الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أثر الاتفاق السعودي الإيراني على المنطقة

تاريخ النشر : 2023-05-28
أثر الاتفاق السعودي الإيراني على المنطقة

بقلم: عبد اللطيف توبه-  ماجستير العلوم السياسية - جامعة بيرزيت

تعتبر الحرب الروسية الأوكرانية المحركة للتحولات في السياسة الدولية، بحيث أعادت صياغة العلاقات بين بعض الدول على أسس مشتركة ومتفق عليها ضمنيا بين الدول متجاوزة كل ما ران على علاقاتها من خلافات للوصول إلى تحالفات مناهضة لعالم أحادي القطبية َإما سياسيا مثل إيران والدول التي تنحو نحوها كسوريا و حزب الله في لبنان ومؤخرا اليمن، أو اقتصاديا مثل الصين، وعلى الجانب الآخر فإن هناك دولا داعمة بقوة للسياسة الأمريكية منها دول الناتو وإسرائيل، وقسم ثالث ممسك العصا من النصف باستغنائه عن كلا الطرفين بما يتيحه له اقتصاده وهو على الرغم من هذا بحاجة لكليهما في الوقت نفسه، وهذا هو الحال مع المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي.
 
تجري حالة استقطاب كبيرة بين شقي الرحى، والمستهدف هي دول القسم الثالث أو من يمسكون العصا من النصف تقود _كما ذكرت_ إلى اعادة صياغة جديدة للعلاقات الدولية لا سيما على المستوى الاقليمي، ومن التحالفات أو ما يشبه التحالفات التي تمت اعادة صياغتها باتفاق بين إيران وحلفائها في منطقة الشرق الاوسط (سوريا، لبنان ممثلة في حزب الله، سوريا، النظام الحوثي في اليمن) والسعودية برعاية صينية.

تنقلب الموازين في السياسة ، وتأخذ الأحداث مناحٍ غير متوقعة، ورأس الحكمة هنا الميكافلية "فالغاية تبرر الوسيلة " فمن مصلحة الصين وحليفتها روسيا أن لا يبقى بين السعودية كدولة بهذه القوة الاقتصادية النفطية و إيران القوة النووية التي يخشاها الجميع في الخليج العربي أي عداوة في الظرف الحالي، فالرياض تطمح من اتفاقها مع طهران إلى الذهاب بمنطقة الخليج العربي إلى نوع من السلم المفقود للمرة الأولى منذ حرب الخليح، وهو ما تحتاجه الرياض للمضي قدما في سياسة الانفتاح السعودي، فهي بذلك تضع الهم الايراني جانبا بعد أن ضمن الاتفاق عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين، ما يحقق لها الاستقرار الداخلي الذي بثقة عالية اكتسبتها من بكين، وهي هنا من جانب آخر خرجت من تحت عباءة الحماية الأمريكية والتي تدفع لها ثمنا من إيراداتها النفطية.

تجتمع رغبات الحلفاء حتى تتوحد، ففي المقابل فإن إيران حققت فائدة كبيرة من هذا الاتفاق، فطهران قد لبت رغبة لحليفتها بكين التي تشهد علاقاتها توترا مع واشنطن، فهي تلوح بها كعصا تهديد من بعيد تجعل إدارة بإيدن و من خلفها اسرائيل تفكران ألف مرة قبل الإقدام على عمل معادٍ ضد إيران، وهي ترسل بذلك رسالة إلى اسرائيل مفادها ان محور الممانعة قد اكتمل نصابه، وان ما تسمية واشنطن وتل أبيب بالدول المارقة قد أمست دولا ذات وزن وثقل عالمي، وبإمكانها إحداث ذات الأثر الذي يمكن للولايات المتحدة ان تحدثه، فالسلاح النووي موجود، والفيتو موجود، والحلفاء هم اليوم اكثر من أي وقت مضى حتى أولئك الذين تقيم واشنطن قواعدا عسكرية على أراضيهم قد أصبحوا مرتبطين بها باتفاقات وبضمانات تساوي الضمانات التي تقدمها واشنطن لتل أبيب.

سارت الخطوات واثقة نحو هنا الاتفاق الذي أعاد رسم خريطة جيوسياسية جديدة لمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، فقد خلق نوعا من التوازن العسكري و هذا ما شهدناه في سوريا وتجرؤها على الرد على الغارات الاسرائيلية على اراضيها، وأعاد تشكيل "محور المقاومة" في لبنان وسوريا وفلسطين بالاضافة الى اليمن والعراق دون اقامة أي اعتبار لأمريكيا وإسرائيل، وكانت هذه بمثابة صفعة لم تتوقعها اسرائيل في هذا الوقت اعادت لسوريا بعض ماء الوجه واعطتها الحق في الرد على اعتداءات إسرائيل.
 
يمكن القول بأن إسرائيل قلقت صفعة ثانية بموجب الاتفاق السعودي الايراني تمثلت في تعطيل او انهاء صفقة القرن التي عملت واشنطن وتل أبيب و بعض دول المنطقة ومن بينها السعودية والامارات و مصر على التمهيد لها بالتطبيع والبحث عن عوامل مشتركة توجت بمؤتمر الدين الابراهيمي في الامارات و هذا يجعل اسرائيل تتوقف لتفكر ان صفقة القرد لم تعد مجدية في ظل هذا الوضع الجديد، تتوقف لتنظر الى السعودية التي كانت تامل ان تطبع معها ليكتمل حلم مشروع البحر الاحمر كان ذلك في وقت كانت السعودية و التحالف العربي يشن حربا على الحوثيين في اليمن و تستجدي الولايات المتحدة لحمايتها منهم .اما اليوم فلم يعد للحوثيين تهديد ولا لايران التي تخوف بها اسرائيل و امريكيا منطقة الخليج بموجب بنود الاتفاق وبضمانة صينية مما لا يدع السعودية الى الهرولة للتطبيع مع اسرائيل.

يمكن القول إن الاتفاق السعودي الايراني أعاد رسم معالم تحالف إقليمي جديد في الخليج العربي والشرق الأوسط، وحجّم الدور الأمريكي فيهما، فطرح سؤالا اسرائيليا عن جدوى التطبيع ومستقبله في المنطقة، وشكل ما يشبه تحالفا مسلحا يقف في وجه اسرائيل، كما إنه خلق شيئا من التكامل السني الشيعي يمتاز بخصوصية كل طرف دون ضرر أو ضرار.

تظهر الصين في رعايتها للتوقيع على الاتفاق السعودي الايراني بانها دولة عظمى، وقوة سياسية قادرة بامتياز على ممارسة الدبلوماسية عالميا وقادرة على ان تكون راعية حقيقية للسلام في أي مكان في العالم و تدخل كوسيط سلمي في اعقد المسائل و تحلها في وقت كانت تتهم فيه بالتقوقع على نفسها ولا يعنيها من شان العالم إلا الاقتصاد، ظهرت الصين بهذا الاتفاق انها امة حرة بسياستها بعيدة عن ميول اللوبيات او الدولة العميقة او دول الظل التي تحكم الغرب و تديرهبسياسة المصلحة وفرق تسد.

يبقى لهذا الاتفاق ما بعده سيما وإن منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط باتت بهذا الاتفاق منطقة صراع اكثر من أي وقت مضى، يأتي ذلك في وقت يتسع فيه نفوذ بكين من خلال السيطرة الاقتصادية وتعزيز السوق الصيني في المنطقة واعادة احياء طريق الحرير القديم وعلى المستوى السياسي من خلال دخولها في المساع الدبلوماسية وسبل التعاون الثنائي، كل ذلك يحدث بالتزامن مع تراجع للنفوذ الامريكي في السنوات الأخيرة وانكماش للداخل لا سيما بعد فوز بايدن بالرئاسة واستمرار إسرائيل في سياساتها و تهديدها الدائم لايران وحلفائها في محيط إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف