الأخبار
إصابات خلال اقتحام قوات إسرائيلية خاصة حي رفيديا في نابلسمجدلاني: خطاب الرئيس عباس بالأمم المتحدة اتسم بالواقعية السياسية ووجه رسائل متعددةغزة: مجمع الشفاء الطبي يصدر توضيحاً بخصوص وفاة ثلاثة توائمملك الأردن: نحذر من تجاوز الفلسطينيين في أي اتفاق سلامحماس: عملية القدس إمعان في التحدي وإصرار للرد على جرائم الاحتلالHuasun تحتل المرتبة الثالثة في قائمة وحدات الطاقة الشمسية التجارية الأكثر كفاءة في TaiyangNews لشهر سبتمبر 2023دعوات مقدسية للرباط في المسجد الأقصى لإفشال مخططات الاحتلالفلسطين ترحب بالبيان الصادر عن السعودية بشأن التوصل لخارطة طريق لدعم السلام باليمنأول تعليق من فتح على خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدةالرئيس عباس: لا سلام في الشرق الأوسط دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقهإصابة شاب برصاص الاحتلال بزعم تنفيذه عملية طعن في القدس المحتلةجوائز أوتوميكانيكا دبي 2023 تستقطب عددًا قياسيًا من المشاركاتالمالكي يلتقي وزير الدولة للشؤون الخارجية لجمهورية المالديفميسي يتحدث عن إمكانية مشاركته في مونديال 2026القدس: الاحتلال يعتقل طفلاً ويفرض الحبس المنزلي على آخر
2023/9/22
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثقافة السندويشات المسيحية الإسلامية

تاريخ النشر : 2023-06-01
ثقافة السندويشات المسيحية الإسلامية

باسل قس نصر الله

"ثقافة السندويشات المسيحية الإسلامية" 

بقلم: المهندس باسل قس نصر الله

"أن نحيا" هو شيءٌ يختلف عن "أن نعيش".

لا نريدُ أن نتسامحَ مع بعضنا البعض، لأننا نريدُ أن نَكون كعائلة .. نُحبُّ بعضنا .. نتشارك ضحكاتنا وابتساماتنا وحزننا ودموعنا .. كما كنا نتشارك طعامنا في مدارس طفولتنا.

عندما كنّا أطفالاً .. كانت أمهاتنا تصنعنَ "سندويشات" لذيذة نضعها في حقائبنا المدرسية لنأكلها هناك ... وكل أمٍّ تصنع شيئاً، وكنا عندما نقضم الطعام بأفواهنا الصغيرة، نسأل بعضنا البعض عن نوع "السندويش" ثم يبادر كلّ طفل إلى أن يأخذ قضمة من عند رفيقه.

هذه الطفولة ما زلت أذكرها .. صوت الأطفال "خليني أذوق" .. ونتشارك بالطعام.

اليوم كبرنا وذهبت طفولتنا بلا عودة .. وعندما يَصدُف أن أرى طفلين يَتذوق بعضهما "سندويشات" بعض .. أطمأن أن بلدي بمليون خير.

هؤلاء الأطفال الذين يتشاركون الطعام بينهم .. هم أنفسهم يتشاركون الوطن عندما يكبرون .. ويتركون الأجيال التي بعدهم يتشاركون - مثلهم - الطعام ويكبرون ليشتركوا بالوطن .. محبة وإخلاصاً.

مضت أيام، عندما مارستُ دوري كأب وذهبتُ لأخطب لإبني، وكان معنا رفاقه.

من خلاله ومن خلال رفاقه الذين كانوا لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة .. إطمأنيت أن هذا الوطن قوي .. ولكن ما أدهشني أن كل واحد منهم من مذهب وطائفة .. فلم أعرف منهم المسيحي أو المسلم أو غيره .. وتحادثتُ قليلاً معهم واستمعتُ إليهم .. وإلى ضحكاتهم .. ونكزاتهم لبعضهم والقليل من ذكرياتهم.

حدثني أحدهم أن الجميع - بدون اسنثناء - كانوا يؤكدون أنه مسلم من خلال اسمه ولا يشكّون لحظة أن صديقه "سيمون" هو مسيحي .. ولكن العكس هو الصحيح .. فهو مسيحي وصديقه "سيمون" هو علويّ وقد سماه والده على اسم "سيمون بوليفار".

ومن يشكّ بأن اسم "هيلين" هو لأنثى من الطائفة الاسماعيلة وليست مسيحية؟

إن ابني ورفاقه جعلوني أطمأن أن أطفال المدارس في سورية عندما يكبرون فَهم لن ينسوا "قضمات الطعام" التي صنعتها أمهات رفاقهم .. صنعتها فاطمة وجورجيت وزينب وغيرهنّ.

فعلاً علّمتنا سورية أن ما نأكله مع بعضنا .. ونلعب وندرس وتعلو صيحاتنا الطفولية .. هي التي صمدت أمام الجنون الذي مرّ عليها.

مبروك ابني بخِطبتكَ برفاقكَ

اللهم اشهد اني بلغت
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف