الأخبار
شهداء وجرحى في قصف لطائرات الاحتلال على خانيونس ودير البلحاشتية: ما يقوم به الاحتلال بدفع المواطنين باتجاه رفح أكبر دليل على نية التهجيرحماس: جرائم الاحتلال وجيشه بحق شعبنا ستبقى لعنة تطاردهم ولن يفلحوا في تهجير شعبناتفاصيل اتصال هاتفي بين الرئيس عباس ونائبة الرئيس الأميركي كاميلا هاريسطائرات الاحتلال تستهدف شمال وشرق خانيونس بأحزمة ناريةالحية: الاحتلال يهدف في المرحلة المقبلة للدفع بجزء من الشعب الفلسطيني نحو مصرحماس: ما لم تحققه إسرائيل طيلة 50 يوماً قبل الهدنة لن تحققه بعدهامكتب نتنياهو: مع تجدد القتال الحكومة ملتزمة بتحقيق أهداف الحرببعد هدنة سبعة أيام.. شهداء وجرحى إثر عودة القصف الإسرائيلي على القطاعانتهاء الهدنة الإنسانية في قطاع غزةتفاصيل اجتماع الرئيس عباس ووزير الخارجية الأميركي في رام اللهبدء صرف سلف للمعتقلين وأسر الشهداء عبر البريدصحيفة: إسرائيل أبلغت الوسطاء بأنها غير معنية باستعادة جثث بالمرحلة الحالية من الهدنةهيئة الأسرى:الاحتلال اعتقل أعداداً كبيرة بغزة منهم أطباء ونساء.. واعتقال 3365 بالضفة منذ 7أكتوبرالاحتلال يعتقل 41 مواطناً في الضفة الغربية
2023/12/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تعب في الركبة

تاريخ النشر : 2023-05-16
تعب في الركبة
تعب في الركبة

قصة قصيرة

بقلم: د. أحمد الخميسي - قاص وكاتب صحفي مصري

كانت لدي منضدة صغيرة تفسخت قوائمها وأردت إصلاحها، وذات يوم وأنا في طريقي إلى البيت شاهدت إعلانا بالبوية على حائط بيت :" أبو السيد. نجار. منزل رقم كذا .. تليفون رقم ..". قلت لنفسي:" ممتاز". اتجهت مباشرة إلي العنوان المذكور، وهناك رأيت امرأتين ممتلئتين جالستين تحت شرفة الطابق الأول تثرثران. واحدة تبيع فطيرا مشلتت والثانية لا تبيع فطيرا، مكتفية بالجلوس ووضع يدها على خدها. سألت عن أبو السيد النجار، فردت البائعة: وحضرتك مش عاوز فطير؟. قلت : لاء. شكرا. فانصرفتا إلي الثرثرة. قلت: النجار موجود؟. قالت: لاء .. اتصل به. قلت : والتليفون عنده شغال ؟ قالت: التلفون ايوه .. النجار هو اللي مش شغال. بعيد عنك جاله تعب في الركبة. أضافت الأخرى: لكن محمود النجار موجود. استفسرت: طيب فين محمود؟. قالت: ح تلاقيه قاعد بيلعب طاولة مع صبحي الكهربائي في المحل آخر الشارع.

اتجهت لمحل صبحي الكهربائي. محمود عندك؟. قال: أي محمود؟ أصل لامؤاخذة عندنا ثلاثة محمود؟. قلت: النجار. صاح: آه .. فهمت! شوفه جنب محل الكفتة عند ربيع الحلاق، كان بيعمل له رف خشب. ذهبت لعم ربيع، وما إن نطقت باسم محمود حتى ضحك الحلاق العجوز بسرور كأنه تذكر شيئا مفرحا وسريا في الوقت نفسه، وقال ببهجة : محمود؟!! الله يخرب عقلك يا حودة.. واد مسخرة. شوفه على قهوة السكرية جنبنا. وقهقه يحدث نفسه وهو يتكتك بالمقص فوق رأس الزبون: يخرب عقلك يا حودة ! سألت الجرسون في المقهى: محمود النجار هنا؟. جاي حالا. تشرب إيه حضرتك؟. قهوة مضبوط . جلست. بعد نصف ساعة ظهر رجل من سني تقريبا يسأل عن النجار. قلت له: تفضل. اجلس، وأوضحت له أن أبو السيد لا يعمل حاليا لأنه جاله تعب في الركبة، لكن محمود شغال. سألني: ومحمود ألقاه فين؟. قلت له: أنا قاعد أنتظره. كلمة مني وكلمة منه سألني: وحضرتك أصلا من فين؟ قلت: من طنطا! . صاح : الله من فين في طنطا؟. من شارع كذا. معقول! طيب الاسم إيه بالكامل؟ عرفته بنفسي، فصاح: يا نهار أبيض؟! من بيت الحاج عبد الجواد؟! ونهض وأخذني بالأحضان قائلا: ألا تعرفني؟ أنا ابن بنت عمة ابوك الكبيرة.. نفيسه.. الله يرحمها! وأقسم الرجل بكل المقدسات أن يصحبني معه إلي طنطا لنتغدى عند أخته سهام وبذلك نصل ما انقطع من صلة الرحم. حاولت أن أرفض فعاتبني : إزاي؟ دي سهام تزعل قوي. ركبنا سيارة من رمسيس وبعد ساعتين كنا نأكل ملوخية وأرانب عند سهام وزوجها يحرك طاقيته فوق رأسه من وقت لآخر مغمغما " أهلا وسهلا". وبدأ الأقارب يتوافدون بعيالهم ونسوانهم، وكل واحد منهم يحتضني ويقبلني ويهز يدي بحرارة حتى انخلعت ذراعي وحل الغروب وبدأت أشعر بالإرهاق فنهضت محتضنا مودعا فردا فردا مترحما على الحاجة نفيسه.

في طريقي إلى البيت صادفت ورقة بإعلان على حائط " الأسطى حسنين النجار". لمحني صبي أتطلع إلي الرقم فوثب ناحيتي: عاوز الأسطى حسنين؟ قلت له بحزم: لاء شكرا، مش عاوز. وقلت لنفسي : " تفسخت قوائم المنضدة ، هذه حال الدنيا. جميعنا إلى زوال"، وأسرعت نحو بيتي، والصبي يجري خلفي هاتفا: " أنادي لك حسانيين .. حسسانييييين.. حسسا ".
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف