مَحو
بقلم: محمود حسونة أبو فيصل
حين…
يستبدّ بلهفتي النّسيان!
حالًا…
بكلّ ألوانها
عينيك أستحضر!
قلبي يحضر بكلِّ دمائه
مباشرةً…
أمام عينيك أنا!
في مواجهةٍ كهذه
حتمًا…
تستنزفني عيناك
يا عيناها…
يا أكثر مِن عينين!
2 )
عن ملاذٍ…
أبحث لهذا الصّباح!
أبحث عن نسائمٍ
تُعيد لأشجاره طيورها!
للشّرفات…
تُعيد روائح البن والياسمين
عن نسائمٍ أبحث!
مِن أوجاعها…
تُنقّي الحكايات!
صافيةً جميلةً…
تُعيد لها تلك العينان
عينيهاا!
تعبت خيول هذا الصّباح!
غزلانه أُدميت!
لا يرى أحدًا يكتب لقلبٍ!
لا أحد داليةً يسقي!
أو...
يرسمه وردةً
حافيةً تمضي…
لا عبق يحمل ملامحه
لاجناح الٱن!
لملامحه…
مَن يعيد بهاءها
مَن يُطعم بلابل قلبه!
3 )
مِن خطيئةٍ
إلى خطيئةٍ
تتنقل يا قلب!
تحبُّ مَن لا أريده!
عن حب…
مَن أريده أنت غافل!
4 )
تعالي…
هيّا أطّلي علينا
كم سعينا…
نحوك يا شُموس
هذه…
حنايانا تشتهيك
تشتهي أن تتشمّس!
عتمتها عانقي!
قلّبي تُربتها…
أوضحيها يا شمس
بالبوح اجعلينا نتجرّأ!
حرّةً…
نُطلق أسراها!
خصيمها…
ضدها أنا شاهد!
غابات ستنمو
إنْ شمسك غابت!
بالنّار…
يا شمس
اِصلي جباهها
اِنبشي هذا العفن…
نريدها أنْ تتعافىٰ!
عَرّيها…
عنها اخلعي السّتائر!
معها لن نتماهىٰ !
لن نتوارىٰ!
خلفها…
بنا ستغدر
بعيونٍ مشمئزّةٍ
ستبقى تنظرنا !
إلّا الحمقى…
حرّاسها!
على ذلك لا يجرؤون!
يتماهون مع أوجاعها
حالها…
مكائدٌ للأوهام!
عليهم تكذب
ثمّ…
يكذبون علينا!
من غفواتها
أعيدينا!
اِنزحي ما امتلأ!
بلهيبك…
اِستبدلي منا ما اهترأ!
بديلًا عنها
بساتينَ أنبتي
5 )
مثل…جريمة
يقترفني هذا الحب!
كي يحيا سيقتلني!
مُت…
كي لا أموت!
مُت…
وإلّا قتلتك!
بهذا…
يأمرني
6 )
لهلاك…قلبه
يريدك!
اِكذبيه… بصدقٍ
لو بكلمة!
قولي مثلًا:
على خدّي شامةً
سأرسمك !
أرسمك…
على خدّ…
هذا المدى الشّاسع!
7 )
هنا أنا….
هناك وهناك أيضا!
في أكثر من زمان
ذكرياتي…
في أكثر من مكان !
أرواحٌ…
طائرةً تسافر…
فارقت…
أجسادي الميّتة
أنْ أُعرّي أسمالها…
تُطالبني!
سائلتي…
حكاياتي أين؟
أين جديدها؟
أُواعدها…
في انتظار أن أنسىٰ
على ميقات…
ولاداتٍ أخرى وأخرى
موصدة أبوابي!
رقصة موت…
يأتي ولا يأتي
هذا النسيان مُخاتل!
مواكب يمرّ
أجساده هزيلة!
لا تُبهر انتظار الحالم
إلى ليلنا…
نخرج الذكريات
من نهارها
من سرّنا
في بعضها ننفخ
نحييها أنجمًا
لليلٍ قادم…
الأخريات…نُرجئها!
أو
نقتلها بلا شفقة
8 )
أضرحةٌ كلماتي تتحرّك …
كلّ كلمةٍ تسخر مِن الأخرى!
لها…
فصيلة دمٍ كلّ واحدةٍ!
ناعمةٌ أحيانًا!
تألف وجه مَنْ يرثها أوّلًا…
ثمّ…
بالتوبيخ تغرقه!
تعرّيه غالبًا
تمحو صيحاته!
تُقصيه عنه غريبًا
شكوكًا…
تحيطه ٱلامها
لأجلها…
لا تريد أنْ يلقىٰ حتفه!
تريده…
أنْ يعيش لأجلها!
9 )
في السّاحات لن تموت
هناك….ستموت
مغممًا في أسري!
أطيافي
تستبيحك!
أحتلّك بلمسةٍ شفيفةٍ!
هواجسك أنا
بالمسِّ النّاعم
أُغميك!
شمسي هذه!
نملًا أحمر
على جلودك تزحف
في رمقك الأخير يمكن
ربما تستعيدك!
لكنّك…
عن موتك البطيء
سوف تبقىٰ تثرثر
أطيافه تُلاحقني
دائمًا…
تُلاحقني
10 )
★لن أخلع عباءة الوهم … سأبقىٰ أزعم أنّي لا أُحبّك!
★أمكنتنا شاسعةٌ لن تضيق! لكنْ ليذهب الحمقى…حتّى لا نذهب! نذهب بهم بعيدًا!
★ أحبّ نبيذنا! تمكّن منه…أمامكم بأغلاله للآن! مثل الأخيذة يتبعنا!!
★اِفتح ذراعيك… متصالبًا قف! ربّما يحدث لك طارئًا !عن أمورٍ أخرىٰ ربّما تُحدّثنا!
★ نُعاينه أوّلًا ثمّ نطلبه! هكذا نطلب المواشي! عليها أنْ تنصاع! أو تخجل ثمّ تنصاع!
★لم نمسّسه… لكنّه قضىٰ مرعوبًا مِن المس! وعدًا عليه جعَلنا…ينتظرنا بحرقةٍ! بمجيئنا يتحفّز… يثق دائمًا !
★لأنّك هنا بين يديّ! في مكانٍ ٱخر… هل أبقيت لك شيئًا؟
★جراحك عميقةٌ… على النّواح تحفّزك! ألا تتّعظ ؟ألا تتعلم
تلك إهانة عظمىٰ! حتّى الخِتان صار علمًا!
★ يمكن أمنحك ما تتسلّىٰ به! إلى بعض كلماتي يمكن أنْ تتسلّل
حيث الكثير استسلموا! قبل أن تُشهر سلاحًا واحدًا!
★في كلّ مرةٍ يهديني حكايةً… أضاع حكمتها! ربيبي الضائع ستبقىٰ! خلفي تمضي… تمضي معي! لكنْ في طريقٍ ٱخر! إلى الوراء يُفضي هذا الطّريق!
★ احتفظ بقبسٍ من نيراني! للبرد هناك اوقاتٌ!هناك أوقاتٌ للوحشة…توارىٰ وراء سهامي ادفنْ رأسك !
★اللّعنة على مَن شرّدك إلينا…على مَن جعلك مشوّشًا لعنة أخرىٰ!
★هنا ما يُسمى الصّمت… لا يمكن أنْ تشرحه الثّرثرة!
★مِن رأسك تخفّف! مِن أطرافك… منك تخفّف!
لا تبتئس! يمكنك أنْ تتعرّى… إنْ كان ما قلناه يثقلك!
★معي لن تموت لكنّي أضعتك! منك ضعيّت أعزّ ما تملك!
★عند الحافة قف! قف نيابةً عنّي ! في كلماتي أنت تبحلق ! كلماتي تبحلق فيك أيضًا! لا تُغمضها لا تعصب عينيك !
ربما… ربما لا تحترق!
