الأخبار
قناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق
2024/4/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحرب في السودان وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ!

تاريخ النشر : 2023-05-16
الحرب في السودان وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ!

ياسين عبد الله السعدي

هدير الضمير

الحرب في السودان وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ!

بقلم: ياسين عبد الله السعدي

تدور في السودان الشقيق حرب ضروس بين فئتين متنافرتين من الجيش السوداني الوطني تختلفان في الرؤية لمستقبل الحياة السياسية في السودان كما يُعْلِن إعلاميا بينما الواقع ان الخلاف يدور حول المطلب الشعبي الذي كانت الجماهير بكل أطيافها الحزبية والسياسية تنادي بتحقيقه وهو تسليم السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة تمثل الشعب السوداني بكل أطيافه السياسية والتخلص من الحكم العسكري لكن شهوة الحكم هي التي تسيطر على القيادة لدى الطرفين.

بعد كثير من الاجتماعات الحزبية والمؤتمرات الشعبية تم التوافق على تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة بعد مدة محدودة. وقد وافقت قيادة الجيش السوداني على ما أجمعت عليه الأطياف السياسية السودانية وبدأت خطوات تنفيذ الاتفاق بإجراء الانتخابات في فترة زمنية محدودة لكن قيادة منظومة (الدعم السريع) رفضت تحديد السقف الزمني المعلن وطالب محمد مدني حميدتي بأن يكون الحديث عن تشكيل حكومة مدنية لتسلم السلطة بعد عشر سنوات مما اعتبر ان ذلك يعني تشبث حميدتي لأقصى مدة زمنية لتخليه عن قيادة مجموعة (الدعم السريع) ثم انه رفض دمج أفراد المجموعة في الجيش الوطني السوداني.

تم تشكيل مجموعة (الدعم السريع) كمنظمة ملحقة بالقوات المسلحة لكنها صارت قوة مستقلة في قراراتها وتصرفاتها وقيادتها خصوصا بعد الاطاحة بنظام البشير وازدادت قوتها واتسع نفوذها بعد أن سيطرت على مقدرات مناجم الذهب والبلاتينيوم والمعادن الثمينة وبلغ عدد أفراد (الدعم السريع) أكثر من 100000 مقاتل بصلاحيات غير محدودة مما جعلهم يتصرفون تصرفات بعيدة عن ممارسات الجيش النظامي المنضبط كما تعلن الأخبار وتنقل صور آثار نهب المحلات التجارية والاعتداء على الممتلكات العامة وجرائم القتل والصراعات القبلية في دارفور خاصة في مدينة الجنينة كما جاء في الأخبار.

طُرِحَتْ خمس مبادرات لتهدئة الأوضاع لمدة 24 ساعة ثم مبادرة لمدة ثلاثة أيام بمناسبة عيد الفطر المبارك بطلب من رئيس المنظمة الدولية ووزير الخارجية الأمريكي ولكن كان يتم خرق الهدنة خلال دقائق من اعلان بدئها واتهام كل طرف بانه البادئ بخرق الهدنة.

يعتقد كل طرف من طرفي الصراع انه القادر على حسم العركة عسكريا ولذلك يبادر إلى استئناف الاشتباك لتحسين مواقعه القتالية مما رفع حصيلة القتلى بحيث بلغ اكثر من 300 قتيلا واكثر من الف جريح مع ملاحظة تدهور حالة المستشفيات بحيث خرج معظمها عن الخدمة بما اصابها من الدمار او بسبب نفاد المواد العلاجية الضرورية المحدودة أصلا.

تحت وطأة اشتداد القتال والتخوف من تدخل القوى الأجنبية والإقليمية صرت ترى طوابير الفارين من جحيم المعارك الى دول الجوار أو إلى المناطق الأكثر أمنا في الداخل وزاد الوضع تعقيدا رحيل البعثات الدبلوماسية وممثلي وموظفي الجمعيات الخيرية الأجنبية وممثلي وموظفي الأمم المتحدة التي تقدم المساعدة للمحتاجين مما جعل المواطن السوداني يشعر بالقلق على مستقبله والخوف على حياته وحياة أسرته.

كثرت تصريحات الدول الأجنبية التي تزعم انها تتواصل مع طرفي الصراع وتدعو للالتزام بوقف اطلاق النار وتدعو الى الدخول في مفاوضات فماذا يعني وقف اطلاق النار والدخول في مفاوضات؟

هذه الطروحات المخادعة تعني أن وقف إطلاق النار أن يستقر كل طرف في المكان الذي يسيطر عليه وان المفاوضات تعني أن تفضي إلى أن يستقل كل طرف في المنطقة التي استقر فيها. ولكن من يضمن أن لا يعود الصراع من جديد تحت أي احتكاك يحدث.

من هنا يترسخ ما تسعى اليه الجهات التي تدعو إلى تنفيذ مؤامرة (تقسيم المُقَسّم وتجزئة المُجَزَّء) والتي بدأت ببتر جنوب السودان حيث صار جنوب السودان دولة مستقلة بتاريخ 9 يوليو عام 2011م، فهل تنشأ دولة (كردوفان) المسستقلة، لا سمح الله بزعامة حميدتي؟ الأيام القليلة القادمة سوف تحمل الجواب اذا لم يحسم الجيش السوداني المعركة ويحافظ على وحدة السودان.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف