أجلسُ على حافةِ الرصيف
نص: د. عبد الرحيم جاموس - عصو المجلس الوطني
الطُيورُ المهاجِرة ..
تعودُ إلى أوطانها ..
بعدَ قضاءِ رحلتها ..
وتنتظم صفوفها من جديد ..
***
الذين نحبهم رحلوا مبكراً ..
دون وداع لائقٍ بالحبيب ..
رحلوا إلى اللا مكان ..
وكنا على موعدٍ ..
للقاء قريب ..
****
قالوا: لن يعودوا ..
في ذاك المساء ..
هُم في سفرٍ يبدو بعيد ..
وأنا لا أنتظرُ عودةَ الصوتِ من جديد ..
ولا رجعَ الصَدى ..
****
في صباحٍ غائمٍ ..
أجلسُ وحْدي ..
على حافةِ الرصيف ..
اتساءلُ ما غايةُ الغيومِ العابِرة ..
انظرُ حَولي ..
افكرُ ببعضِ الأفكار العابِرة ..
أتفحصُ تفاصيلَ وجوهِ المارةِ ..
اقرأُ تفاصيلَ يومٍ جديد ..
****
أُحصي أوراقَ الشَجر ..
أعدُ قطراتِ المطر ..
أقف، اجلسُ، امشي ..
انظرُ ..
أجدُ نفسي ..
قد أصبحتُ في وسطِ الزِحام ..
**
هيَ مَرَّتْ مُسرعةً ..
كانت عُيونها ..
تقدحُ شرراً ..
تُبرقُ، تُرعدُ، تزمجرُ .. ..
تحدثُ نَفسها أحياناً ..
تشهقُ، تطلقُ زفيرها ..
للريحِ ..
****
عيونها تطلقُ سهامَ غضبٍ ..
تخترقُ أمواجَ ..
البَشر ..
غير آبهةٍ تعبرُ الرصيفَ ..
رمتني بسهمٍ ...
من نظراتها ...
ثم اختفت ...
بين الزحامِ ...
****
سنابِلُ حَقلها ..
قد نضجتْ ..
هي بكامِلِ مِشمِشها ..
روائح عطرِها عَبَقتْ ...
سَقطت بعضُ حُروفها ..
انفجرت آخرُ كلماتها ..
سِحراً، شَجراً، بَشراً ..
لا سرَّ في غاباتِ الشَجر ..
السِرُّ في غاباتِ البَشر ..
نص: د. عبد الرحيم جاموس - عصو المجلس الوطني
الطُيورُ المهاجِرة ..
تعودُ إلى أوطانها ..
بعدَ قضاءِ رحلتها ..
وتنتظم صفوفها من جديد ..
***
الذين نحبهم رحلوا مبكراً ..
دون وداع لائقٍ بالحبيب ..
رحلوا إلى اللا مكان ..
وكنا على موعدٍ ..
للقاء قريب ..
****
قالوا: لن يعودوا ..
في ذاك المساء ..
هُم في سفرٍ يبدو بعيد ..
وأنا لا أنتظرُ عودةَ الصوتِ من جديد ..
ولا رجعَ الصَدى ..
****
في صباحٍ غائمٍ ..
أجلسُ وحْدي ..
على حافةِ الرصيف ..
اتساءلُ ما غايةُ الغيومِ العابِرة ..
انظرُ حَولي ..
افكرُ ببعضِ الأفكار العابِرة ..
أتفحصُ تفاصيلَ وجوهِ المارةِ ..
اقرأُ تفاصيلَ يومٍ جديد ..
****
أُحصي أوراقَ الشَجر ..
أعدُ قطراتِ المطر ..
أقف، اجلسُ، امشي ..
انظرُ ..
أجدُ نفسي ..
قد أصبحتُ في وسطِ الزِحام ..
**
هيَ مَرَّتْ مُسرعةً ..
كانت عُيونها ..
تقدحُ شرراً ..
تُبرقُ، تُرعدُ، تزمجرُ .. ..
تحدثُ نَفسها أحياناً ..
تشهقُ، تطلقُ زفيرها ..
للريحِ ..
****
عيونها تطلقُ سهامَ غضبٍ ..
تخترقُ أمواجَ ..
البَشر ..
غير آبهةٍ تعبرُ الرصيفَ ..
رمتني بسهمٍ ...
من نظراتها ...
ثم اختفت ...
بين الزحامِ ...
****
سنابِلُ حَقلها ..
قد نضجتْ ..
هي بكامِلِ مِشمِشها ..
روائح عطرِها عَبَقتْ ...
سَقطت بعضُ حُروفها ..
انفجرت آخرُ كلماتها ..
سِحراً، شَجراً، بَشراً ..
لا سرَّ في غاباتِ الشَجر ..
السِرُّ في غاباتِ البَشر ..