكتب إلا كتابه الرائع الذي أتمنى إعادة طباعته بصورة جيدة (فيض الوهاب) في الرد على المتنطعين المنكرين لبركات السادة لكفاه ذلك.

أما الأستاذ العقاد فهو كما وُصِف (أكبر مفكرٍ عربي معاصر) له سلسلة (العبقريات) والتي ضمها مجلد ضخم (إسلاميات) حوي مجموعة من كتبه هي: مطلع النور، عبقرية محمد، عبقرية الصديق، عبقرية عمر، عبقرية علي، عبقرية خالد، الحسين أبو الشهداء، فاطمة الزهراء.

وبمناسبة الحديث عن الأستاذ العقاد أذكر تعليقه على ما حدث من رجولة إيمانية للشاعر الفرزدق عندما جاشت عاطفته؛ فثارت شاعريته ضد الحاكم أو الأمير هشام بن عبد الملك ـ وهو ضمن الوفد في صحبته ـ حباً في سيدنا الإمام زين العابدين، ورداً على سؤال هشام، أو سؤال الوفد المرافق له (من هذا؟) أي الذي أفسح الناس له لتقبيل الحجر، ولم يفسحوا لهشام. وتحت عنوان(عاشق الجمال) يحدثنا العقاد عن هذا الشاعر ذي الموقف الفذ، وعن شعراء سادتنا أهل البيت عامة فيقول: "فإذا تعلقت القريحة بالجمال فلا جرم تزن الأمور بغير ميزان الحساب والصفقات فتعرض عن النعمة وهي بين يديها وتقبل على الألم وهي ناظرة إليه وتلزمها سجية العشق الآخذ بالأعنة فتنقاد له ولا تنقاد لنصيحة ناصحٍ أو عذل عاذلٍ لأن المشغوف بالجمال ينشده ولا يبالي ما يلقاه في سبيله.

ولقد تمثلت سجية عاشق الجمال في كل شعر نظمه شعراء الحسين وذويه تعظيماً لهم وثناءً عليهم فلم يتوجهوا إليهم ممدوحين وإنما اتجهوا إليهم صوراً مثلى يهيمون بها كما يهيم المحب بصورة حبيبه ويستعذبون من أجلها ما يصيبهم من ملام وإيلام". 

والأستاذ المفكر خالد محمد خالد، هو صاحب الفكر المستنير وله من المؤلفات في السير الطيبة في حب سيدنا رسول الله وأهله الكرام وصحبه الأعلام، كثرة من المؤلفات والمقالات منها: خلفاء الرسول، رجالٌ حول الرسول، وأبناء الرسول في كربلاء، وهذا الكتاب تصوير موثق ورائع للأحداث العظام التي مرت بسادتنا أهل البيت، تقرأه وكأنك تعيش الحال، وقلما يقرأه إنسان؛ إلا وتنساب الدموع من عينيه دون قصدٍ منه.

وكذلك كتب الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوي مقالاته الشهيرة في الأهرام تحت عنوان: (علي إمام المتقين) وصدرت في كتاب يحمل العنوان نفسه والذي أثار ـ كما أثارت المقالات ـ ضجة كبرى ومعارك بينه وبين بعض العلماء والمفكرين.

وأيضا لا ننسى أعلام أئمة مساجد السادة أهل البيت والدكاترة والمحاضرين من العلماء الكبار: مصطفى الحمامي، وعبد السلام حماد، وإبراهيم جلهوم، أحمد فرحات، والحسيني أبو فرحة، عبد الحليم الصافي، أحمد عمر هاشم، وغيرهم من السادة.

مناشدة للإمام الأكبر والسيد وزير الأوقاف وفضيلة المفتي والسادة المختصين

ولكل ما سبق أناشد السيد صاحب الفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر إمام أهل السنة والجماعة ـ وهو من السادة أهل البيت  ـ النظر في موضوع السادة أهل البيت، وكيفية تفعيل حبهم في واقعنا، والتحذير من الغلو الشيعي الذي يعتمد على سب بعض سادتنا الصحابة، وسيداتنا أمهات المؤمنين، كما أطالب بذلك السيد صاحب الفضيلة وزير الأوقاف، والسيد صاحب الفضيلة مفتي الجمهورية، وجميع السادة العلماء والمفكرين والكتاب والمبدعين الغيورين على الأزهر وعلى منهج أهل السنة والجماعة ـ وهم بفضل الله تعالى أهل فضل ونعمة ـ علماء أجلاء وهم شرف للإسلام في شتى بقاع الأرض؛ أناشدهم جميعاً التدخل السريع؛ لتدارك ما فات، والتحصين مما هو آت. 

إن الأزهر سُمِّي بالأزهر؛ نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء، فهل من اللائق بالأزهر ألا نجد ضمن مناهجه كتاباً يتحدث عن السيدة الزهراء، أو سيدَي شباب أهل الجنة؟! أم أن الأزهر يخاف أن يعود المذهب الشيعي الذي على أساسة تم تشييد الأزهر؟! وهل هذا السلوك من قلعة الشريعة يمكن أن يخدم أهل السنة والجماعة، أم أن هذا السلوك يقول لنا لسان حاله: إن الأزهر السني يقصِّر، أو يتجاهل السادة أهل البيت؛ فلا مانع من غزوٍ شيعيٍ يسد هذا الفراغ؟!.

إن البعض من أهل السنة المختلفين مع الأزهر والوهابية كتبوا وألمحوا بأن الأزهر قد سيطر عليه التيار الوهابي؛ فتوهب، أي: صار وهابيا.

ثم وماذا لو أن أحد دعاة الشيعة قال للبسطاء: إن الأزهر يحقد على السادة أهل البيت ويحجب تاريخهم ويمنع تدريس سيرتهم وما يتصل بحياتهم؟!.

لا أدري هل لدى الأزهر تخوف من أن نشر وتدريس حب السادة أهل البيت؛ يدفع الناس إلى التشيع، أو يعيد الأزهر إلى أحضان المذهب الشيعي، وينزع عن الأزهر سنيته؟!!

إن من أكبر المآخذ على الأزهر ألا نرى في مناهجه كتباً تتحدث عن الثقل الثاني سادتنا أهل البيت. إن من حق السادة أهل البيت على الأزهر ـ بصفته قبلة أهل السنة والجماعة ـ أن تُدرَس سيرهم الواردة في السنة الصحيحة بأكثر مما تدرس أهم التراجم؛ فهم صنو كتاب الله عز وجل، وعِدل السنة النبوية المباركة.

إنني أزهريٌ أغار على أزهرنا، وأحب له الخير، وأفخر به بين الناس على جميع المستويات العلمية والدولية، وكم تحدثت عن أزهرنا المبارك، وعن علمائه الأجلاء، وكم عتبت كذلك على كثرة من مشاهير العلماء، وأساتذة الجامعة الأزهرية؛ لكثرة علمهم، وكتبهم، ومحاضراتهم، مع قلة أبحاثهم عن أهل البيت، وكأننا نغفل الثقل الثاني بعد كتاب الله عز وجل.

إن هذا التقصير؛ دفع بعض المحبين لأهل البيت إلى الفكر الشيعي غير المعتدل، والبحث عن سير السادة في مظان كتبهم، أو في حوزاتهم العلمية؛ فشرب بعضهم الحب المنقوع بالسم الزعاف، وهذا الكلام يشهده الواقع المبرهن بتحول البعض إلى المذهب الشيعي، وليتهم درسوا المذهب الجعفري أو الزيدي ـ ففيهما اعتدالٌ ـ إنما ذهبوا إلى التيار الرافضي.

إن من الواجب على الأزهر إعلام المسلمين أن حب السادة أهل البيت من شعائر الله، وإن الأزهر لم يتغير اسمه؛ حباً في سيدة نساء العالمين الزهراء البتول؛ عليها السلام.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف