أحبكِ بلا استثناء

أحبكِ بلا استثناء 

بقلم: علي السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر 


بستاني قاحلٌ يا سيدتي   

فتعالي وادخلي بستاني 

وادخلي في أحلامي 

راوديني .. وصبِّي في فمي

واسقيني من نبعكِ الصافي 

ماء الحياة 

*

ورودي تكاد أن تزبل 

ونجمي يكاد أن يأفل 

وأنا الآن , حياتي , كالصحراء 

لا زرع فيها , لا ماء ,لا هواء 

فتعالي كي تمطر السماء 

وينبعث الدفء في عروقي 

وتسري فيَّ الحياة 

*

يا سيدتي , 

أنا حصان جامح

نسر جارح , فروضيني

وكوني لي الوطن والمنفى

كوني البحر والمرسى

كوني أُنثى بطعم القصيدة 

بطعم السفرجل والبرتقال 

أنثى تُغنيني عن كل النساء 

*

يا سيدتي .. 

أنا في الحب

تلميذٌ خام , أميٌّ 

لا أُجيد القراءة ولا الكتابة

ولا أعرف أبجدية النساء 

فبحق من منحكِ كل هذا الذكاء

علِّميني الحب على يديكِ

علميني كيف أحبكِ 

كيف أهواكِ , أو كيف

أقص جذور هواكِ

من الأعماقِ

*

كوني معلمتي الأولى 

كوني مدرستي الأولى 

وابدئي معي من الصفر

كوني ملهمتي 

وامسحي بيدكِ جبيني  

ليزهر البستان , يا زهرة الحياة 

روِّيني من شهد ينابيعكِ  

فأنتِ ... أنتِ سر الحياة

* 

أنتِ الحضارة يا سيدتي , 

انتِ قبيلة من النساء 

وأنا لا أعرف في كتاب الأنوثة حرفاً

ولا أُجيد , فن العشق

وأنتِ فيكِ كل النساء 

لقنيني الدرس الأول 

وابدئي معي من أول حروف الهجاء

اكتبي على وجنتيَّ زهرة

واطبعي على شفتي 

قبلة الحياة 

*

يا سيدتي هذا كتاب الأنوثة 

بين يديكِ , فدعيني ..

دعيني , يا سيدتي ألثم يديكِ , 

وأشكر السماء 

*

أنا يا سيدتي ، انتظرتكِ كثيراً ,

أحقاباً بحثت عنكِ 

وفتشت عنكِ كثيراً  

وسألت عنكِ طوب الأرض 

ونجوم السماء ،

وها أنا اليوم قد وجدتكِ  

تهبطين عليَّ , 

وتنزلين عليّ من السماء 

تقفين أمامي في كبرياء  

تقفين كالملائكة , 

وفي عينيك حياء 

*

فاقتربي مني وخذيني

خبئيني في صدركِ 

وضميني إليكِ , سيِّجيني بيديكِ  

وامنحني الحب 

ولا تُلقيني في الجب 

يا زهرة الحياة

فأنتِ لي الداء , والدواء