قصة قصيرة
رسالة
مرت الأيام و السنين و لم تحصل على خبر نسيت ساعي البريد وما يمكن أن يحمل من صور،إنتظار مُثلج أفقدها القدرة على النوم،كانت تنظف النافذة و تعطرها كل يوم تحوطها بأُمنية تزيد نبضها و تواصل تفاصيل يومها،ترى هل سيأتي اليوم الذي به تسمع الخبر؟؟؟؟فجأة اهتزت الأرض و صرخت السماء بلباد الظلمة و الدخان و كانت الحرب دقت غبارها،لم تتوقع أَنهُ سيتركها لتعيش تحت الأنقاض،اختفت طفلتها ولا تعلم الى أين يسير بها الظلال و الى أي باب و هل هناك أمل بقي في أن ترى وجهه الغاضب المبتسم!!!
بقلم: أمال السعدي
إنتظارٌ طارحَ العتيد
غارت بهِ الوصفة وعلا التنهيد
وَهَل الوقت موغِلاً
كتب قصة نُهكِ الوعيد
كان يوما مشرقاً تلاعب طفلتها على سطح البيت تحت ظلال الشمس، فجأة ظهر من بين أطياف الصمت ملوحا بعودة لا فهم لها ولا تفسير بعد غياب طويل،عاد ليقضي الليلة و ينشر خبر الرحيل،بقيت بصمت لا حول لها في التفكير لم تنطق بكلمة كأن الصدمة الغت كل مشاعرها، تحسست حرارة حادة كحرارة نزفٍ يلامس جسدها،أعد عدته و خرج في الصباح الباكر، خرج مودعا كأنه فعلا الوداع الأخير، لكن عقلها يأن وسؤال يدن في ذهنها ما الذي يدعو الى اختيار الموت على إحتضانٍ الحب و الوليد؟
أخذت طفلتها في حضنها طوال اليوم كأن هناك من سيختطفها من روحها،و ذلك السؤال يدوي محلقا وباحة الجواب مبهمة لا قوة لها و قدرة على التحليل و التفسير،وعد أنه سيكتب ليبلغ بأخر الاخبار،بقيت عالقة على شباك الإنتظار لعل يوما الساعي يخطو ويمر ويدق على بابها و هو حامل الخبر الاخير،صار الموت لغة تحاور بهِ الأيام ،لم يخذلها اليوم بل أصرت على الوقوف كالصخرة لانها موكَلة ببناء جيلها الخاص، ابنةٌ حلمت في أن تقدم لها العالم مختلفا عن كل الظلمات التي عايشتها، أحتلت الابتسامة وجهها باقي العمر وهي تصارع لحظ الأخر لمعاناتها و ما يحيطها من معلومات موجعة....
غارت بهِ الوصفة وعلا التنهيد
وَهَل الوقت موغِلاً
كتب قصة نُهكِ الوعيد
كان يوما مشرقاً تلاعب طفلتها على سطح البيت تحت ظلال الشمس، فجأة ظهر من بين أطياف الصمت ملوحا بعودة لا فهم لها ولا تفسير بعد غياب طويل،عاد ليقضي الليلة و ينشر خبر الرحيل،بقيت بصمت لا حول لها في التفكير لم تنطق بكلمة كأن الصدمة الغت كل مشاعرها، تحسست حرارة حادة كحرارة نزفٍ يلامس جسدها،أعد عدته و خرج في الصباح الباكر، خرج مودعا كأنه فعلا الوداع الأخير، لكن عقلها يأن وسؤال يدن في ذهنها ما الذي يدعو الى اختيار الموت على إحتضانٍ الحب و الوليد؟
أخذت طفلتها في حضنها طوال اليوم كأن هناك من سيختطفها من روحها،و ذلك السؤال يدوي محلقا وباحة الجواب مبهمة لا قوة لها و قدرة على التحليل و التفسير،وعد أنه سيكتب ليبلغ بأخر الاخبار،بقيت عالقة على شباك الإنتظار لعل يوما الساعي يخطو ويمر ويدق على بابها و هو حامل الخبر الاخير،صار الموت لغة تحاور بهِ الأيام ،لم يخذلها اليوم بل أصرت على الوقوف كالصخرة لانها موكَلة ببناء جيلها الخاص، ابنةٌ حلمت في أن تقدم لها العالم مختلفا عن كل الظلمات التي عايشتها، أحتلت الابتسامة وجهها باقي العمر وهي تصارع لحظ الأخر لمعاناتها و ما يحيطها من معلومات موجعة....
مرت الأيام و السنين و لم تحصل على خبر نسيت ساعي البريد وما يمكن أن يحمل من صور،إنتظار مُثلج أفقدها القدرة على النوم،كانت تنظف النافذة و تعطرها كل يوم تحوطها بأُمنية تزيد نبضها و تواصل تفاصيل يومها،ترى هل سيأتي اليوم الذي به تسمع الخبر؟؟؟؟فجأة اهتزت الأرض و صرخت السماء بلباد الظلمة و الدخان و كانت الحرب دقت غبارها،لم تتوقع أَنهُ سيتركها لتعيش تحت الأنقاض،اختفت طفلتها ولا تعلم الى أين يسير بها الظلال و الى أي باب و هل هناك أمل بقي في أن ترى وجهه الغاضب المبتسم!!!
خمس سنوات مرت حيث ارتحلت عبر الهروب لتحمي طفلتها من غيض الشيطان في وسط مشبع بالذئاب الكل يبحث عن ضالته تحت أسم الحب ليسرق منها ما بقى وهي مازالت تنتظر الخبر و صول ذاك المنهك من الغياب، هذا ما كانت تتوقعه أنه يعاني مثلها و عليه قررت أن تحرر الواقع وتسطر الوقائع في رسالة لعلها تكون وقع لتحرير النفس و الخضاب اليومي،سطرت الكثير على الورق واصفة أحداث لم تتخيل أنها ستعيشها، بعض منها غريب و جديد و الأخر لا يخالف ما مرت به من وحشية الاغتصاب البشري،كانت كل ليلة تهدهد لطفلتها قبل النوم بصوت فيروزي منهك، حين تنام وتغفل الاجفان تعاود اكمال الرسالة، ترسم صور الظلم و الإخفاقات البشرية التي تعيشها يوميا،وقفت والحيرة تعلو صدرها محملة بقحلة من الاسئلة، لمن أكتب؟ و إلى أي عنوان أرسل؟ وتحت أي اسم؟ اتعبها التفكير والقرار غير أن تبقى على المواصلة ليوم قد يُحَل بهِ الحال،مزقت الورق و احرقته وهي تردد بصوت عالي لعل دخان صغير يبعثر التوقعات و يأتي بالحب أو يحسم صرف الغيابات، لم يأتي الخبر واستمرت في محاولة كتابة أي رسالة إلى عنوان مجهول لا علم لها أن ستصله ما كتبت و ستكتب أم سيمزقها السفر، لم يأتي ولم تتغير الصور بل الواقع زاد في الخطر...