الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثلاثة مرتكزات هامة تجاهلها رعاة منتدي شرم الشيخ

تاريخ النشر : 2023-03-21
ثلاثة مرتكزات هامة تجاهلها رعاة منتدي شرم الشيخ

د. هاني العقاد

ثلاثة مرتكزات هامة تجاهلها رعاة منتدى شرم الشيخ

بقلم: د. هاني العقاد

مر أقل  من شهر على لقاء العقبة الذي عقد بجهود أمريكية كمحاولة أمريكية مصرية أردنية لنزع فتيل التفجير المتوقع في كل لحظة دون أن يتغير شيء على الأرض فشل حقيقي لتلك الجهود وبالتالي فإن جميع الاتصالات التي تقودها وزارة الخارجية لوقف الحملة الإسرائيلية المسعورة التي تستهدف المدن والقري الفلسطينية بلا هوداة باتت بلا نتائج إيجابية, لم تتوقف الاجتياحات  اليومية للمدن الفلسطينية التي يرتكب فيها الاحتلال المجازر كسياسة ممنهجة لتقويض واضعاف السلطة الفلسطينية وحسم الصراع مع الفلسطينيين, لم يتوقف القتل والاعدامات الميدانية ولا حتى الاعتقالات ولا هدم البيوت ولم تمنع حكومة نتنياهو المستوطنين من الاعتداء على ممتلكات المواطنين الفلسطينيين في المدن والقري الفلسطينية المحيطة بالمستوطنات, لم توقف حكومة نتنياهو قرصنة الأموال الفلسطينية من الضرائب واستقطاعها بحجة أنها تدفع لعائلات الأسرى والشهداء الفلسطينيين وبالطبع لم تتوقف حركة الاستيطان وتشريع البؤر الاستيطانية. هذا يعني أن حكومة نتنياهو لم تلتزم ولو بحرف واحد من تفاهمات العقبة لأنها تعتبر الفلسطينيين هم من يتوجب أن يفعلوا كل شيء يتعلق الضفة وأهمها فكفكة التنظيمات المسلحة التي باتت تقلق المؤسسة الأمنية وتشكل تحديات كبيرة على الأرض تعيق حسم حكومة نتنياهو للصراع على الطريقة الصهيونية المتطرفة.  

مذبحة جديدة في جنين تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال التي لن تتوقف حتى لو وضعت واشنطن كومة ضمانات, عشية الدعوة لاجتماع شرم الشيخ أعدمت قوات الاحتلال الخاصة أربعة شبان فلسطينيين في جنين وتلاها عملية فدائية في حوارة رداً على ذلك قبل أن يصدر البيان الختامي لاجتماع شرم الشيخ  لعل هذان الحدثان يرسلا رسالة للأطراف الراعية بأن الحلول الأمنية كلها تساوي صفر بمعنى أنها لن تنجح في تحقيق تهدئة تبقي معها أيدي قوات الاحتلال منطلقة تجتاح وتقتل الفلسطينيين في مناطق الشمال الفلسطيني وعلى الحواجز ليس هذا فقط إنما تبقي فيها قطعان المستوطنين منفلته تفعل ما تشاء بحماية جيش الاحتلال.

بيان اجتماع شرم الشيخ قوبل بتصريحات غاية في التطرف لوزير المالية والجيش سموترتش أمام حشد في العاصمة الفرنسية باريس في ذكري احياء زعيم حركة الحرية في فرنسا جاك كوبر والتي قال فيها " إن العرب اخترعوا شعبا وهميا من أجل التصدي للحركة الصهيونية وإن هذه الحقيقة التاريخية يجب أن تسمع في جميع انحاء العالم بما في ذلك البيت الأبيض في العاصمة واشنطن " وقد انكر سموترتش تماما وجود شعب فلسطين واعتبره اختراع يعود الى اقل من 100 عام.

كما المرة السابقة لاجتماع العقبة وقبل أن يجف حبر بيانها الختامي الذي أعلن عشيته سموترتش "أن حوارة يجب أن تمحي عن الخارطة"  اليوم وبعد ساعات على صدور  البيان الختامي لاجتماع شرم الشيخ  خرج برؤيته لحل الصراع مع الفلسطينيين  ما يدلل ان حكومة الاحتلال لديها مخطط  لتصفية الوجود الفلسطيني الذي لا تعترف به حكومة دولة الاحتلال والذي حدد فيه للفلسطينيين  ثلاث خيارات, أولها البقاء في الضفة الغربية والعيش تحت السيادة الإسرائيلية في عدد من الجيوب، منطقة الخليل، وبيت لحم، ورام الله، ونابلس، وجنين ,والخيار الثاني الرحيل عن الضفة مع تقديم دولة الاحتلال المساعدات المالية, والخيار الثالث هو معالجة  جذرية للفلسطينيين الذين يرفضون الخيارين السابقين: بالإشارة إلى أن الجيش يستطيع القضاء على “المخربين” خلال وقت قصير، وقتل مَن يجب أن يُقتل، وجمع السلاح حتى الرصاصة الأخيرة، وإعادة الأمن إلى المواطنين الإسرائيليين.

ما لا يريد رعاة منتدي شرم الشيخ الاعتراف به هو أن تحقيق الهدوء بالضفة الغربية وتهيئة المناخات لمسار سياسي حقيقي ينهي الاحتلال يبني على ثلاث مرتكزات أساسية لأي هدوء في المنطقة, أولها تحول المشهد السياسي في دولة الاحتلال دراماتيكيا نحو التطرف الحاد  وسيطرة المتطرفين الفاشيين على القرار السياسي  ما يعني تغير في تعاطي الحكومة الجديدة مع الصراع بمعنى أن دولة الاحتلال اليوم ليس كالماضي يمكن أن تقبل الربط بين أي مسارات أمنية تقود في القريب العاجل لمسارات سياسية أو أي طروحات تقود في النهاية إلى حلول سياسية لأن أعضاء الحكومة بمن فيهم نتنياهو لا يعترفوا بالفلسطينيين كشعب ولا يعترفوا بأي من اتفاقات أوسلوا التي أبرمت برعاية الولايات المتحدة وما هو واقع على الأرض أنهم انسحبوا منها من طرف واحد منذ زمن وما يريدوه هو الشق الأمني فقط وليس غيره. 

في ظل هذا المتغير الخطير يصر الجميع إلى أن المسالة يمكن ان تحل ويتحقق الهدوء على الأرض وهذا مغاير لمجريات الأمور التي تقول إن الصراع الآن بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو صراع وجود وكيانات سياسية وهوية ودولة وقدس وكرامة, وليس صراع أمني يحتم على الولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة مصر والأردن كراعين للمنتدي الاستمرار في  البحث عن حلول أمنية  لحالة الاشتباك الحالية والالتقاء مع المسؤولين الامنين ورجال الأمن القومي والشاباك الإسرائيلي على اعتقاد أنهم يستطيعوا ووقف التصعيد الحادث اليوم في الضفة الغربية وانهاء حالة الاشتباك المسلح بين الفلسطينيين والإسرائيليين المدافعين عن هويتهم ووجودهم وأرضهم وتاريخهم.

والمرتكز الثاني الذي لا يريد رعاة منتدى شرم الشيخ الاعتراف به هو أن هناك ضحية ينزف دمها يوميا ويتوجع أصحابها من رجال ونساء وأطفال بفعل جرائم الاحتلال الغاشم الذي يستخدم القوة المسلحة لفرض وقائع على الأرض المحتلة تجعل من أي حلول سياسية مستحيلة في المستقبل، وللأسف يستمر رعاة المنتدى في المساواة بين المحتل والفلسطينيين في معادلة لا يمكن أن يقبلها منطق أو أن تقود في النهاية إلى نهاية حقيقية للصراع يتحقق على أساسها السلام العادل والشامل.   

المرتكز الثالث هو انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية وتوحيد استراتيجية التعامل مع المحتل واقتناع الفصائل الأخرى بجدوى المساعي الأمريكية المصرية الأردنية كمسار يمكن في النهاية أن يحقق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة على أساس الحل العادل والشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على قاعدة إنهاء كل أشكال الاحتلال العسكري لأراضي العام 1967 بما فيها القدس وإقامة الدولة المستقلة.   

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف